مقالات

اليمنيون يجددون ولاءهم لرسول الإسلام

ماجد الغيلي

في إحدى عشرة ساحة أُعدت لاستقبال الملايين، احتشد اليمنيون ليرسموا صورة كرنفالية شعبية تجسد عظمة الانتماء لنبي الإسلام محمد، وترسخ المبادئ الحسنة والقيم العظيمة التي دعا إليها، وتجدد الولاء وتؤكد صدق الاتباع لما جاء به.
في كل من صنعاء عاصمة العواصم وصعدة الإباء والصمود والحديدة وذمار وحجة وعمران وتعز والجوف، والبيضاء وإب والمحويت تقاطر اليمنيون من كل فج وصوب ووفدوا من كل منطقة وقرية وعزلة، ولبوا داعي الله واستجابوا لرسوله “الرحمة المهداة” وأقبلوا في مناسبته العطرة المتجددة كل عام، معلنين تمسكهم بنهجه والسير على ضوء ما جاء به والاقتداء والتأسي به في أقواله وأفعاله ومواقفه وجهاده وشجاعته صلى الله عليه وآله وسلم.
وتنوع الحضور الجماهيري الواسع والمهيب بين رجال ونساء.. كبار وصغار ومن مختلف الأعمار ومختلف شرائح المجتمع وفئاته وأطيافه في مقدمتهم الوجهاء والعلماء وقادة الدولة.
هذا الزخم الكبير لم يخرج في فعالية طائفية كما تروج له بعض الأبواق الإعلامية التابعة لتحالف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته، ولا يعبر عن استغلال هذه المناسبة الدينية المقدسة كما يدعون، ولا لاستعراض عضلات أو إقصاء الآخرين أو النفخ في الاستمرار في حرب لم يكونوا البادئ فيها، هذا الزخم الجماهيري المحمدي خرج وله رسائل عدة أوصلها بقوة.. ومن لم يسمعها بحسب مشاركين فهو إما غبي أو أصم ولا عذر لأي كان، ومن الرسائل أن اليمنيين مرتبطون بنبيهم ولن يفصلهم عن ذلك الارتباط أي قوة، ومقتدون به وسائرون على نهجه، وأنهم أيضا صامدون في وجه العدوان ومستمرون في الدفاع عن حريتهم واستقلالهم وسيادة بلدهم ومستعدون لخوض الحرب بنفس طويل حتى نهايتها وحتى الانتصار، ومؤكدون أن ما بعد هذه المناسبة لن يكون كما قبلها وأن المعادلة العسكرية قد تغيرت وأصبحت لصالح الجيش واللجان الشعبية المرابطين في مختلف جبهات القتال وعلى الحدود مع السعودية المتورطة في هذه العدوان.
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ألقى كلمة أمام الجماهير المحتشدة في المحافظات بالمناسبة حذر فيها النظام السعودي من مخاطر وعواقب كبيرة في حال استمر في عدوانه وحصاره، لافتا إلى أن “استمرار العدوان معناه أن نستمر في تطوير قدراتنا العسكرية وتوجيه أقسى الضربات وهذا حق مشروع”.
وأكد أن الشعب اليمني لن يتراجع عن موقفه تجاه قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والموقف الحاسم من “إسرائيل” كعدو للأمة الإسلامية، وموقفه المناهض للسياسات الأمريكية.
وقال ” تكررت تصريحات مجرمي الحرب الصهاينة، وعلى رأسهم المجرم الصهيوني اليهودي نتنياهو، التي تتحدث عن اليمن كتهديدٍ لإسرائيل، وتسعى لربط ذلك بإيران، كما هي العادة الإسرائيلية، مؤكدا أنه “إذا تورَّط العدو الإسرائيلي في أيِّ حماقةٍ ضد شعبنا؛ فإنَّ شعبنا لن يتردد في إعلان الجهاد في سبيل الله ضد هذا العدو، كما لن نتردد في توجيه أقسى الضربات الممكنة لاستهداف الأهداف الحسَّاسة جداً على كيان العدو الإسرائيلي”.
وحول الجانب الاقتصادي كشف السيد عبدالملك أن حجم الإنتاج من الحقول في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال (مارب وشبوة وحضرموت) يقدر خلال سنوات العدوان الخمس بأكثر من 120 مليون برميل من النفط تم سرقتها، مضيفا أن الإيرادات التي كان الشعب اليمني سيحصل عليها من مصادره من النفط والغاز وغيرها وخسرها بسبب العدوان وعملائه تقدر بأكثر من 12 تريليون ريال كانت ستكفي لصرف المرتبات لأكثر من 12 عاما.
وحظيت كلمة السيد عبدالملك باهتمام ونقل وبث مباشر من مواقع إخبارية ووكالات وقنوات فضائية عربية ودولية.
ومن قراءتنا لمستجدات الأوضاع على الساحة الإقليمية والمحلية فقد أبطلت هذه الحشود الضخمة المؤامرة التي كان يخطط لها تحالف العدوان عبر أدواته في الداخل بتنفيذ مظاهرات واحتجاجات تخدم الأجندة الخارجية تحت عناوين براقة، على غرار ما حدث ويحدث في العراق ولبنان، فبغض النظر عن أن هناك مطالب محقة.. لكن في نفس الوقت يراد تنفيذ مخططات خبيثة وتخريبية وتقديم خدمة للخارج وهذا ما حصل تماما في العراق ولبنان وأريد له أن يحصل في اليمن وتم إفشاله بفضل الله ووعي الشعب اليمني وبركة الفعاليات التحضيرية لمناسبة ولادة خير البشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock