مقالات

ام البنين فاطمة بنت حزام الكلّابية

✍🏻رجاء اليمني

طيلة 33 سنه غاب عن ثقافتنا ان نعرف من هي ام البنين، وما موقعها من آل البيت ومن تكفل برعاية أولاد سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام بعد رحيلها. ستمضي في رحلة تهفو إليها القلوب والأرواح كي تعرف كيف يكون الولاء، التضحية والحب مع زوجة الإمام علي ابن أبى طالب سلام الله عليه.

إنها أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلّابية وقيل إنها ولدت عامي الخامس والتاسع من الهجرة لقلة بأم البنين وباب الحوائج
ووالدتها إمامة بنت سهل بن عامر بن كلّاب ووالدها حزام بن ربيعة من أشجع رجال العرب. تزوجها الإمام علي بن أبي طالب بعد وفاة زوجته فاطمة الزهراء سلام الله عليها.

نبذة موجزة عن حياة أم البنين البسيطة. طلب الإمام علي من أخيه عقيل ان يبحث له عن زوجه وكانت من شروطه أن تكون من فحول العرب وعندما تقدم ابن عقيل فرح اهلها بذلك فرحاً شديداً.
وعندما علمت كانت قد أخبرت والدتها بأنها رأت رؤيا بأنها القمر وارتمت في حجرها ثلاثة نجوم مضئيه وفرحت بمن تقدم لخطبتها وعندما زفت استأذنت من الإمام بأن تكون راعية الإمامين فقد كانوا يعانون المرض وظلت خادمة لهم ستة أيام حتي تماثلوا للشفاء كانت تعلم جيدا الرسالة التي من أجلها وجدت وقد أخبرها الإمام بأنه يريد أولاداً يساندوا الإمام حسين في كربلاء.

أخبرت الإمام علي ان لا يناديها بإسمها. تنازلت عن الدنيا بما فيها حتى عن اسمها حتي لا يتذكر أولاد البتول سلام الله عليها أمهم فيشعرون بالحزن. وفضلت الكنية أم البنين.

رزقت بأربعة من الابناء العباس وعبدالله وعثمان وجعفر ومع ذلك فضلت أولاد البتول عليها السلام على أولادها؛ بل وعاملتهم بكل معاني الحب والوفاء والتضحية وقدمت أولادها الأربعة فداءاً للإمام الحسين عليه السلام.
كان يُعرف إبنها العباس بقمر بني هاشم. وكان قد تربى من صغره على محبة الإمام الحسين وانه لا بد أن يكون سنداً لاخيه وعزوة له.

وقد استشهدوا في ساعة واحدة وقد ضربوا أعظم وأجمل أنواع التضحية والفداء عن الإمام وقد شاب الإمام الحسين وانحنى ظهره لمقتل العباس.

عندما وصل خبر إستشهادهم إلى المدينة فقد كان خبر إستشهادهم على ام البنين أثراً بليغاً سلام الله عليها. وعندما وصل الركب الذي خرج مع الإمام أسرعت وبين ذراعيها ابن العباس وعندها نادت بشر قائلة أرأيت ولدي الحسين؟ فيقول من هذه فقيل له تلك ام البنين فيقول لها إن جعفر استشهد. فتقول له أرأيت ابني الحسين؟ ويقول لها عبدالله إستشهد. فقالت أرأيت إبني الحسين؟ فيقول لها إنّ عثمان والعباس إستشهدا. فوقع الوليد من حضنها. وهي تقول له: قطعت قلبي أرأيت ابني الحسين؟ فقال لها: ان الحسين إستشهد. عندها بكت بكاءاً شديداً أكثر من بكائها على أولادها. وأقامت المآتم للأمام وكانت تقيم المآتم الناس بمناسبة ذكرى إستشهاد الإمام الحسين إلى أن ان استشهدت بتاريخ 13 جمادي الثاني عام 64هجريه. ودفنت في البقيع في المدينة المنورة بعد سنين قضتها في خدمة اولاد الإمام الحسين.

فسلام الله ورحمته عليها وعلى أولادها الشهداء في كربلاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock