مقالات

السيد نصر الله: فَشَل بن سلمان في تحقيق انتصار باليمن أحد عوامل إفشال صفقة القرن

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن فشل بن سلمان في تحقيق انتصار في اليمن شكل عاملا من عوامل إفشال صفقة القرن.

جاء ذلك خلال مقابلة له مساء اليوم الجمعة على شاشة قناة المنار بمناسبة الذكرى الـ13 لعدوان تموز 2006، حيث أوضح أنه ببركة شهداء وتضحية ومقاومة اليمن أصبح ولي العهد السعودي عاجزًا عن دعم صفقة القرن بل بحاجة إلى من يدعمه.

ولفت السيد نصر الله إلى أن صفقة القرن ليس لها أفق وعدة وسائل إعلام نقلت عن كوشنر اعتباره مؤتمر البحرين فاشلا، مشيرا أيضا إلى فشل المشروع في سوريا وصمود الجمهورية الإسلامية في إيران أحد الأمور التي ساهمت في إفشالها.

وأضاف أن صفقة القرن إلى فشل قائلا: “اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يرفضون التوطين سرًا وعلانية”، موضحا بالقول “أملك أملًا كبيرًا في أن أكون من المصلين في القدس”.

وأكد الأمين العام لحزب الله على جهوزية المقاومة أمام تهديدات العدو وقدراتها الهجومية النوعية، لافتا بأن “لبنان منذ العام 2006 في مأمن وهناك أمن في الجنوب على الحدود وعلى مستوى كل لبنان، لا أحد أعطى لبنان هذا الأمن، إنما هو حققه بدماء شهدائه”.

وتابع: “الردع القائم هو بين قوة شعبية ودولة تعتبر نفسها قوة عظمى في المنطقة وهذه المعادلة يعترف بها العدو بقادته ومسؤوليه وإعلامييه” مبينا أن المقاومة اليوم بحمد الله أقوى من أي زمن مضى.

وأشار إلى أن لدى المقاومة الإسلامية قوة هجومية كبيرة واكتسبت خبرة عسكرية وتراكم تجارب إضافة للأسلحة النوعية. وأضاف “لدينا قدرة صاروخية كبيرة وسلاح الجو المسير لدى المقاومة بات أكبر وأقوى من قبل”، لافتا إلى أن كل القادة الإسرائيليين يخشون المقاومة في لبنان ويضعون لها مليون حساب.

وأوضح نصر الله أنه لا أحد يستطيع أن ينفي أو يؤكد أننا نمتلك سلاح دفاع جوي يستطيع إسقاط طائرات العدو الإسرائيلي ولنترك هذا لمساحة الغموض البناء، معتبرا أنه ببركة صمود المقاومة في غزة لم يستطع العدو الإسرائيلي أن يرمم الثقة التي ضربت في عمق جيشه إثر هزيمة حرب تموز 2006.

وأكد أن المقاومة في لبنان أقوى من أي زمن في قدرتها على زلزلة الجبهة الداخلية للعدو الصهيوني، مشيرا إلى أن قوات العدو البرية من 2006 إلى اليوم نشهد فيها تراجعًا كبيرًا جدًا على مستوى قدرتها.

هذا واعتبر السيد نصر الله أن سلاح الجو الإسرائيلي لا يمكن أن يحسم معركة ولا أن يغير شيئا من المعادلات، مقدما نصحه للإسرائيليين بأن لا يعيدوا مقولة أنهم سوف يعيدون لبنان إلى العصر الحجري في أي حرب مقبلة، مؤكدا “لدينا قناعة اليوم أن إسرائيل هي أوهن أكثر من بيت العنكبوت”.

وفي ذات السياق قال السيد نصر الله “لدينا قدرات تستطيع أن تصل إلى كل الأهداف في كيان العدو حتى إلى ما بعد إيلات”، مضيفا “الشريط الساحلي لكيان العدو هو الأكثر كثافة سكانيًا ومليء بالأهداف العسكرية” ومشيرا إلى أن كل مراكز الدولة والمصانع الكيميائية والنووية ومحطات الكهرباء ومعالجة المياه وموانئ تل أبيب وحيفا وغيرها هي في مرمى صواريخ المقاومة.

وتساءل “من الذي سيعود للعصر الحجري في حال استهدفت المقاومة بآلاف الصواريخ كل المنشآت الحيوية في الشريط الساحلي في الكيان الإسرائيلي؟ لافتا إلى أن كيان العدو اليوم مردوع بكل ما للكلمة من معنى لأنه خائف من قدرات المقاومة في لبنان، ومؤكدا في الوقت ذاته أن المقاومة قادرة على إعادة إسرائيل إلى العصر الحجري في حال قررت استهداف المواقع التي هي في مرمى صواريخها.

وفيما يخص الجليل اعتبر نصر الله أن اقتحامه بات جزءا من خطط الحرب المقبلة، لافتا بأن هذه الحرب ستكون أكبر بكثير من 2006 وستضع إسرائيل بالتأكيد على خط الزوال وهم يعلمون ذلك.

وكشف السيد نصر الله بأن حزب الله لا يرتبط بشخص منذ تأسيسه ودماء الشهداء تعطي دفعة معنوية كبيرة لمجاهدي المقاومة، لافتا إلى أن أحد أسباب قوة حزب الله ونموه هو وجود مؤسسات وقيادات متعددة في هذا الحزب.

وقال “أنا أتعهد بإحضار شركة للتنقيب عن النفط في المياه اللبنانية في حال أراد اللبنانيون ذلك، وفي حال اقترب الإسرائيلي من عمل هذه الشركة فإن “النفط بالنفط، والغاز بالغاز”.

وحول سوريا أوضح السيد نصر الله أن ما حصل بها هو انتصار للقيادة والشعب والجيش السوري ومحور المقاومة بالإضافة لـروسيا وهزيمة نكراء للمشروع الآخر، قائلا “نحن لا نتبلغ من الروس، ونتعاطى معهم على أننا أصدقاء، وروسيا ليست جزءًا من محور المقاومة”.

وأضاف أن المعركة الجارية حاليًا في إدلب ليست هي معركة تحرير إدلب وإنما تتعلق بالخطوط الدفاعية الأولى فقط للمجموعات المسلحة.

وتابع “أقول للإسرائيليين افعلوا ما شئتم، إيران لن تخرج من سوريا لأن هذه هي إرادة القيادة السورية والإيرانية” مشيرا إلى أن معادلة الرد على إسرائيل إذا استهدفت أي عنصر لنا في سوريا ما زالت سارية.

وبشأن الخروق الإسرائيلية للأجواء اللبنانية أكد السيد نصر الله أن علينا التفكير في موضوع للرد على هذه الخروق معتبرا أن الدولة اللبنانية حتى الآن لا زالت عاجزة عن إيجاد حل.

واستبعد الأمين العام لحزب الله أن تقدم أمريكا على حرب ضد إيران، لافتا إلى أن إسرائيل أداة بيد أمريكا، ومضيفا أن أمريكا تعلم أن الحرب على إيران مكلفة جدا جدا جدا.

وقال “أحد الخبراء العسكريين أكد لي أن الطائرة التي أسقطها الحرس الثوري هي نوعية ونادرة لدى الأمريكيين”، لافتا إلى أن إيران أرسلت رسالة إلى الأمريكيين أن أي استهداف أمريكي لهدف في إيران سيواجه برد إيراني بضرب أهداف أمريكية.

وتابع “الإيرانيون وضعوا الفرضيات والخطط ووضعوا آلية ممتازة للمتابعة والإدارة وتعاطوا مع التهديد بثبات وحكمة وشجاعة”، مضيفا أن الإيرانيين أقوياء في مسارهم التصعيدي مقابل عدم إيفاء الأطراف الباقية بالاتفاق النووي، وترامب أصبح اليوم “عالقًا على الشجرة”، ومؤكدا أن الإيرانيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام احتجاز ناقلة النفط من قبل بريطانيا.

وأوضح السيد نصر الله أن مسؤوليتنا جميعًا في المنطقة أن نعمل كل ما بوسعنا لمنع حصول الحرب على إيران لأن الكل يجمع على أنها ستكون مدمرة، مشيرا أنه يجب أن تضع السعودية حقدها على إيران جانبا.

وأضاف أن الإسرائيلي يفترض أن حصول حرب على إيران هو لمصلحته وهذا خطأ، لافتا أنه في حال حصلت الحرب الأمريكية على إيران فلن يستطيع أحد أن ينأى بنفسه عن هذه الحرب.

ولفت إلى أنه يجب على الإمارات أن تعيد النظر في حال حصول حرب على إيران، متسائلا “أين ستصبح مدن الإمارات التي يقال إنها زجاجية في حال حصلت الحرب؟، ومشيرا أنه لن تبقى الإمارات والسعودية وأي دولة مشاركة في الحرب على إيران بمنأى عن نتائج هذه الحرب.

وأكد السيد نصر الله أن كل دولة ستكون شريكًا في الحرب على إيران سوف تدفع الثمن وستصبح جزءًا من الحرب، واعتبر أنه في حال حصول الحرب على إيران فإن المنطقة كلها ستشتعل.

وقال “أكرر ما قلته في يوم القدس أن أول من سيدفع الثمن في الحرب على إيران هم إسرائيل وآل سعود”، معتبرا أن الإيرانيين قادرون على قصف إسرائيل بقوة وشراسة وعنف في حال اندلعت الحرب، وإسرائيل لن تكون محيدة في أي حرب مقبلة.

وأشار نصر الله إلى أن أي حرب مقبلة في المنطقة يمكن أن تؤدي إلى زوال إسرائيل.

وأضاف أن المحور المناهض لأمريكا يملك القوة والقدرة ليس فقط على الصمود وإنما على قلب الطاولة، والسلام، معتبرا أن مشكلة ترامب مع إيران هي أنه فقط يريدها أن تأتي إلى التفاوض، وموقف الإمام الخامنئي من رسالة ترامب دليل شموخ وقوة.

وكشف إلى أن إدارة ترامب تسعى إلى فتح قنوات مع حزب الله في لبنان عبر وسطاء.

وأوضح السيد نصر الله إلى أن الجيش واللجان الشعبية في اليمن يريدون من خلال توسيع الضربات على السعودية توقيف العدوان على بلادهم، لافتا إلى أن اليمنيين قادرون على توسيع رقعة ضرباتهم وقصف أغلب المطارات في السعودية وقصف الأهداف المطلوبة في الإمارات.

وتابع “إذا بدأ اليمنيون بضرب أهداف في الإمارات فماذا سيبقى للإمارات من مكانة اقتصادية في المنطقة؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock