تقارير عالمية

الشهيد زاده كان له آثار عظيمة في بناء المفاعلات النووية وتخريج جيل من العلماء في إيران

تقرير إعلامي لملتقى الوعي والتلاحم الشبابي – 3 ديسمبر 2020م

في يوم الجمعة الموافق 27 نوفمبر 2020م، أكدت وزارة الدفاع الإيرانية اغتيال محسن فخري زاده، أحد أبرز العلماء النوويين، بهجوم مسلح مخطط له بعناية، ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مصدر رسمي أميركي أن “إسرائيل” تقف وراء عملية الاغتيال الغادرة.

وقالت وزارة الدفاع إن العالم محسن فخري زاده كان رئيس مركز الأبحاث العلمية في الوزارة، واعتبر وزير الدفاع أمير حاتمي أن اغتيال العالم البارز محسن فخري زاده يُظهر عمق كراهية الأعداء لإيران.

فيما شدد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدفاعية على أن الكيان الصهيوني يدفع باتجاه حرب شاملة، وسيدفع ثمن الاغتيال.

اغتيال علماء الأمة يصب في خدمة اليهود

من جانبه لفت الدكتور عبدالملك الحليلي أستاذ الصراع العربي الإسرائيلي في كلية الاعلام بجامعة صنعاء، أن اغتيال هذا العالم يعد اغتيال لما يملكه من عناصر قوة، مؤكدا أن الشهيد زاده ترك آثارا عظيمة جدا في بناء المفاعلات النووية وتخريج جيل كامل من العلماء في إيران.

وأوضح الدكتور الحليلي في مقابلة أجراها معه ملتقى الوعي والتلاحم الشبابي أن هذا العمل الإجرامي باغتيال علماء الأمة يصب في خدمة اليهود وعملائهم المطبعين الذين يرون في تقدم الأمة هزيمة لهم.

وأضاف أن قنوات العربية والحدث وسكاي نيوز في تغطيتها للحادثة وغيرها أثبتت تماهيها مع إعلام العدو، مشيرا إلى أن هذه القنوات التي تتبع السعودية والإمارات تعمل جنبا إلى جنب مع كيان العدو الإسرائيلي وأمريكا.

اغتيال زاده عملية استفزازية وقد تشعل المنطقة برمتها

بدوره رئيس نادي الخريجين بجامعة صنعاء، وصف عملية اغتيال الشهيد محسن فخري زاده بالغادرة، لافتا إلى أنها في هذا التوقيت تعتبر عملية استفزازية بالدرجة الأولى وهدفها الرئيس إشعال المنطقة برمتها بدءا من الجمهورية الإسلامية في إيران وحتى اليمن ولبنان وسوريا والعراق.

وقال في تصريح له مع ملتقى الوعي والتلاحم أن العدو يعتقد أن الجمهورية الإسلامية في إيران لن تستطيع الرد ومحور المقاومة لن يستطيع الرد في هذا التوقيت، مؤكدا أن إيران ومحور المقاومة قادرين على الرد وبطرق وأساليب مناسبة تفاجئ العدو وتجعله ينتهي ويرتدع عن مثل هذه العمليات الاستفزازية.

دول العمالة ترى أي انتكاسة أو ضرر يحل بمحور المقاومة نصرا للعدو الإسرائيلي

من جهته أكد الدكتور إبراهيم غالب لقمان عميد كلية العلوم بجامعة صنعاء في مقابلة مع ملتقى الوعي والتلاحم، أن اغتيال القادة المؤثرين والعلماء المثابرين يهدف إلى تجريد الأمة من مكامن قوتها والقضاء على إمكانيات نهوضها وبالتالي فالمستفيد هم أعداء الأمة وعلى رأسهم الكيان الصهيوني.

وأفاد الدكتور لقمان أن دول العمالة لأمريكا وبعد عقود من الإخفاء والتزييف أصبحت تجاهر دون حياء بأن الكيان الصهيوني حليفها وليس عدوها وأن عدوها هي دول وحركات المقاومة وعلى رأسهم إيران.

وأضاف أن تلك الدول أصبحت ترى في أي انتكاسة أو ضرر يحل بمحور المقاومة نصرا لحليفها الصهيوني ونصرا لها بسبب اندماجها الوجداني مع ذلك العدو رغم أن علاقتهما علاقة تابع بمتبوع وليس حليف بحليف، فالصهاينة يحتقرونهم ويظهر ذلك في وسائل الإعلام الصهيونية من أخبار وتقارير تفضحهم وحتى رسوم كاريكاتورية تسخر منهم.

ما هو سر اغتيال العلماء النوويين ومن يقف وراء تلك الاغتيالات؟

إن إلقاء نظرة على مرحلة تأسيس الكيان الصهيوني يكشف عن ميل قاعدة هذا الكيان للتفرد بامتلاك التكنولوجيا المتطورة، وإذ ان الأراضي المحتلة محاصرة من الدول الإسلامية لطالما تطلع الصهاينة لتقدم هذه الشعوب على أنه يشكل الخطر الأمني الأول عليهم، واعتبروا فقدان تقدمهم على الجميع في مجال العلم والتكنولوجيا يعني زوال “إسرائيل” ومن أجل إيقاف مسار التقدم العلمي في هذه البلدان ومنها سوريا ومصر والعراق وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية في إيران، بادرت إسرائيل إلى اغتيال علمائهم، خاصة أولئك العاملين في مجال العلوم النووية، فقد أثبت اغتيال العلماء في الدول العربية والإسلامية وجود مثل هذه الاستراتيجية الإسرائيلية.

تورط الكيان الصهيوني في جريمة الاغتيال

يشار إلى أن قناة العالم الإيرانية أفادت عن مصدر مطلع بأن اغتيال العالم النووي الإيراني، فخري زادة، نفذ باستخدام أسلحة إسرائيلية الصنع تم التحكم بها عبر الأقمار الصناعية.

وأوضح المصدر أن “العناصر المعادية للثورة الإسلامية دائما يلعبون دورا لوجستيا في تنفيذ عمليات الاغتيال التي يرتكبها الكيان الصهيوني في إيران.. الكيان الصهيوني ارتكب هذه الجريمة من أجل زيادة الضغط علی إيران لوقف التطور العلمي المتسارع والذي كان للشهيد فخري زاده دور مهم فيه، خاصة في مجال البحوث العلمية”.

الأمن الإيراني يعلن التوصل لهويات المشاركين باغتيال الشهيد فخري زادة

وفي جديد تداعيات عملية الاغتيال أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، يوم الأربعاء، أن أجهزة الاستخبارات تمكنت من التعرف على أشخاص لهم صلة بعملية اغتيال العالم النووي الشهيد فخري زاده.

وأشار ربيعي في مقابلة مع برنامج “نهاية الوند” إلى أنه يتم دراسة جميع أبعاد عملية الاغتيال لإعداد الرد المناسب.

وقال فيما يخص جريمة اغتيال العالم النووي إن “المجلس الأعلى للأمن القومي قدم إيضاحات بهذا الشأن سابقا، وزارة الأمن وبفضل الجهود التي بذلتها رصدت بعض التحركات ونجحت في الإشراف على جميع المنطقة”.

وأضاف أن “وزارة الأمن نجحت في التعرف على الأشخاص المرتبطين بجريمة اغتيال الشهيد فخري زادة، وحاليا تجري التحقيقات للكشف عن ملابسات الجريمة، وحين يتم حسم الأمر سيتم التخطيط للرد بالمثل”.

وتابع أن “النقاط المهمة في هذا البيان وكما صرح قائد الثورة الإسلامية، هي أن معرفتنا النووية لم تتأثر بهذا الأمر، ولم يستطيعوا اغتيالها، وأن إحدى خطواتنا هي تعزيز قدراتنا الدفاعية البحثية”.

كما غرد مارك فيتزباتريك زميل المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن والمتابع عن قرب لبرنامج إيران النووي قائلاً: “برنامج إيران النووي تجاوز بكثير مرحلة الاعتماد على شخص واحد”.

إدانات جريمة الاغتيال

وأدانت كثير من الدول والأحزاب والمكونات والشخصيات الاجتماعية عملية الاغتيال ووصفتها بالغادرة والجبانة والآثمة، وأنها تزعزع الاستقرار في المنطقة، وتوزعت بيانات الإدانات على المستوى الإقليمي والدولي، وفي جديد ذلك إدانة النظام الإماراتي التي وإن جاءت متأخرة فقد هدفت لدفع التهمة عنه وعدم تحميله المسؤولية، تلاها بعد ذلك النظام السعودي في إدانة غير مباشرة للحادثة وهو ما جاء على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير عندما قال: الاغتيالات ليست من سياسة المملكة على عكس النظام الإيراني منذ عام 1979.

وأضاف أن اليأس يدفع “ظريف” لإلقاء اللوم على المملكة واتهامها بتسببها بما يحدث في إيران، موضحا بالقول ” فقدنا العديد من مواطنينا بسبب سلوك إيران الإجرامي وغير القانوني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock