مقالات

ثورة 21 سبتمبر (أخرقتها لتغرق أهلها)

عبدالمطلب الشامي
سنتجاوز أساس انطلاق الثورة ومبادئها (القرآنية- الإنسانية) وإعلان الشهيد المؤسس لأن ذلك يحتاج الى مباحث تحاول لم الموضوع من جميع نواحيه وظروفه. ونبدأ من بداية انطلاق مفاعيل ثورة 21 سبتمبر بنقاط أساسية لأن أغلب الكتاب قد أشبعوا الموضوع ولكن الإشارة لنتائج الثورة وقطف ثمارها يتحاشا الكثير الخوض فيه الا من باب الإشارة على خجل محملين العدوان وعملائه أسباب تأخر حصاد النتائج المرجوه
والمشكلة بكل اختصار تتمثل في المفهوم للنتائج المرجوة من ثورتنا المباركة ويمكننا ردها الى شقين رئيسين:
1ـ مبادئ وقيم
2ـ مطلبيه إنسانيه
وبرغم أن الشق الأول يحتوي الثاني حال تحققه الا أن ظرف الاستمراريه بسبب العداء للثوره فرض هذا التقسيم
وعودة الى بيان موجز للشق الأول فالقيم العليا (العزة- الكرامةـ الحريةـ الاستقلال ـ السيادة) فلا ينكر ذلك أحد على سموا هذه المبادئ وظرورتها ومنطلقها قرآني ويقرها العلماني ومن ليس له دين حتى كالدول الغربيه التي اقتبست هذه المبادئ من الإسلام بعد عصورها المظلمة التي كانت تصفي الأعراق في حروب لا نهاية لها إلى أن وصلوا لضرورة تنظيم مجتمعهم ولو شكليا ليتفرغوا للشعوب الأخرى وفعلا كان ذلك
ولا ينكر أحد بيمننا المظلوم أن قراره السيادي مصادر من عقود مضت والتدخل في أدق القرارت موجود من أذرع قوى الاستكبار
وما كان خلاف القائم بمسمى النظام وقتها مع الذراع السعودي الا لمحاولته التواصل مباشرة مع الأمريكان مباشرة دون واسطة سعوديه لظروف رآها مرحليه ولرؤية ليبراليه يريد تقديمها كبديل عن الأخونجيه العالميه التي اكتسحت البلاد وليست في صالح توريثه الحكم
وبرغم ذلك فإن الجناحين اختلفا في اخر المطاف رغم بدئهما سويا برضاع ثدي العمالة من بداية توليهما الانقلابي على مبادئ انقلاب26سبتمبر والذي كان مطلبه تعديل انتقال الحكم الى ملكيه شورويه للأعلم والأكفأ بسبب عدم كفاءة البدر وقتها بنظر الكثير رغم أن الأيام أثبتت أنه لم يبع الوطن كما فعل السفهاء الان
هذه القوى المتحدة منشأ والمختلفة قبل انهيارها على تنظيم البلاد ليس تنظيما مؤسسيا حالوا دون قيام دولة المؤسسات ولكن الاختلاف على الحكم وعلى الثروه والنهب المنظم هو ما وسع الهوة بينهم من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الحركة الاخوانية العالمية قد أذن لها من القوى العالميه بتولي الحكم وركوب موجة الثورات العربيه التي كانت بدايتها مطلبيه بسبب ما وصل اليه وضع البلدان بسبب التحكم المباشر من الذراع الاقتصادي للقوى الدوليه وبنكها ودور الاخوان كان خدمة للصهيونية بدليل اتفاق سيناء الذي كان سيسلم بمقتضاه كوطن بديل للفلسطينيين وتمرير سياسة اسرائيل عبر الأقطار الاخوانيه وبأعلى مستوى أكثر مما سيؤديه التطبيع لأنه محارب من الشعوب رغم عدم مبالاة نسبة لا بأس بها من الشباب المتأخر بقضايا الأمة والمصير علاوة عن الإسلام بسبب النموذج الوهابي الذي أحدث صدمة في نفوس العوام والقبائل التي اعتادت أخذ تعاليم وسلوك من أفواه مشايخ الدين والخطباء المفوهين بآيات القرآن المحرفين لمعانيه المطبقين لعكسه
وبما أن حركة المقاومة والجمهورية الاسلامية أدركت الأمر مبكرا فقد قامت بتأييد الحكومة الاخوانيه بمصر على مضض لادراكها بالعقليه البدويه العربيه التي ستسعى الى النقيض من الموقف الايراني وقد كان ذلك وهذا لأن ايران قائمة بالدور المحوري لدول المقاومة
بعكس دعمها للحركات الجهاديه السنيه ضد المحتل الاسرآئيلي الذي عبرت فيه عن سمو المبدأ
وقطفت فعلا ثمار ثورتها المباركة
فلا تقيم للمذهب وزنا أمام المبادئ ولا تناقض إعلانها بثورة المبادئ والمستضعفين
وعودة ليمننا الحبيب فإن اختلاف عصابتي الحكم السابق التحم مرة اخرى في مواجهة الثورة الوليدة والتي أتت بمبادئ راقيه تضمن لنا أن نخرج من عباءة الارتهان الى عز السيادة
وبعد فشل الثورات الاخوانيه جاءت الثورة اليمانية كحجر زاوية ربما تزيل اليأس الحاصل في نفوس الشعوب الأخرى بسبب سوء التجربة الاخوانيه الموجهه
هذا هو ما استدعى فعلا بأن أسميها ثورة المستحيل من وقتها لادراكي بأن القوى العالميه لن تسمح بقيام هكذا ثوره
قيادتها شعبيه
مبادئها قرآنيه
عالميه
وبمرور هذه السنوات وبعون الله وعودة الايات التي ستجعل الشباب العربي الملحد بسبب السلوك الوهابي يتراجع عن الحاده لأن الآيات تجلت بانتصار اليمن وبأن الله غالب على أمره
وهذا الأمر ملموس بأن النصر موجود وباطراد الى أن يكتمل
وبهذا فأن الشق الأول يتحقق وبوتيرة عالية وبحمد الله ونسأل الله أن يحفظ السيد القائد أبو جبريل ومن يؤيده
وبالنسبة للشق الثاني المطلبي الانساني الذي يتمثل بأمور تنظيم الدوله وادارتها فلا خلاف أنه لا توجد ثورة ولدت متكاملة ولا مجال هنا لنقد البدايات ولكن لا بد من الاعتراف بقصور
والاعتراف باختراق كبير يصل الى مستويات بمحل قرار
ويعبر البعض بأن السفينة تمشي وسط أمواج متلاطمة وأن خرقها سيغرقها
اتمنى ولا أزعم أنني بحنكة السيد القائد أو غيض من فيض بصيرته
ولكن أقول لا داعي لخرقها فالبحر يتسع لمن سيغرقها قبل وصول الشاطئ
والله الموفق؛؛

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock