مقالات

نيجيريا .. والشر السعودي المستطير

✍ أبو جواد الشامي

▪كان الشعب اليمني وما يزال رغم ما يعانيه، مدافعا عن حقوق المستضعفين في العالم، خصوصا وأن المجرم في حق الجميع واحد وهو الاستكبار العالمي بأذياله وقرونه، ولا أشك مطلقاً أن كل رصاصة يطلقها الجيش واللجان الشعبية اليمنية وكل صاروخ وكل طائرة مسيرة تصيب هدفاً سعودياً, تدخل السرور على الكثير من المكلومين والضحايا الذين أحرقتهم نار فتنة آل سعود التي لم تقتصر على بلد دون آخر وفئة دون أخرى.

▪وسنشهد بإذن الله عندما يسقط هذا النظام الصهيوني الناصبي الخبيث خمود الكثير من نيران فتن المشاريع الطائفية وسقوط الكثير من الأنظمة السياسية أيضاً.

▪ومن المصاديق البارزة للفتن الطائفية التي توقد نارها بأموال النفط السعودي هو ما يحدث للطائفة الشيعية من استهداف ممنهج وظالم بشكل عام، واستهداف للشيخ الزكزاكي (نمر) نيجيريا المظلوم على وجه الخصوص، حيث يمر أربعة أعوام على احتجازه من قبل النظام النيجيري الذي باع نفسه لآل سعود بدراهم معدودة.

▪الشيخ الزكزاكي زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا يعاني من وضع صحي سيء للغاية في مكان احتجازه حيث فقد إحدى عينيه بعد أن فقد 6 من أبنائه في مظاهرات ومواكب ومسيرات سلمية واجهتها قوات النظام النيجيري بالرصاص بدون أي مبرر. 

ورغم أن المحكمة العليا بأبوجا قد أمرت بإطلاق سراح الشيخ الزكزاكي كون التهم المنسوبة إليه مجرد تهم ملفقة إلا أنه تم نقله إلى محكمة في منطقة سلفية متشددة بعد تلفيق تهم جديدة أخرى إليه.

▪الجميع في نيجيريا يعلم بدعم النظام السعودي لاعتقال الشيخ الزكزاكي بل وضغطه على النظام النيجيري لاغتياله وزيادة القمع لأتباعه كما حدث في مجزرة زاريا التي راح ضحيتها المئات وتم فيها الهجوم على منزل الشيخ وهدم الحسينية التابعة له, كما أن النظام السعودي لم يكتف بذلك, بل قام بتأسيس حركة وهابية تسمى (إزالة البدعة) تدعو كمثيلاتها بكل وقاحة إلى قتل الشيعة, وتجند لأجل ذلك العديد من الشباب عبر استقطابهم بالمساجد والمراكز الوهابية. 

زعماء هذه الحركة لا يتنصلون من الدعم السعودي لهم, بل يفتخرون به بحجة الدفاع عن السنة.

▪بينما يستمر النظام السعودي ويعيث فساداً في نيجريا عبر دعمه لحركة أخرى معروفة في الأوساط النيجيرية بل والإفريقية بإرهابها ووحشيتها وهي حركة (بوكو حرام), التي تسرح وتمرح كما تشاء أمام ناظري النظام النيجيري, الذي لا هم له سوى قمع الحركة الإسلامية السلمية تبعاً لأوامر النظام السعودي.

▪ولو كان الشيعة في نيجيريا يشكلون خطراً لكانوا كذلك منذ ثمانينات القرن الماضي إلى الآن, فالحركة الإسلامية التي يتزعمها الشيخ الزكزاكي لم تتورط في الإرهاب لأنها ببساطة جزء من النسيج الاجتماعي للشعب النيجيري.

وكان من الممكن لو أراد الشيعة أن يستغلوا موجة العنف ضدهم, فيقوموا بعمليات انتقامية لكن هذا لم يحدث منذ سنوات لأن هذا ليس منهجهم، كما أنهم يفوتون الفرصة على السعودية وأذيالها في شن حرب أوسع ضدهم بحجة مكافحة الإرهاب.

▪فالمشكلة إذن ليست طائفية بحد ذاتها, بل هي مشكلة الأنظمة العميلة التابعة للنظام السعودي الصهيوني الذي يركز على استهداف كل ما يقلق الكيان الصهيوني ويؤثر على بسط سيطرته على العالم الإسلامي, وبكل تأكيد لن نجد حركة بوكو حرام ولا ما يسمى بحركة إزالة تعطي أدنى اهتمام للقضية الفلسطينية لأنها باختصار مثل داعش ليست معدة لذلك.

▪وكالعادة نجد ما يسمى بالمجتمع الدولي والمنظمات اللاإنسانية نائمة ولا تتحرك لوقف نزيف دم الأبرياء الذين يقتلون ويعتقلون على الهوية.

▪أخيرا .. نيجيريا وهي أكبر منتج للنفظ في أفريقيا, تعيش حالة مزرية من الفقر المدقع تسبب به الفساد المالي والإداري، ومن مظاهره الرئيسة الصناديق الأمنية لمكافحة الإرهاب، والتي تدر على المسؤولين أموالاً من الداخل والخارج بينما يترك هذا النظام حركة ك(بوكو حرام) الإرهابية ترتع في البلاد كيف تشاء، ليمتص المزيد من الأموال.

▪لا أشك في أن مظلومية شيعة نيجيريا وغيرهم – ممن استضعفتهم أمريكا وبقرتها آل سعود- ستتحول إلى اقتدار كبير يخرج بلادهم من هذا النفق المظلم بإذن الله ..

🍃 قال تعالى: وَنُرِ‌يدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْ‌ضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِ‌ثِينَ.🍃

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock