لماذا الحوثيون وليس انصار الله .. ولماذا الدولة الاسلامية وليس داعش؟!
الجزيرة تقول انها تؤدي الدور المهني في وصفها ل”الأشياء” وان ” “الدولة الاسلامية ” هو الاسم الدارج و”الرسمي” لهذا التنظيم المتوحش ولما ياتي الدور لليمن فان الامر يختلف لدي”الجزيرة”!
لسنا بصدد مهاجمة الجزيرة خاصة في هذه المرحلة التي تسعى فيها هذه القناة لإظهار بعض التغيير في “نهجها”بحكم صراع المصالح والإرادات القائم بين الدوحة والرياض! ولكن تقييم اداء هذه القناة بشكل موضوعي ومنهجي بخصوص المواضيع الحساسة والتي تدخل ضمن استراتيجية القناة .
نعم تقييم اداء الجزيرة بخصوص القضية أعلاها امر غاية الأهمية لمعرفة مدى ادعاء ” المهنية” وملامسته للواقع ومدى الصدقية فيما تدعيه الجزيرة في أمرين حساسين ، الامر الاول “انصار الله” والامر الثاني” داعش” وتبعات وابعاد التسميات والوصفات المقولبة لدي القناة !
المعروف ان العالم باجمع يصف التنظيم المتوحش والذي يطلق على نفسه ” الدولة الاسلامية” ب “داعش”ماعدى الجزيرة واسرائيل كما ان الغرب يطلق عليه “اىً سس” ! وحتى بعد القضاء علي دولتهم المزعومة وسحقها من قبل ايران والعراق وهذا المحور لم تزل القناة تسميه”الدولة”!
وعندما تدعي القناة انها تُمارس المهنية في التعاطي مع ظاهرة تنظيم ” الدولة” فان هذه المهنية تختفي ولم تجد لها اثر في اليمن ومع جماعة انصارالله التي بدورها ترفض اطلاق صفة ” الحوثيون” عليها لانها ليس حوثية كما تصر تصر قنوات الاعراب وتحديدا الجزيرة !
في اليمن لا تستطيع الجزيرة ان تتخلى عن سياسة ” الانحياز” وتتماهى بشكل واضح ومخزي مع قنوات مملكة داعش السعودية ليس فقط في التسميات بل حتى في الأمور غير الاخلاقية مثل الإصرار على اعتبار حكومة هادي “شرعية” حتى بعد ١٠٠ سنة و انصارالله “حوثيون” وامور اخرى !
كما انها مستمرة على وصف الجيش اليمني ب”الميليشيات”رغم ان الأغلبية السكانية تمتثل في الجيش الذي تقوده الحكومة في صنعاء وليس حكومة الأقلية التي أوجدها المحتل السعودي والاماراتي والتي تدافع الجزيرة بشراسة عنها وعن الذين يقاتلون تحت رايتها وهذه من المفارقات !
الامر الاخر هو المعروف ان جماعة حزب ” الإصلاح” تدعمها السعودية رغم الخلاف الظاهر بينهما بحكم الانتماء الاخواني لهذا الحزب الا انه مازال يعمل وفق خطة دول العدوان واستراتيجية المحتل السعودي ويجهد لتقديم معلومات استخباراتية لغرفة العمليات في الرياض .
وقد ادين اخيرا ٣٠ من عناصر هذا الحزب العميل بعد ان تم القبض عليهم بالجرم المشهود مع وثائق واجهزة متطورة تجسسية وخطيرة وهم يقدمون احداثيات لطائرات العدوان السعودي الاماراتي لقصف المناطق الاهلة ومدن اليمن وقتل الأبرياء من الاطفال والنساء وتدمير الممتلكات .
قناة الجزيرة شمر ” مهنيوها” عن سواعدهم للدفاع عن هذه المجموعة الاجرامية العميلة وصنفتها بانهم كوادر طبية وعلمية واكاديمية ومن مثل هذه الخرابيط المعروفة لتجييش الراي العام والاغرب ان في هذه القضية تقاطعت ايضا الجزيرة مع اخواتها العبرية عفوا العربية والحدث و مجموعة من القنوات التي تسير باجندة إسرائيلية و أمريكية .
وقد هرعت القناة بكل كوادرها الإعلامية للتماهي مع قنوات العدوان السعودي للدفاع عن هذه المجموعة العميلة بعد ان صدرت احكام قضائية بحق عناصرها والذين كان لهم دور مباشر في قتل العشرات من اليمنيين أطفالا ونساءا ورجالا بفعل الإحداثيات التي كانوا يقدمونها للمحتل .
هذا التماهي في القضايا الحساسة والاستًراتيجية من قبل الجزيرة مع ال سعود ودول العدوان والاستمرارفي تصنيفاتها المثيرة للجدل تجرد هذه القناة من كامل مهنيتها بالرغم من كل ما تقدمه من برامج حوارية تسعى لإظهار مهنيتهاولكن دون ان تستطيع ان يحجب غربالها ضوء الشمس!
ضوء الشمس هنا هو ان ” انصارالله ” هم “انصارالله ” وليس ” حوثيون وان داعش هو “داعش” وليس ” الدولة الاسلامية ” كما يريد ذلك غربال الجزيرة !
والمفارقة ان هذا الوصف تقاطع مع وصف للصهيوني خالد ال خليفة وزير خارجية ال خليفة في البحرين في مقابلة مع قناة إسرائيلية .
خالد الصهيوني وزير خارجية البحرين يرفض اطلاق اسم “ايران ” داعيا الاعلام الصهيوني واضرابه في مقابلته الاخيرة الى نزع صفة المواطنة الأيرانية من بلاد فارس والاكتفاء فقط بثنائية الاسم اي “الجمهورية الاسلامية” من دون ايران لحاجة خبيثة في نفسه !
اذا في هذا الخضم الجزيرة تتقاطع مع الدول التي تسميها الحصار وعلى رأسها مملكة داعش السعودية وتنفذ ذات الاجندة بخصوص ملفات المنطقة وتحديدا اليمن وسورية والعراق والخلاف بينهما ليس جوهري كما يعتقد حيث ما ان يرفع الحصار ستعود حليمة الى عادتها القديمة!
بقلم : خال الطيري