مقالات

أمريكا وهم القوة وسياسة العصابة

بقلم أبو أمجد النمر.

من يتابع السياسة الامريكية وتعاملها مع مختلف الملفات في الشرق الاوسط وفي عدد من دول العالم يلاحظ أنها اعتمدت في سياساتها على خلق حالة من البلبلة والصراعات البينية في كثير من دول العالم. تحت مسميات متعددة لخلق بيئة هشة وانقسامات سياسية وعرقية واثنية ودينية
ليسوغ لها التدخل في هذه الدول واذكاء الصراعات لتنفيذ اجندتها والسيطرة على القرار السياسي والاقتصادي لعدد من هذه الدول.من خلال الضغط عليها . بملف حقوق الانسان الذي تستخدمه كشماعة أو من خلال خلق الازمات الاقتصادية. أو غيرها من الملفات السياسية. التي تستخدمها متى أرادت ووفقا لما تقتضيه مصلحتها مستغلة حالة الرهاب والضعف الذي
خلقته الالة الاعلامية التي تديرها أمريكا في نفوس وعقول. كثير من القادة السياسيين. الذين يتوهمون بأن أمريكا على كل شيء قدير وهذا الوهم في العقول هو الاساس الذي اعتمدت عليه أمريكا في فرض نفوذها.
إلا أن المتابع الحصيف لحقيقة السياسة الامريكية العاجزة عن فرض خياراتها في عدد الملفات الساخنة في الشرق الاوسط يلاحظ إن أمريكا قوة وهمية خصوصا عندما تصطدم بنماذج وقيادات سياسية ودول لها مشروعها الحقيقي المناهض لسياسات أمريكا التي تدار بعقل رئيس عصابة ولعل فشلهم الذريع في فيتنام وهزيمتهم أمام ارادة الفيتناميين أضافة الى عجزها في تركيع السياسة الايرانية.وعدم قدرتها على ايقاف مشروع المقاومة من التمدد في المنطقة يؤكد وبما لايدع مجالا للشك أن امريكا قوة وهمية تتبخر أمام الاحرار في اي دولة أو شعب يمتلك ارادة سياسية ومشروع تحرري. لهذا بالرغم من العقوبات التي فرضتها على ايران والحصار الاقتصادي ودعم الحركات المناهضة للنظام الايراني طوال العقود الماضية
لكنها فشلت أمام صلابة المشروع الذي تحمله ايران. خصوصا في ظل التحولات العالمية وتعدد مراكز القوى في السياسات الدولية التي برزت خلال الاونه الاخيرة بشكل لافت سواء في الازمة الاوكرانية الروسية أو في السياسة الصينية التي اسهمت في اظهار ضعف النفوذ الامريكي حتى لدى. كثير من حلفاء امريكا في الغرب والشرق الاوسط الذين لم ينساقوا وراء السياسات الامريكية في الجانب الاقتصادي والسياسي مما جعل أمريكا تغرد خارج السرب وتنكشف سوءتها وهشاشة سياستها أمام كثير من دول العالم. وهذا الامر يشير بشكل واضح الى افول نظام العصابة الامريكي وظهور أقطاب وقوى جديدة كفيلة بتغير موازين القوى لصالح الشعوب الحرة التي تمتلك مشاريع وطنية وتسعى نحو استقلال قرارها السياسي والاقتصادي بعيدا عن وهم النفوذ الامريكي. التي يتداعى بشكل سريع .
ومن هنا وأمام هذه التحولات الجيوسياسية في المنطقة والعالم. ينبغي على الانظمة والشعوب خصوصا في الشرق الاوسط أن تسارع في الخروج من تحت عباءة أمريكا الوهمية وتستقل بقرارها الاقتصادي والسياسي. من أجل تحقيق مستقبل أفضل مالم فإنهم يجنون على شعوبهم ويساهمون بتخاذلهم في استمرار الصراعات والازمات التي لن تستثنى حتى من يدورون في الفلك الامريكي. وسيكونون أول الضحايا.لسياسة أمريكا. البراجماتية وشواهد التاريخ القريب واضحة للجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock