فكريةمقالات

الفوز تعريفه و تحقيقه

إذا سألنا اغلبية الناس عن الصفة التي يحبون ان يتصفو بها في حياتهم : الفوز أو الهزيمة ؟ بالتأكيد جميعهم سيجيبون بانهم يحبون صفة الفائزين . لكن هذا يطرح علينا سؤالا كبيرا : ماذا يعني لك الفوز في الحياة ؟ بعض الاحيان من السهل أن نصف الفوز بشكل واضح , ففي لعبة كرة السلة من يحصل في نهاية المباراة على أكثر النقاط فهو الفائز , وفي بعض الالعاب تحدد للعابين درجة النقاط للفوز مثل إذا أحرز اللاعب أو الفريق 100 نقطة فهنا تنتهي اللعبة بتحقيق النقاط . لكن في لعبة الحياة فالأمر ليس سهلا أن تحدد معنى للفوز في لعبة الحياة , اليس كذلك ؟


وذلك لان الناس يعرفون الفوز بطرق مختلفة ومتشعبة , فالبعض يرى أن الفوز هو في التراكم المالي أو الاملاك المادية أنهم يعتبرونه نجاح ..فوزحقيقي . ويفكر الآخرون على انه العيش لفترة اطول. ومايزال آخرون يصفونه بانه في الجسم والشكل الانيق والمتناسق.واخرون يرجعونه إلى العائلة السعيدة , واخرون يقولون انه في الاستمتاع في مزاولة هواياتهم .

كل هذه الأمور رائعة . بالنسبة لهم , ولكن .. أنا اريد أن اشجعك في التفكير في الفوز والنجاح بشكل مختلف , فعادة ما يفكر الناس في الفوز على أنه انجاز أكثر من الالزم على وجه الخصوص في مجالات مختارة .

اود أن اؤمن لك ان هذه النجاحات الحقيقية في الحياة لم تكن بسبب الإبداع في الانجاز على مجالا واحد فقط ولكن أن تنجح في ابقاء التوازن على باقي المجالات .

خليني اعيد لك : أن الفوز الحقيقي للنجاح هو ليس أن تركز على منطقة معينة , ولكن جعل الانجاز متوازن في كل مجالات حياتنا .

على سبيل المثال : هل يعتبر الذين يكسبون الملايين من الدولارات ناجحين وهم من الجانب الآخر يضيعون عائلاتهم ؟ هل يعتبر الشخص ناجح إذا اكتسب شهرة عالمية ولكن من الجانب الآخر ليس لديه اصدقاء ؟ بالطبع لا , في الحقيقة قد يعيشون حياتهم في تفاهات كبيرة .

أولا التعريف : أول شيء يجب أن نفعله هو أن نعرف ماذا يمثل لنا (الفوز في الحياة) عندما تتأمل ذلك في نفسك , اود أن انصحك بان تركز على الصفات المهمة وهي : الجسم , والنفس والروح . الجسم له اتصال فعلي بعالم الطبيعة و يرتبط بصحة الطبيعة وبالصحة المالية , والصحة العائلية والعمل والعلاقات كيف صحتك ؟ كيف حالتك المادية ؟ كيف حال علاقاتك سواء مع العائلة ومع الآخرين ؟ هل تنجز اعمالك ؟

كيف تود أن تصف الفوز في هذه المجالات ؟

النفس : والتي تتعامل مع العواطف , والشهوات والفكر, أنها مقاصدنا أفكارنا ومواقفنا كيف هي مشاعرك ؟ هل أنت قادر على جمح شهواتك ؟ هل تنمو فكريا ؟ هل تفحصت حقيقة موقفا لك مؤخرا ؟ كيف ستعرف الفوز في هذا المجال ؟

الروح : وهو جزء من حياتنا والذي سيمتد إلى الحياة الآخرة . يقول زج زجلر ” المال سيشتري لي البيت ولكن ليس الوطن , وسيشتري لي السرير ولكن ليس النوم المريح ” لذا عليك أن تصدق بان السلام الداخلي يأتي من شيء أعمق بكثير مما نتخيل .

هل فكرت في العودة إلى أصول الروحانية ؟ هل أنت مستعد لقضاء الوقت في هدوء تام وان تدعوا الله من وقت لآخر ؟ هذه منطقة مهمة جدا وهي أكثر إهمالا من غيرها . ما الذي ترغب أن تنجزه في هذا المجال ؟ كيف تعرف الفوز في هذه المنطقة ؟ عندما نواجه توازنا في هذه المناطق سوف نجد أنفسنا متسالمين مع أنفسنا أكثر بكثير , بدلا من أن نحقق نجاحا عظيما في منطقة واحدة فقط ونفشل في المناطق الأخرى .

نحن خلقنا للعمل بتوازن وتناغم , هكذا نصل إلى نهاية حياتنا ونقول عندها اننا ” فوزنا ” ثانيا : التفضيل : بعد أن عرفت تعريف الشيء الذي تريد انجازه في هذه المجالات , عليك أن تفاضل فيما بينها , وتضع المناطق غير المهمة أسفل البرنامج و وتتعهد بتطوير خطة ناجحة للموازنة بين المناطق , و ممارسة الشهوات و خياراتك وممارسة الديموقراطية , قال آزين هاور ” تاريخ الرجال الاحرار لم تكتب بالصدفة , ولكن الأمر اختياريا , لقد كان اختيارهم هم ” .

عندما ندير وقتنا وجدول اعمالنا فإننا عمل اختيارات صغيرة في التفضيل ما بين أولوياتنا , إن الذين يصبحون فائزون يعكسون الأشياء التي يرغبونها إلى الانجاز .

اعمل خطة وقرر ازالة البقية . أخيرا العمل : حسنا عرفت معنى الفوز , وعرفت عملية المفاضلة فيما بينهم لحياتك ,. الآن الجزء الأصعب ” افعل ” هذه هي الخطوة التي يستطيع كل شخص أن يفعلها لوحده فهو أدرى باولويات حياته . فكل شخص سيكتب خطة جيدة وتحضير لما يريد أن يكونه . فبدل أن تكتب خطة وتقول أنك ستطبقها لبقية حياتك , اعمل مقياس تزن به مدى فاعلية هذه الخطة بالنتائج التي تحصل عليها أسبوعيا .

إذا كانت النتائج الاسبوعية بعيدة جدا فركز على النتائج اليومية , ضحي ببعض الوقت , حتى لو كانت صغيرة جدا , فإنها قد تحسن حياتك في هذه المنطقة , اتمرن قليلا , إقرأ لفترة لتوسع من أفقك , تعامل مع عواطفك , اقض وقتا في الخلوة لتجديد روحك ( قيام الليل ) اعط بعض الوقت لشريك حياتك واطفالك , يقول ويل روجر ” حتى ولو كنت في المسار الصحيح , فلن تذهب إلى أي مكان إذا مازلت واقفا . ” كما اننا نفعل هذه طول الوقت , ونزن مخرجات حياتنا , سوف نبدأ في الاختيار بالشعور باننا ننجح في الحياة . أن هذا سيكون مثيرا .

بتصرف- وليد الشعيبي مدرب في تفعيل الموارد البشرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock