رحيل رئيس لا لون ولا طعم ولا رائحة
محمد صادق الحسني
في الانباء انه رحل الرئيس محمد مرسي يوم امس في ظروف مصرية واقليمية ودولية مريبة، لكنها غير مؤاتية حتى لاقامة الاحزان عليه…!
فهو لم يقدم افضل ما عنده للامة -رغم انتمائه لجماعة عريقة-خلال تسلمه السلطة و فترة حكمه الفريدة في الاستثنائية على رغم قصرها ، بل فعل العكس
تماماً …!
و كل الايجابيات التي يمكن ذكرها بانها رافقت عصر ه انما كانت بفضل معدل فعل الشعب المصري وقواه الحية ليس الا ….!
بينما كانت الفرصه سانحة له شخصيا ولجماعته ان يقدموا عملا استثنائيا يتناسب مع موقع مصر يسجل لهم في التاريخ …!
لكنهم سقطوا في امتحانات الامة الاساسية كما مبين ادناه:
– ففي ملف فلسطين كانت فعلته وفعلتهم…. عزيزي شمعون بيريز وقيود كامب ديفيد…!
– وفي ملف ايران الثورة كانت فعلته وفعلتهم انهم رضخوا لشروط تنظيم الاخوان الدولي بعدم الاجتماع بالامام الخامنئي وعدم المبيت في طهران والاكتفاء بالحديث غير الموفق وغير المفيد اصلاً عن الخلفاء الراشدين في خطاب يفترض انه يلقى بمناسبة مؤتمر دولي لعدم الانحياز، فقط للتمايز عن اجواء طهران الشيعية..!!!
– واما في ملف المقاومة الذي كان ولا يزال قلبها وعمودها الفقري في سورية والتي يراد له التصفية والتكسير فقد ساهم هو وجماعته بالمهمة القذرة ومجاناً…!
– باختصار شديد ليس فقط لم يوفق الراحل ولم توفق جماعته في اي من ملفات الامة الاساسية بل ضيعوا تاريخ مجيد للشعب المصري وتعب ومعاناة عشرات السنين لجماعتهم ، من اجل اوهام اتخذوها هم وآبائهم …!
– والمصيبة ان كل هذا كان بسبب تقدير ات خاطئة عنوانها العريض المراهنة على معادلات دولية فيما تركوا معادلة قوة الشعب المصري وقوة الامة و وحدتها بل وحتى مصلحتها جانباً …!
– ومع ذلك يحزن المصري و العربي والمسلم اليوم بان يتم “تصفية” رئيس مصري منتخب تسلم السلطة باسم الشعب وباسم الاسلام الذي نعتز به ويخرج منه اليوم برسم محكمة عسكر ليسوا باحسن منه سيما وانهم اختلفوا معه وكرهوه كما كرهوا دين الامة واسلامها وخاصموا الراحل لاسلامه وتدينه وليس لاخطائه السياسية القاتلة التي ذكرت آنفاً…!