
الجزء الثالث
حقوق المجتمع في رسالة الحقوق:
وضع الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) في رسالة الحقوق منهجا متكاملاً في خصوص الحقوق الإجتماعية المترتبة على الفرد باعتباره جزءا من الاُسرة ومن المجتمع ، ومما ورد في قوله:
(وأمّا حق أهل ملتك عامة: فإضمار السلامة ، ونشر جناح الرحمة ، والرفق بمسيئهم ، وتألّفهم ، واستصلاحهم ، وشكر محسنهم إلى نفسه وإليك ، فإن إحسانه إلى نفسه إحسانه إليك إذا كفّ عنك أذاه وكفاك مؤونته ، وحبس عنك نفسه ، فعمهم جميعا بدعوتك ، وانصرهم جميعا بنصرتك.
وأنزلهم جميعا منك منازلهم ؛ كبيرهم بمنزلة الوالد ، وصغيرهم بمنزلة الولد ، وأوسطهم بمنزلة الأخ ، فمن أتاك تعاهدته بلطف ورحمة ، وصِلْ أخاك بما يجب للأخ على أخيه.
وأمّا حق أهل الذمّة ، فالحكم فيهم أن تقبل منهم ما قبل اللّه ، وتفي بما جعل اللّه لهم من ذمته وعهده ، وتكلهم إليه فيما طلبوا من أنفسهم وأُجيروا عليه ، وتحكم فيهم بما حكم اللّه به على نفسك فيما جرى بينك وبينهم من معاملة ، وليكن بينك وبين ظلمهم من رعاية ذمة اللّه والوفاء بعهده وعهد رسوله حائل ، فإنّه بلغنا أنّه قال: من ظلم معاهدا كنت خصمه) (15).
فيما يلي نستعرض بعض الروايات التي وردت في ثواب من راعى حقوق أفراد المجتمع.
️قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): (من ردّ عن عرض أخيه المسلم وجبت له الجنة ألبتة)(16).
وقال الإمام محمد الباقر (عليه السلام): (من كفّ عن أعراض الناس كفّ اللّه عنه عذاب يوم القيامة، ومن كفّ غضبه عن الناس أقاله اللّه نفسه يوم القيامة) (17).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (أربع من كنّ فيه بنى اللّه له بيتا في الجنّة: من آوى اليتيم ، ورحم الضعيف ، وأشفق على والديه ، ورفق بمملوكه) (18).
️وقال الإمام علي بن الحسين (عليه السلام): (من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه اللّه من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه اللّه من الرحيق المختوم ، ومن كسا مؤمنا كساه اللّه من الثياب الخضر)(19).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام) : (البر والصدقة ينفيان الفقر ، ويزيدان في العمر ، ويدفعان عن صاحبهما سبعين ميتة سوء)(20).
ولمراعاة الحقوق الاجتماعية مزيد من الآثار الايجابية التي تنعكس على الفرد والاُسرة والمجتمع في دار الدنيا والآخرة ، وردت في كتب الحديث ، سيّما في كتاب (ثواب الأعمال) للشيخ الصدوق ، لا مجال لذكرها جميعا في هذا المختصر.
المؤلف: السيد سعيد كاظم العذاري
المصدر: متابعات.