مقالات

مقابلة خاصة مع العلامة عدنان الجنيد عن المولد النبوي الشريف 10 نوفمبر 2019م

حاوره ماجد الغيلي

المسؤول الإعلامي بملتقى الوعي والتلاحم

ترجمة مختصرة للعلامة عدنان الجنيد:

الاسم: عدنان أحمد يحيى الجنيد

تاريخ الميلاد: 1972م

الشهادة: حاصل على بكالوريوس دراسات إسلامية

الصفة: رئيس ملتقى التصوف الإسلامي في اليمن

– عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن

– عضو الهيئة العليا للصحوة الإسلامية

– عضو مجلس إدارة الهيئة العامة لزكاة

– العمل: نائب عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد في الجمهورية اليمنية

* شارك في الكثير من المؤتمرات الداخلية والخارجية لا سيما مؤتمرات الصحوة الإسلامية والتي كانت تُقام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العاصمة طهران.

* يُعد عدنان الجنيد من كبار الناشطين في الجانب الفكري الإسلامي والصحوة الدينية ومن الناشطين المجاهدين في مواجهة التطرف والإرهاب وفي التصدي للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن.

* له شعبية كبيرة في أوساط مجتمعه وله الحضور الفَّعال عند الطائفة الصوفية، وهو صاحب التصوف الجهادي المنتشر في الآونة الأخيرة في اليمن وهو أيضاً السبب الأكبر في نشر حب آل البيت لا سيما في محافظة تعز.

* له العديد من المؤلفات وأغلبها يغلب عليها الطابع التجديدي التنويري منها على سبيل المثال:

1- إرشاد الأتقياء إلى تنزيه سيد الأنبياء “مطبوع”

2- تحريم الزواج بالصغيرة “مطبوع”

3- من حقوق المرأة في القرآن “مطبوع”

4- لا نسخ في القرآن “مطبوع”

5- مشروعية الاحتفال بمولد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) “مطبوع”

6- رسالة إلى الخنساء بمنع الأزواج من ضرب النساء “مطبوع”

7- عالمية المسيرة القرآنية “مطبوع”

إضافة إلى الكتيبات التي ألفها وهي تراجم وسير لأقطاب الصوفية في اليمن، وله المئات من المقالات والبحوث تم نزول أكثرها في الصحف والمجلات.

نص المقابلة:

 س1/ لماذا يحيي الشعب اليمني المولد النبوي وما هي دلالات الاحتفال بهذه المناسبة؟

الشعب اليمني يحيي هذه المناسبة لأنه متمسك برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، شعب حضاري حضارته ضاربة في جذور التاريخ، شعب متفاني في محبة رسول الله، وهذه الشعب عندما يحيي هذه المناسبة إنما يستلهم الدروس ويستلهم منها التأسي برسول الله ويجدد ولاءه ومحبته وانتماءه ويزيد من محبته لهذا النبي العظيم.

الاحتفال بهذه المناسبة هو يمتثل لأمر الله سبحانه وتعالى الذي قال {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}، قل بفضل الله أي بنعمه المتوالية إليكم وبرحمته، أي المهداة إليكم، والرحمة المقصود بها هنا هو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لأن الله سبحانه وتعالى يقول (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، ويقول الرسول “إنما أنا رحمة مهداة”، كذلك الاحتفال به امتثالا لقوله تعالى (لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) والتعزير هو المبالغة في التعظيم مع الإشهار، أيضا هو يحتفل بهذه المناسبة ليتذكر أيام الله التي هي النعم الجسام والأحداث الفخام، حيث قال الله تعالى لموسى (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ)، وهكذا كل نبي يأتي إلى قومه ليخرجهم من الظلمات إلى النور ويذكرهم بأيام الله.

والدلالات على هذا الاحتفال هو أن الشعب اليمني شعب متمسك برسول الله ولا يمكن أن يتخلى عن انتمائه وعن ارتباطه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا عجب بأن يقوم بإظهار هذه المناسبة بهذا الزخم لأن هذا الشعب هو من أوائل من أسلموا، فالأوس والخزرج الذين سماهم الرسول فيما بعد بالأنصار هم ذو أصول يمنية وهم الذين ساندوا رسول الله في جميع حروبهم وناصروا الإمام علي في جميع حروبه بصفين والنهروان وغيرها، وكان يثني عليهم ويشيد، جاءت في فضائلهم أكثر من 40 حديثا ناهيك عن الآيات التي نزلت في فضائلهم وفي حقهم حتى عندما يقول الرسول (الإيمان يمان) يصف أن الإيمان يمان وهذه مزية كبيرة، وعندما قال النبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله “جعلت لي الشام غنيمة ورزقا وما خلف ظهري مددا” الذين هم أهل اليمن، فهم مدد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولهذا تجد أن إسرائيل تتخوف من الشعب اليمني حتى قال أحد المحللين، قال، لقد انتصر محمد باليمنيين في السابق فهل يمكن أن ينتصر لاحقا بهم، لن نسمح له، هكذا، هم يعلمون خطورة الشعب اليمني، ولذلك هذه الاحتفالات تظهر للأعداء في توصيل رسالة كبيرة جدا عندما يرون هذه الشعوب تحتفل بميلاد الرسول يصابوا باليأس والإحباط ومن ثم لا يفكرون بأشياء كثيرة، هذه الخلاصة.

س2/ هناك من يعتبر الاحتفال بذكرى المولد بدعة، مستدلا بأن الرسول لم يحتفل بمولده.. كيف تعلقون على ذلك؟

أولا القرآن الكريم ذكر ميلاد بعض الأنبياء كعيسى وذكر غير الانبياء كالسيدة مريم، فنحن نحتفل من باب الشكر لأن الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بهذا النبي فعلينا أن نشكر هذه النعمة، ثم ما كل بدعة ضلالة، أقصد أنا حتى ما هي بدعة ما نسميها بدعة، لأن البدعة إدخال ما ليس من الدين في الدين، لكن الاحتفالات بالمولد النبوي كلها تندرج تحت الأوامر الإلهية، فهناك آيات تأمرنا بالفرح بالنبي وإن لم تذكر اسم، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا)، فمن المراد بالرحمة؟ بالتأكيد الرسول محمد، كذلك الله سبحانه وتعالى أمرنا بتعظيم النبي وهذه الاحتفالات تذكير للناس بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلننظر الثمرة والنتيجة، فإذا كانت بدعة فما يقولون في عيد الحب والأعياد الوطنية الكثيرة التي تنفق عليها الأموال الباهظة وأعياد السنة الميلادية.

إذا كانت السعودية تحتفل سنويا بسروال أحد ملوك آل سعود، يحتفلون بسروال! ويحتفلون بأشياء كثيرة، فكيف تجدهم عندما نحتفل بعيد ميلاد الرسول قالوا بدعة، فهناك حقد دفين للرسول صلى الله عليه وآله سلم.

س3/ في اليمن هناك من يرى أن تزيين الشوارع بالقماش الأخضر ومختلف الأنشطة والفعاليات التي تقام استعدادا وتحضيرا للمولد النبوي عبثا وإهدارا للمال العام في حين أن المواطن يكاد يموت من الجوع حد زعمهم.. لماذا نسمع دائما مثل هذا الكلام في فعاليات ومناسبات مثل المولد النبوي الشريف لها علاقة بتجسيد الانتماء للنبي الأكرم والهوية الإسلامية الأصيلة؟ فيما لا نسمع ذلك الكلام في فعاليات إقليمية وعالمية كالكرسمس ومحلية أيضا كالاحتفالات بالمناسبات الوطنية وما أكثرها!!

لما لم يجدوا الحجج والأدلة على منع إظهار هذه الموالد عمدوا إلى أمر آخر قولهم بأن هناك إسراف وتبذير، أي إسراف وأي تبذير إذا كانت هذه المناسبات ننظر إلى هذه المناسبة وما هي ثمارها، نحن نقوم بهذه المناسبة فتجد التوعية في كل مكان، الخطباء يقومون بالمحاضرات في المساجد والمجالس والأربطة والزوايا، هذه المحاضرات لها أثر كبير من حيث التوعية، أيضا هذه المناسبة فرصة كبيرة لأن يتزود الشعب منها، فإذا كنا ندعم التعليم ونخسر على أمور كثيرة من أجل ان يستفيد الشعب من أجل أن يكون عندهم علم، فهذه المناسبة أولى لأنها تأتي بدروس ومنافع كثيرة ينتفع بها المواطن العام والخاص من حيث التعرف على رسول الله، لأن الله تعالى يقول (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ)، فعندما يتعرفون على رسول الله من خلال ما يتلقونه من هذه المحاضرات وهذه الدروس يزدادوا حبا وتمسكا برسول الله وهذا مطلوب، ثم أي إسراف في هذا القماش الذي تزين به الشوارع، لماذا لا نجدهم ينتقدون الاحتفالات الوطنية التي ينفق عليها أموال طائلة تقوم بها ميزانية دولة، فهذا يدل على أن هناك مشكلة بينهم وبين رسول الله! فلا يريدون أن يفرحوا برسول الله ولا يريدون الآخرون يفرحوا برسول الله، ولذلك لا تجدهم ينتقدون أي مناسبة أخرى غير مناسبة ذكرى رسول الله، ولا تجدهم يبدعون ولا يفسقون ولا يكفرون إلا هذه المناسبة، فهذا دليل أن هذه المناسبة تقض مضاجعهم.

س4/ رسول الله محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- هو الجامع لهذه الأمة وهو الهادي والمنقذ لها من التفرق والشقاء.. كيف ترون أن لإحياء مولده أهمية كبيرة في تعزيز وحدة الأمة؟

هذه المناسبة لها أهمية كبيرة من حيث لم الصف ولم الشمل لأنها مناسبة جامعة ولأن الأمة على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم غير مختلفين في نبيهم، كلهم يعتقدون بأن هذا النبي هو نبيهم ويعظمونه ولا يختلفون حتى في تعظيمه ولا في تقديسه ولا في اتباعه ولا في السير على نهجه، فلما تحتفل هذه الأمة تجدها تحتفل ولا تلتفت إلى أولئك الذين يعتبون وينتقدون ويبدعون لأنهم قلة، وعندما نقوم بالاحتفالات المتنوعة في كل محافظة وفي كل منطقة بل إن شاء الله يكون في كل بلد من بلاد الاسلام بهذا الزخم هنا نعمل عملية توحد، ونحن مطالبون بأن نتوحد، لكن الأعداء عبر أدواتهم الداخلية هم يسعون إلى منع الناس من الاحتفالات لما لها من أثر كبير على توحيد صف الأمة ولم شملها، وإلا لماذا يزعجهم الاحتفال برسول الله، لماذا تجدهم تتكشر أنيابهم وتضيق صدورهم عندما نحتفل، هؤلاء الذين تجدهم يمنعون المناسبة هم يخدمون الأعداء شعروا بذلك أو لم يشعروا.

كذلك هذه المناسبة تعمل عملا كبيرا بأنها ترأب الصدع وتسد جميع الثغرات وتحصن الأمة من الحرب الناعمة التي لها وسائل وأهداف وهي أخطر من الحرب العسكرية الصلبة عدوك ظاهر وجها لوجه، لكن الحرب الناعمة لها وسائل عبر الطائفية عبر المناطقية عبر وسائل كثيرة جدا، هذه المناسبة تزود الأمة بطاقة وروحانية وتحصينات ضد هذه الحرب الناعمة بحيث يصبح العدو عاجز عن اختراقها، وإقامة المناسبات بشكل عام سواء دينية أو نبوية هي تشكل حصنا من الاستهداف لأنها تعتبر محطات للذكرى ومحطات للتوحد.

س5/ السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه يرى أن معرفة حركة رسول الله وسيرته الحقيقية تكون من خلال القرآن الكريم.. تحدثوا باختصار عن أهمية ذلك في الاقتداء برسول الله “القائد والقدوة”..؟

طبعا الكثير من الناس يتأسون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لكن تأسيهم ليس بالتأسي الكامل، الله سبحانه وتعالى عندما قال (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر)، هذه الآية نزلت في ظرف معين، في ظرف يوم الخندق، يوم أن اجتمعت حرب الشرك واليهود على النبي وعلى حصاره، نزلت تعاتب بعض الصحابة الذين تضجروا واضطربوا وخافوا وقد صور الله لنا هذا المشهد فقال (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا)، كلمة الظنون جاءت بصيغة الجمع هذا يدلك على أنها تنوعت فمنهم من كانت ظنونهم سيئة الذين وهم المنافقون كما قال الله في سورة الاحزاب (وَإِذْ يَقُولُ المنافقون والذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً) إلا باطلا، حتى كان أحدهم يقول كان محمد يعدنا بقصور كسرى وقيصر وها هو أحدنا لا يستطيع أن يخرج إلى الغائط.

فالناس من حيث التأسي برسول الله ينقسمون الى ثلاثة اقسام، القسم الأول فهم الذين تأسوا برسول الله في مأكله ومشربه وفي خروجه وفي يقظته ونومه وفي سواكه وفي تربية اللحية، اقتصر تأسيهم على هذه الأمور فهو تأس ناقص، ومنهم من تأسى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حيث الزهد والكرم والعبادة بأنواعها، حاول أن يقتدي برسول الله بهذه الامور وهو تأس لا بأس به ولكنه ليس بالتأسي الكامل، أما القسم الثالث فهم الذين تأسوا برسول الله من جميع الجوانب فيما ذكرناه وأضافوا له تأسيهم بجهاده وثباته وبصبره، فالسيد حسين عندما قال هذا الكلام فهو يشير إلى أن التأسي برسول الله يجب أن ترجم على أرض الواقع، يعني أنت تدعي أنك تحب رسول الله.. ما علامة هذا الحب؟ تجرم حبك في واقعك.

س6/ نتيجة الاختلاف الموجود في الروايات التي تتحدث عن تأريخ ميلاد رسول الله (ص) فقد نادى الإمام الخميني بتوحد المسلمين في الاحتفال بالمولد النبوي خلال أسبوع سمي بـ”أسبوع الوحدة الإسلامية”، ما رأيكم بهذا النداء المبارك وما هي دلالاته وأبعاده؟

الاختلاف لا يهم سواء كان ميلاد النبي في 12 ربيع أو غيره، عندما يحتفل المسلم في ربيع فهو من المهم الاحتفال في ربيع، والإمام الخميني أراد أن يخرجهم من التنازع والاختلاف، يحتفلون في ربيع سواء احتفلوا في تسعة ربيع أو في 12 ربيع أو في 17 ربيع، أهم ما في الأمر إظهار تعظيمهم لرسول الله وتأسيهم به وتمسكهم بنهجه حتى يوصلوا رسالة عظيمة للأعداء أن هذه الأمة أمة متمسكة بنيبيها ولن تتخلى عنه حتى لو بذلت كل ما بوسعها، حتى لو ضحت، أهم شيء أن يكون في ربيع، عندنا نحن الصوفية كل أيامنا ربيع وكل أشهرنا ربيع، لأن حبيبنا محمد نحتفل به دائما، اللهم عندما نخصص ليلة الجمعة أو ليلة اثنين هو من أجل أن نجد الوقت المناسب للفراغ لأن الناس منشغلين بأعمال أخرى.

س7/ هل الاخلاف في ربيع أو خارج نطاق الشهر؟

أهل السنة متفقون بأن ميلاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان في 12 ربيع الأول، الشيعة الاثني عشرية يقولون أنه في الـ17 من ربيع الأول، ونحن أهم شيء يكون الاحتفال، لهذا تجد بعض الناس يحتفلون في بداية ربيع، بعضهم في منتصف ربيع، وبعضهم في آخر ربيع، أهم شيء يحتفل بالنبي، لأن الاختلاف ليس بالمهم لأن المهم هو الاحتفال كي ينال الناس الثمرة والنتيجة من ذلك الاحتفال في أي يوم كان، فهذا يظهر للأعداء أن المسلمين متمسكون بنبيهم.

س8/ لماذا انحرفت الأمة اليوم رغم أن رسولها واحد.. وما هي السبل لرجوعها لنهجها وعزتها ووحدتها، لتكون أمة محمدية الهوية موحدة المسار؟

جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت الأمة في الجزيرة العربية في وحل الفساد، متأخرة في جميع الجوانب، كانت أمة يحيطها الظلام من كل جانب، القوي يأكل الضعيف، قبائل متناحرة لا يحكمها قانون ولا نظام ولا دستور ولا دين إلهي، أمة كانت تأكل الميتة، يئدوا الطفلة بسبب الفقر أو بسبب العار إلى غيرها من الصفات، وقد ذكر جعفر بن أبي طالب سيئاتهم وبماذا جاء النبي عندما تخاطبوا مع النجاشي، جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخرج هذه الامة من هذا الوحل وبدأ في إصلاح الفرد والمجتمع، وعندما انتقل إلى المدينة شيد الدولة الإسلامية وأقام دعائمها وآخى بين المهاجرين والأنصار وعمل معاهدات بينه وبين اليهود، بعد ذلك أرسل رسله إلى جميع الآفاق وانتشر الإسلام في كل مكان وصار له هيبته وكلمته، وبعد انتقال الرسول إلى الرفيق الأعلى وبعد أن ظهرت الدولة الأموية بدأ الفساد بكل أشكاله وبدأ الانحراف وأصبحت الأمة بمنأى عن منهج نبيها وتنكبت صراطه المستقيم وتنكرت لتعاليمه فأصبحت متخبطة في رداهات الوهم والجهل مكتوية بنار الصراعات ومتأخرة في ذيل القافلة وكل ذلك بسبب تخليها عن نبيها وعن الاقتداء به والتمسك بما جاء به، فالحل لهذه الأمة لتنتشل من هذا المستنقع والضلال والتأخر والتبعية لأعدائها هو الرجوع للقرآن الكريم والتمسك بنبيها الكريم، فإذا تمسكت بالمنهج الذي جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو القرآن أمكن لها الخروج مما هي فيه وأمكن لها الظفر لأن الكتاب الذي جاء به النبي كتاب صالح لكل زمان ومكان وما زال فيضه يتجدد في كل وقت وفي كل آن، فعلى الأمة أن تتخذ القرآن منهجا في جميع جوانب حياتها وستنال النصر والظفر، نحن نأمل في الشعب اليمني وفي المسيرة القرآنية التي جاءت عالمية بعاليمة القرآن الكريم، نأمل في الشعب اليمني والمسيرة القرآنية في أن يوحد هذه الأمة وبوادره قد ظهرت وشمسه قد أشرقت.

س9/ هناك عدد من الدول العربية والاسلامية التي تحيي المناسبة ولكن بطريقة طقوس عادية وفعاليات لا ترقى لعظمة الذكرى.. كيف ينبغي لمثل هذه الدول أن تحذو حذو اليمن وتعطي هذه المناسبة حقها وتعلن من خلالها موقف كبير تجاه أعداء الأمة ورسول الأمة محمد.؟

هذه الدول تجد بعض أبنائها يقيمون مناسبات شخصية أو جماعية وليس بالطريقة الرسمية كما يحدث في اليمن، فإذا أرادت أن تحذو حذو هذا الشعب اليمني عليها أولا أن تتخلص من التبعية والوصاية لأن أي دولة إذا كانت منبطحة تحت الهيمنة الأمريكية والوصاية السعودية لا يمكن لها أن تتحرر أبدا، أولا تتحرر من التبعية المطلقة ومن الهيمنة والوصاية، فعليها في البداية أن تقوم بثورة تناهض كل الظالمين والفاسقين الذين جلبوا هذه التبعية والوصاية وهم الأنظمة التي تحكم هذه البلدان كون زعمائها منبطحين لدول الاستكبار العالمي، فعندما تقوم ثورة ضد هؤلاء فبالتالي تزول هذه الوصاية والتبعية ويصبح بإمكان الشعوب بعد تحررها أن تقيم مثل هذه الاحتفالات بطريقة رسمية وبزخم كبير.

س10/ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا.. كتاب الله وعترتي آل بيتي” ما تعليقكم على تفريط الأمة الكبير في “الكتاب والعترة” إلى أن ضلت وضاعت ووصلت إلى ما وصلت إليه اليوم وهانت بين الأمم؟

العترة هم قرناء الكتاب إلى قيام الساعة لأن هناك كثير من الناس ربما يقول هناك من آل البيت لماذا لا نتبعهم وهم من الصوفية أو من الشافعية، الرسول قال “تركت فيمن.. الخ” يعني أن العترة مرتبطة بالقرآن ارتباطا وثيقا، تحركهم قرآني مبادئهم قرآني، سلوكهم قرآني، دعوتهم قرآنية، هؤلاء علامتهم، علامة أعلام الهدى أنهم لا يفارقون القرآن الكريم، الامة لم تترك العترة فحسب بل قامت بالقضاء عليهم كما حصل في تاريخ بني أمية وبني العباس، حيث تم مطارة آل البيت في كل مكان، وكيف قاموا بتصفيتهم، الأمة لما ابتعدت عن أعلام الهدى والعترة ابتعدت عن كتاب الله لأنهم الموجهون نحو الكتاب ونحو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ونجد أي ثورة يكون قائدها من أعلام الهدى تنتصر على مر التاريخ وفي واقعنا أيضا، انظر حزب الله، انظر أنصار الله وغيرهم من دول محور المقاومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock