مقالات

الطفولة المذبوحة في اليمن وتلاعب المنظمات الدولية بأموال المانحين بقلم/ ماجد الغيلي

بقلم/ ماجد الغيلي

اليمن.. ذلك البلد المنكوب والذي اعتبرته منظمة “يونسيف” بمناسبة اليوم العالمي للطفل الذي يصادف 20 نوفمبر أنه يعد من أسوأ البلدان التي يمكن أن يعيش فيها أطفال. بهذا المعنى وإلى هذا المستوى.. وغالبا ما تطلق المنظمات تصريحات رنانة كهذه وتأتي بإحصائيات وأرقام إلا أنها تتجنب في كل مرة وفي كل مناسبة ذكر المجرم والمتسبب في المأساة والكارثة الإنسانية التي حلت باليمن وأطفال اليمن جراء العدوان السعودي الأمريكي.

كثير من المنظمات الدولية وكذا المحلية التي ارتأت في عملها أسلوب وطريقة الحياد السلبي الذي يبرز المخاوف ويعبر عن القلق ويرصد أرقام وحقائق ويذكر عددا من الوقائع والحوادث ويقيدها جميعها تحت مجهول، رغبة من تلك المنظمات للحصول على المال من أي طرف كان حتى ولو كان متسببا في القتل للأطفال والنساء ومدمرا للمدارس والمستشفيات ويقف وراء الحصار الكبير لبلد برمته، نعم.. تلك المنظمات تجردت عن إنسانيتها زاعمة أن عملها إنساني، وتجردت عن مصداقيتها مدعية أنها تعمل على مبدأ التحري والصدق، وفقدت المهنية لأنها حقيقة -لا غبار عليها- تلهث كالكلب وراء المال أيّا كان مصدر هذا المال، وعلى رأس هذه المنظمات الأمم المتحدة نفسها والتي سجلت مواقف سلبية في عملها الذي تقول عنه إنه إنساني، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر عندما أعلنت في 3 يونيو 2016م على لسان أمينها العام الأسبق بان كي مون، تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في القائمة السوداء لقتلها أطفال اليمن، موضحة في تقرير أن هذا التحالف مسؤول عن 60 % من حصيلة تبلغ 785 طفلا قتيلا، و1168 قاصرا جريحا خلال العام الأول من العدوان على اليمن.

ثم بعد أيام قلائل رضخ بان كي مون لمطالب السعودية وحذف اسمها وتحالفها العدواني من قائمة الأمم المتحدة السوداء بشأن أطفال اليمن.. هكذا بكل بساطة، لمجرد حصوله على المال السعودي باع مصداقيته ومبادئه وعرى منظمته التي أثبتت أنها شريكة فعلا في العدوان على اليمن وملطخة بدماء أطفال اليمن، دام والمال هو الأهم فالدم وإن كان دم أطفال أو نساء فلا يهم.. هذه باختصار نظرية الأمم المتحدة في تعاملها مع الصراعات الدائرة في مختلف بلدان العالم على مر تأريخ إنشائها وما حرب اليمن إلا مثالا واحدا من عدة بلدان، كما أن عمل الأمم المتحدة يتمثل في الحفاظ على إطالة أمد الصراعات والحروب لأطول فترة ممكنة حتى تكسب أكثر قدرا ممكنا من الأموال ولا يهم الخسائر في الأرواح والتدمير الذي يلحق تلك البلدان في بنيتها التحتية وإن عبرت تلك المنظمة الدولية أو غيرها عن القلق والمخاوف فإنما هو تعبير كاذب تظهره أمام الرأي العام فيما يروج الفرح والسرور داخل أروقتها ومختلف فروعها، فهي كل ما تناحرت الأطراف وزادت الجرائم التي بالتأكيد تزيد من إطالة أمد الحروب تستفيد وتمتلئ خزائنها بالدولارات وهذا ما يهمها بالدرجة الأولى وينعشها ويجعلها تعبر عن قلقها وتقرع طبول المخاوف الخبيثة طلبا لمزيد من تلك الأموال المدنسة.

وفي هذا السياق، عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي أكد أن المنظمات الدولية تتلاعب بأموال المانحين ولا تخصصها لما يخدم المواطنين.

وضرب الحوثي مثالا لتلاعب المنظمات في تغريدة له قائلا: “مشروع بسكويت تغذية للأطفال تم تحديد أجور نقله داخليا ١٢ مليون دولار، بالإضافة لمشروع آخر قُدم لشراء عكاز بمنحة قدرها ١٢ مليون يورو قيمة العكاز مائة ألف دولار، والباقي قدمتها المنظمة الدولية نفقات لها.

وأكد أن “القائمة مليئة بمشاريع الاستنزاف للمال، وتوجد أدلة توضح ذلك، داعيا الأمم المتحدة لتشكيل لجنة للاطلاع.

‏وأشار إلى أنه “من المشاريع المقدمة والتي تم الاعتراض عليها كسابقاتها أيضا مشروعان لرسالتين عبر الهاتف بمبلغ ٦٠٠ ألف دولار مخصصة لمحافظة ولمرة واحدة فقط تحمل إحداهما رسالة (اغسلوا أيديكم بعد الأكل)، والرسالة الثانية (اغسلوا أولادكم عند تبديل الحفاظات).

وهكذا تشتغل المنظمات الدولية للأسف الشديد، أكل أموال المنكوبين في اليمن وغير اليمن، وتقدم لهم الفتات، وفوق ذلك وبكل بجاحة تدعي أنها تقدم مشاريع كبيرة ومساعدات تصفها بالإنسانية في حين في الخارج لا تقدم هذه المساعدات حتى للحيوانات.. فما بالك بالإنسان.. مساعدات فاسدة وقبل أن تكون فاسدة زهيدة جدا جدا وليست ذات أهمية ولا تفي بالغرض ولا تأكل عيش كما يقال، ولذلك يضطر كثير ممن يتم تسميتهم بـ”المستفيدين” لبيعها بثمن بخس، نتيجة يقينهم بأنهم لن يستفيدوا منها.

بالنسبة لبرنامج الغذاء العالمي وما أدراك ما برنامج الغذاء العالمي ففساده واضح ومكشوف وعمله مخابراتي أكثر منه إنساني، كم عدد الجوعى والمنكوبين الذين لم يصلهم شيء من هذا البرنامج؟! بالملايين.. ومن يوم لآخر يزدادون، كم ميزانيته وكم الأموال التي تقدم دعما له كمنح للنازحين والمسحوقين في اليمن بسبب العدوان السعودي الأمريكي.. وكم وكم.. وفي المحصلة ماذا قدم ومن استفاد منه بالشكل المطلوب؟!

الحل في اليمن ليس في هذه المنظمات ولا فيما تقدمه.. الحل في اليمن أن يقف العدوان ويُرفع الحصار ولتذهب هذه المنظمات إلى الجحيم.. اليمن في غنى عنها بخيراته.. والشعب إذا تُرك في حاله فهو يعرف كيف ينهض بلا مساعدة من أحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock