مقالات

إسرائيل الكبرى ولغز الاحتلال الأمريكي للعراق!!

يقولون تارة أن الأمريكي قام بغزو العراق من أجل إقامة الديموقراطية وتارة أخرى من أجل تدمير أسلحة الدمارالشامل وتارة ثالثة من أجل القضاء على الإرهاب وتارة رابعة عقابا لصدام حسين على أحداث الحادي عشر من سبتمبر!!!.

ليس بين هذه الأسباب سبب مقنع واحد حتى أن توني بلير أعلن اعتذاره عن مزاعم أسلحة الدمار الشامل، إلا أنه لم يفسر سبب هذا الغزو!!.

لو كان السبب هو معاقبة المسئولين عن أحداث سبتمبر لتوجه الغزو نحو العربية السعودية والإمارات، تلك البلدان التي انطلق منها الانتحاريون.

الآن وبعد اندلاع التظاهرات المطلبية في العراق قبل أشهر قليلة والتي رفع بعض المشاركين فيها شعار: إيران برا برا ثم العدوان الوحشي الذي تعرضت له القوات المسلحة العراقية المتمركزة في المعبر الحدودي بين العراق وسوريا وتحديدا في منطقة القائم وما ذكره المتحدثون عن مشروع أمريكي صهيوني لتأسيس وطن فلسطيني بديل في منطقة الأنبار، ظهر واضحا سبب الغزو الحقيقي وهو استكمال المشروع الصهيوني الهادف لتأسيس إسرائيل الكبرى والذي يسميه البعض تجملا وتأدبا بصفقة القرن!!.

لماذا لم يكشف أطراف الصفقة عن عناصرها ولماذا هي صفقة متعددة الأطراف ولماذا طلب من العراق الموافقة عليها وما هو المطلوب عراقيا لاتمام هذه الصفقة، والأهم من هذا لماذا هذا الاستعجال في التنفيذ واستخدام كل الأدوات الممكنة كما قالت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة؟!.

الهدف الذي سعى الأمريكي لتحقيقه عبر احتلال العراق هو تحويل هذا البلد ومعه بقية المنطقة إلى عجينة لينة يسهل إعادة تشكيلها تارة عبر دفع الأكراد للانسلاخ من الدولة العراقية وتارة أخرى عبر اقتطاع الأنبار من الجغرافيا السياسية للعراق وتحويله إلى إقليم مستقل ينقل إليه الفلسطينيون من الضفة الغربية ومن الأراضي المحتلة قبل 1967 لتخلو فلسطين من الفلسطينيين!!.

أسماء متنوعة لذات المشروع!!

الإسم الحقيقي ل(صفقة القرن) هو مشروع إسرائيل الكبرى –من النيل إلى الفرات- وقبله كان الإسم هو (الشرق الأوسط الجديد) والهدف من تغيير العناوين والأسماء هو الإيهام بأن ثمة ما هو جديد وأن المعضلة تتمثل في شخص الرئيس الأمريكي ترامب الذي يراه البعض معتوها وأنه ينفذ أفكارا جاء بها معه إلى البيت الأبيض وأن السياسة الأمريكية الراهنة ستنتهي بانتهاء حكمه إلى آخر هذا الحكي الفارغ الذي لا يقدم ولا يؤخر!!.

أما الذين دأبوا على تحذيرنا من التدخل في الشأن العراقي فنقول لهم أن النيل في مصر والفرات في العراق والمعنى أن مصيرنا واحد كما أننا لم نسم رئيسا لوزراء العراق أو رئيسا لجمهوريتها!!.

تختلف تعبيرات السياسة الأمريكية من رئيس إلى رئيس إلا أن هناك خططا ومشاريع ثابتة يندفع البعض لتنفيذها مثل هذا الأحمق عبر الهجوم ويسعى البعض الآخر لتنفيذها بوسائل أكثر نعومة من غيره.

الأمريكي لا يعنيه الديموقراطية في العراق ولا غيرها وهو المستفيد الأول من الإرهاب والآن أصبح واضحا من يريد فرض إرادته على شعوب العالم العربي لصالح الكيان الصهيوني الغاصب للقدس!!.

دكتور احمد راسم النفيس
٣١/١٢/٢٠١٩

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock