
ريهام البهشلي
لقد عهدنا أن ذكرى استشهاد القائد تمثل ذكرى المشروع القرآني الذي كان يُراد وأده منذ ولادته، كان مشروعًا لم يفقهه إلا الثلة القليلة من المؤمنين حينها، لقد كان يُراد لهذا المشروع الطمس والتلاشي بعيدًا عن أنظار الشعوب، وقد فهم الأمريكي ومعه الإسرائيلي أن الصمت والتجاهل لهذا المشروع سيسبب لهم ما تجرعوه ويرونه من كابوس في عمليات البحار وغيرها.
لقد تزامن الانتصار الفلسطيني في غزة على مشارف قدوم ذكرى استشهاد مؤسس المسيرة القرآنية التي لم نكن لنعيش بركة هذه الانتصارات العظيمة والمُذلة للعدو لولا وجود هذا المشروع المنبثق من نور القرآن والذي أسسه رجلًا من آل بيت النبوة ليحظى بتلك البركة التي جعلت اليمن يتصدر الموقف الأعظم على المستوى العربي والإسلامي والإقليمي بل وحتى العالمي ؛ مما أثبت أنه مشروع عالمي لا يتقيد بحدود مذهبية أو طائفية أو حزبية بل وحتى دولية.
لقد امتدت بركاته وبركات تضحيات الشهيد القائد لتصنع للأمة واقع مغاير تمامًا يشخص المرض ويقدم له الحلول الواقعية والعملية التي جعلت من هذا المسار مقدس يحمل روحية مقدسة وثوابت وعقائد مقدسة غايتها رضا الله تعالى، لقد حدد الشهيد القائد بمشروعه القرآني الذي قدمه للأمة مسارات لاستنهاضها وانتشالها من واقع الذل والامتهان والاستباحة الذي تعيشها، فعز عليه أن يرى دماء أبناء هذه الأمة تستباح وهو يقف متفرجًا في زواية العجز واليأس الذي أصاب قادة ورؤساء هذه الأمة ناهيك عن شعوبها.
لقد كانت القضية الفلسطينية أولوية من أولويات المشروع القرآني وعقيدة التمسك بالقضية زرعها في من اتبع هذا المشروع فوجدنا ثمارها وواقعها في الموقف اليمني الذي تصدر في معركة طوفان الأقصى فزادت جاذبيته وفتحت أمام الكثير من المسلمين آفاق الأمل بانتصار القضية وحتمية زوال الكيان الغاصب مما قد تعرى وتكشفت للناس هشاشته في هذه المعركة، وتلاشت أنغام المنافقين من التكفيريين الذين حاولوا عبثًا تشويه هذا المشروع ولكنه في ارتقاء وتصاعد أمام غيظ الأعداء من ذلك التنامي الذي عجزوا عن طمسه منذ بدايته والذي ظنوا أن باستشهاد الشهيد القائد وقتله سيتوقف المشروع وسيموت وسيفنى مع قائده.
ولكن التأييد والإرادة الإلهية شاءت إلا أن تستمر مسيرة المشروع القرآني ولكن تحت قيادة السيد المجاهد العظيم عبد الملك الحوثي(يحفظه الله) الذي مرغ أنوف المستكبرين وأعاد للإسلام هيبته وجاذبيته بعد تشويهه من قِبل الحركة الوهابية التي جعلت ثقافة الصمت والخنوع والضعف هي ثقافة الإسلام حتى صار هزيلًا مهزومًا منفرًا للكثير.
فمع الانتصار العظيم في غزة أدرك اليمن وما قدمه من مواقف عظيمة ومشرفة تبيض وجوههم أمام الله ورسوله ووليه وأن تلك المواقف لم تكن لتتصدر لولا جهود الشهيد القائد حسين الحوثي رضوان الله عليه في تأسيس مشروع عالمي أكمله السيد القائد بخطى ثابتة وتأييد إلهي واضح وبكل شجاعة وصبر واستبسال، مما أثبت جدوائيته وأحقيته وصوابيته ونوره الذي يستضيء به كل من يتعطش للهدى ويبحث عن الحقائق من قلب الأحداث والفتن المتتالية، فوقف المشروع القرآني في حضرة الانتصار الرباني شامخًا يزيح ظلمات الأمس القاسي والمُظلم عن تلك الأمة المظلومة.