مقالاتمنوعات

حرائر اليمن .. زينبيات على درب الثورة

إكرام المحاقري

وقفن ومن ثم كبرن الله تعالى، وتعالت الصرخات واللعنات لاولياء الشيطان، و”هيهات منا الذلة” كان شعارا لكل حرة يمنية في يوم العهد لسبط رسول الله على السير في درب ثورته ومواصلة مشوار نصرة الدين، ولأمريكا وإسرائيل وللقوى المستكبرة فقد رددت احداهن مقولة الحسين المشهورة : “الا إن الدعي أبن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة”.

انهن حرائر اليمن الماجدات المضحيات الصابرات في ذكرى فاجعة كربلاء، حيث تعاظم الظلم والفساد وسفكت الدماء الطاهرة لآل بيت النبوة، فما تركت زينب أخاها الحسين، وما تركت حرائر اليمن نهج الحسين، فقد مثلت المرأة اليمنية بخروجها على الظلم وصمودها بوجه مخططات وجرائم المستكبرين ما مثله الحسين (عليه السلام) حين وقف بوجه الظلم ورفض خلافة المجرم يزيد وقال : “مثلي لا يبايع مثله”، فتلك المواقف الحسينية مازالت تبني الاجيال المجاهدة وتكشف حقيقة من يتلبسون باسم الدين، ويرتكبون ابشع الجرائم بحق المسلمين.

وبخروج المرأة اليمنية فقد أرسلت رسائل عديدة للعدو الذي حاول تغييب مواقف زينب (عليها السلام) حين وقفت بوجه الطاغية بكل شموخ وثبات، ومبينة الغاية الحقيقة ليزيد واتباعه حين خاطبته بعلم النبي محمد (صلوات الله عليه وآله)، وبلاغة الإمام علي (عليه السلام)، وفصاحة فاطمة الزهراء، ومثلت القرآن الكريم بكل كلمة وجهتها كرصاصة قاتلة في صدر العدو.

فمن كربلاء قد اقتبست المرأة اليمنية الشجاعة والاستبسال والتضحية في سبيل الله والوقوف بوجه الظالمين، فحين قالت زينب عليها السلام ليزيد بصوت واثق بالله: (لسنا برعيتك)، فمنذ ما يقارب السبعة اعوام قالتها حرائر اليمن لشرعية أمريكا والتي اختبئت خلف الدمية هادي، ولن يتغير الموقف الجهادي للمرأة اليمنية عبر التاريخ، فحال لسانها لن ولم يختلف عن حال لسان العقيلة زينب عليها السلام.

فكيدوا كيدكم، واسعوا سعيكم، وانصبوا جهدكم يا خماسي الشر وكل من دار في فلك إجرامكم وظلمكم، فوالله لا تمحوا ذكرنا، ولا تميتوا وحينا، وهل يرحض عنكم عار ما فعلتم، وهل ذكركم إلا فند، وايامكم إلا عدد، وجمعكم إلا بدد، يوم ينادي المنادي، الا لعنة الله على الظالمين.

فثورة الإمام الحسين ما زالت مستمرة عبر التاريخ لتقتلع الظلم وتجتث الفساد وتزيح مساحيق الزيف عن وجوه امثال معاوية ويزيد، ولن تختلف مواقف نساء اليمن عن مواقف رجالها، ولابد للتضحية من ثمرة نصر وفتح مبين، وحينها ستصرخ شعوب أخرى: “هيهات منا الذلة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock