مجتمع

كيف نتعامل مع المسنّ؟

فاطمة نصر الله(*)


التغيّرات الجسديّة والحسيّة والنفسيّة التي تطرأ على المسنّين بعد سنّ الستين كانت موضوعنا في العدد السابق. ولكن، ما هو الطريق الأنجح في التواصل مع المسنّ، بلحاظ هذه التغييرات؟ في هذا العدد نستكمل الصورة في الحديث عن ذلك.

* أهمّ الطرق الناجحة للتواصل مع المسنين
أ- التواصل السمعيّ: يعتبر ضعف السمع من المشاكل الشائعة لدى المسنّين. وتكرار مواقف عدم القدرة على سماع الآخرين يشعر المسنّ بالإحباط والعزلة. لذا، يمكن اتّباع التقنيّات التالية للمساعدة في تحسين التواصل مع المسنّ المصاب بضعف السمع:

1- اقترب قدر الإمكان من الشخص المسنّ وتحدّث إليه وأنت في مستوى نظره لتضمن سهولة سمعه ورؤيته لك.

2- نبّه المسنّ بيدك برفق أو بإشارة منك، قبل بدء الحديث إليه، لتسترعي انتباهه لحديثك.

3- اخفض أيّ ضوضاء تمنع المسنّ من سماعك قبل بدء الكلام معه.

4- اجعل حركات فمك واضحة أثناء الكلام، حيث إنّ قراءته للشفتين، أثناء الحديث، تساعده على فهمك.

5- اجعل جملتك مختصرة ومفيدة وواضحة، وتجنّب التغيير المفاجئ لموضوع الحديث حتّى لا يخطئ المسنّ فهمك.

6- راقب تعبيرات وحركة وجه ورأس المسنّ أثناء حديثك معه، أعطه الوقت ليردّ.

7- اضغط على الكلمات المفتاحيّة في الحديث (أي الكلمات الهامة التي توضح موضوع الحديث) مع التوقّف بعد كلّ كلمة من الكلمات المفتاحيّة.

8- بدلاً من تَكرار الجملة عند عدم سماعها أعد صياغتها مرة أخرى. ولا يجب أبداً أن يظهر عليك الضيق من التَكرار، حيث إنّ ذلك له أثر سيّئ على نفسية المسنّ.

ب- التواصل النظريّ:
 تعاني كلّ تركيبات العين من التغيّرات العضويّة المتعلّقة بتقدّم السنّ، ممّا يعيق التواصل الاجتماعيّ. لذا، عند التواصل مع المسنّ، ضعيف النظر، اقترب منه ببطء وحيِّه شفويّاً مع اللمس الرفيق الحنون، فاللمس يحتلّ مكانة عالية في تفاعلنا مع المسنّين، حيث يزيد من ثقتهم فينا ويعطيهم الإحساس بالاهتمام بهم والقرب منهم.

1- حاول زيادة مستوى الإضاءة في المكان، حيث يحتاج المسنّ لمستوى إضاءة ثلاثة أضعاف المستوى العاديّ، ولكن تجنّب الأضواء المبهرة المزعجة.

2- اقترح عليه أن يستخدم نظّارته أثناء حديثه معك.

3- ضع الأشياء المطلوب من المسنّ الانتباه إليها في مجال نظره.

4- عند إعطاء المسنّ شيئاً للقراءة (إذا كان يستطيع القراءة) أو صورة، حاول أن يكون هذا الشيء ذا حجم كبيرٍ وواضحاً.

5- لا تغيّر مكان الأشياء الخاصة المهمّة للمسنّ من مكانها إلّا بعلمه وإذنه.

* نقل المشاعر الإيجابيّة
عندما يسيطر علينا الحزن والغضب يبدو ذلك على وجوهنا ويؤثّر على تعاملنا مع المسنّ، حيث يعتقد أنّ في الأمر ما يقلق فيتأثّر، ويقلق هو أيضاً. لذا، يفضّل أن يكون تعاملنا مع المسنّ باعثاً على المرح والفكاهة، لكن باحترام، وأن نسهّل للمسنّ اللّعب مع أحفاده أو مع أولاده.

* تسهيل حركتهم
يعاني المسنّون من خَلل في التوازن عند إصابتهم بأمراض الجهاز العصبيّ. ويؤدّي خلل التوازن إلى صعوبة حركة المريض، خاصة في المواقف التي تتطلّب تحكُّماً أكثر في الجسم. ويؤدّي خوف المسنّ من السقوط إلى قلّة حركته. لذا، تكتسب تمرينات التوازن أهمية كبرى للحفاظ على التوازن، ومنع السقوط، واعتماد المريض على نفسه وإعطائه الثقة في النفس. ويمكن مساعدة المسنّ في ذلك من خلال:

1- تأمين منزل المسنّ بشكل آمن وسالم حتّى لا يصاب بأذى.

2- محاولة جعل حركة المسنّ داخل البيت على مستوى واحد، دون الحاجة لاستعمال الدرج، في حال وُجد.

3- وضع مَسْكات في المنزل يستند إليها المسنّ حين تنقّله.

كما كنّا أمانة الله في أعناقهم عندما كنّا أطفالاً، كذلك فإنّ كبار السنّ، الذين هم إمّا آباؤنا أو أجدادنا تقع على عاتقنا، أيضاً، مسؤوليّة الاهتمام بهم وتأمين الحياة الكريمة واللّائقة بهم.

(*) ماجستير في الإدارة التربوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock