عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: بلغني أنّ الميت إذا وضع في قبره احتوشته أعماله ثمّ أنطقها الله فقالت: أيّها العبد المنفرد في حفرته انقطع عنك الأخلاّء والأهلون فلا أنيس لك اليوم غيرنا.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: “إذا وضع العبد الصالح المطيع لربه في القبر احتوشته أعماله الصالحة مثل الصلاة والصيام والحج والحج والصدقة وغيرها.. قال يجيئ ملائكة العذاب من قبل رجليه فتقول الصلاة إليكم عنه فلا سبيل لكم عليه فقد أطال بي القيام لله تعالى عليها.
فيأتونه من قبل رأسه فيقول الصيام لا سبيل لكم عليه فقد طال ما أظمأه لله في دار الدنيا فلا سبيل لكم عليه.
فيأتونه من قبل جسده فيقول الحج إليكم عنه فقد أتعب بدنه وأنصب نفسه وحجّ لله فلا سبيل لكم عليه.
فيأتونه من قبل يديه فتقول الصدقة كفّوا عنه خلّوا عن صاحبي فكم من صدقةٍ خرجت من هاتين اليدين حتّى وقعت في يد الله ابتغاء وجهه فلا سبيل لكن عليه فيُقال له طبت هنيئاً طبت حياً وميتاً.
قال ويأتيه ملائكة الرحمة فتفرش له فراشاً من الجنة ويُفتح لها في قبره مدّ بصره، ويؤتى بقنديل من الجنة يستضيئ بنوره إلى يوم القيامة.
عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال لبعض تلامذته: أيّ شيء تعلمت مني؟ قال له يا مولاي ثمان مسائلٍ. قال له الإمام عليه السلام قصها لأعرفها. قال:
– الأولى: رأيت كلّ محبوب يفارق عند الموت حبيبه. فصرفت همي إلى ما لا يفارقني بل يؤنسني في وحدتي وهو فعل الخير فقال الإمام عليه السلام أحسنت والله.
– الثانية: قال رأيت قوماً يفخرون بالحب وآخرين بالمال والولد ورأيت الفخر العظيم في قوله تعالى: (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) فاجتهدت في أن أكون كريماً قال أحسنت والله.
– الثالثة: قال رأيت لهو الناس وطربهم وسمعت قوله تعالى (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإنّ الجنة هي المأوى) في صرف الهوى عن نفسي حتى استقرت على طاعة الله تعالى قال عليه السلام أحسنت والله.
– الرابعة: رأيت كلّ من وجد شيئاً يكرم عنده اجتهد في حفظه وسمعت قوله سبحانه وتعالى بقول (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له وله أجرٌ كريم) فأحببت المضاعفة ولم أرَ احفظ مما يكون عنده فكلما وجدت شيئاً يكرم عندي وجهت به إليه ليكون لي ذخراً إلى وقت حاجتي إليه قالعليه السلام أحسنت والله.
– الخامسة: رأيت حسد الناس بعضهم لبعض في الرزق وسمعت قوله تعالى (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرية ورحمة ربك خير مما يجمعون)فما حسدت أحداً ولا أسفت على ما فاتني قال عليه السلام أحسنت والله.
– السادسة: قال رأيت عداوة بعضهم لبعض في دار الدنيا والحزازات التي في صدورهم وسمعت قوله تعالى (إنّ الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً) فاشتغلت بعداوة الشيطان عن عداوة غيره قالعليه السلام أحسنت والله.
– السابعة: قال رأيت كدح الناس واجتهادهم في طلب الرزق وسمعت قوله تعالى: (وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون، ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطمعون، إنّ الله هو الرزاق ذي القوة المتين) فعلمت أنّ قوله ووعده صدق فسكنت إلى وعده ورضيت بقوله واشتغلت بما له علي عما لي عنده. قالعليه السلام: أحسنت والله.
– الثامنة: قال رأيت قوماً يتكلمون على صحة أبدانهم وقوماً على كثرة أموالهم وقوماً على خلق مثلهم وسمعت قوله تعالى (ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه) فاتكلت على الله وزال اتكالي على غيره.
