مقالات

الدين المعاملة

بقلم/ إكرام المحاقري

لا قيمة للمصحف في جيبك ما لم ينعكس على أخلاقك وسلوكك وأعمالك.. هكذا كانت بداية مقال الكاتب اليمني (أكرم الأهدل) وهو يغوص بقلمه وفكره في بحر من الإدارك والوعي القرآني، فالخلاصة قد تكون فلنكن قرآنيون في أسلوبنا مع من حولنا، فالفعل هو دليل الإنتماء للدين وليس القول فقط!! ولننظر إلى قول الإمام علي عليه السلام عندما نظر لشخص يمدح نفسه فقال عليه السلام “دعه يتحدث، فسوف يأتي موقف يثبت مصداقية حديثه”!!

نعم، نحن كمجتمع قد أضعنا قيم الدين وقيمته في نفوسنا، لم نعد نستشعر عظيم المسؤلية التي القاها الله على عاتقنا، لم نعد نتولى الله ورسوله كما ينبغي، لم نعد نثق بالله بل لم نعد نستح من الله جراء كل التقصير الذي ياتي من جانبنا كمجتمع مسلم أراد له الله الهداية ودله على اليقين!! ليس هذا فحسب فقد انعدمت الرحمة وولد الكبر من رحم الغرور واتباع الهوى، لم يعد يوجد حق للمسكين والمحروم في مال الأغنياء!! لم يعد الصغير يحترم الكبير، ولم يعد الكبير يعطف على الصغير، لم يعد للوالدين حق في قاموس الابناء (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما) لم يعد يوجد الدين إلا في قلب من رحمهم الله وثبتهم على هداه وهم قليل للأسف، لم نعي بأن كل ذلك هو سقوط في فخ الشيطان، وانحراف خطير عن خط الله سبحانه وتعالى..

كل هذه المشاكل الخطيرة التي لم نحذر من تغلغلها في أعماقنا قد أنستنا بأن الدين هو المعاملة، فما فائدة الصلاة والصيام إذا لم يوجد رحمة واعتصام بحبل الله وتطبيق لآيات الله، والخطير أن صلاتنا باتت ركيكة لم تعد تأمرنا بمعروف ولا تنهانا عن منكر!! ولا حتى تقربنا إلى الله نجيا!! فكل ذلك نتيجة لغفلة محتمة وثقافة مغلوطة جاءت من خارج الثقلين الذين إذا اتبعناهما لن نظل أبدا.. لكنا فرطنا وانحرفنا ونسينا القرآن وتوجيهات الرسالة ووصية الرحمة المهداة ووصلنا إلى ما وصلنا إليه!

لذلك فلندرك أن الدين هو صلاة صيام عدل جهاد معاملة وإستقامة وكل لا يتجزاء، ولا قيمة للمصحف في أيدينا حتى وأن حفظناه عن ظهر قلب ما لم ينعكس عملا وسلوكا وأخلاقا في واقع حياتنا، ولنا في الإمام علي عليه السلام ورسالته (لمالك اﻷشتر) عبرة وأية ومدرسة نقتبس منها نور الرحمن وعظمة القرآن حين قال:

«وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبّة لهم، واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان: إمّا أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطإ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنّك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك! وقد استكفاك أمرهم، وابتلاك بهم»..

فكل هذا هو درس لجميع ابناء المجتمع اليمني بمختلف أطيافهم ومكوناتهم ووظائفهم حتى الرئيس منهم، هذا ماحتمه القرآن وما يجب أن نربي أنفسنا عليه فنحن أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال: “الدين المعاملة”..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock