مقالاتمنوعات

صلاح الفرد من صلاح المجتمع

خلود محمد

إن للمجتمع الذي يعيش فيه الإنسان دورٌ جُلل في تشكيل قيم ومبادئ وأخلاق الشخص، فالفرد يولد وينشأ ويترعرع معتاداً على تربية وثقافة مجتمعه وإن كانت خاطئة ، وكما هو متعارف في المجتمعات الغربية بالانفتاح الامشروع وأفعال لا تنسجم مع قيمنا الإسلامية ، وكون ديننا دين رحمة وصلاح للبشرية، أوضح لنا الحلال من الحرام؛ حفاظاً على الفردِ والمجتمع من التخبط والضياع ،وظلت حياة الترفيه الامحدودة تتصارع مع قيمنا الإسلامية إلى هذه اللحظة ، القصة تبدأ من عهد الرسول_صلوات الله عليه وآله وسلم_ ، صراعٌ بين رغبات النفس وتهذيبها ، فضعفاء النفوس عملوا على تغطية رغباتهم بمسمياتٍ عديدة ، وامتدت إلى عصرنا مع تتابع المنافقون من كل عصر ، لكن ما هو واجب المجتمع المؤمن تجاه انتشار رذائل تضر دينه ووطنه وتضره شخصياً ؟

أيكون بالحياد كونه لن يتصف بالأخلاق الذميمة السائدة في مجتمعه ؟! أم بدفع المنكرات؟

قبل الإجابة عن السؤال دعوني أسرد لكم موجز لما جرى مع الإمام الحسين _عليه السلام_ في عهد معاوية وابنه يزيد ، فحين احتالوا بني أمية وتولوا زمام أمر المسلمين عمّ الفساد وأصبح الظلم والطغيان في تزايد من يومٍ لآخر، وعليه فقد برزت أخلاق يرفضها ديننا وتُرجمت في واقع حياتهم ونفسياتهم ، فلم يكن الصمت موقف الإمام الحسين ، فقام منطلق اللسان مخاطباً أهل المدينة، وطلب المناصرة منهم وبعد أن خذلوه، إتجه نحو منبع الرسالة المحمدية (مكة) ووقف منتصباً ؛ ليخاطب حجاج بيت الله ، وأبان لهم خطورة الضياع الموحش والمدمر لأمة جده رسول الله وكان موقفهم كموقف أهل المدينة ، وبعد كتائب وصلت إليه من أهل الكوفة، أرسل مبعوثه مسلم بن عقيل إليهم وأخبروه بأنهم معه مؤيدين و مناصرين ، واستناداً على ذلك خرج عليه السلام ثائراً ضد الفساد ، وعند وصوله إلى الكوفة نقضوا الإتفاق بينهم ، بل إن منهم من قاموا ضده وحاربوه وحاصروه _ ألا لعنوا بما فعلوا إلى يوم يبعثون _ ، حينها وبعد ما رأى تخاذل أهل الكوفة لم يتراجع في إصلاح مجتمعه المسلم ، وبقي وحيداً يقاتل الانحراف السائد ، فكانت دمائه الطاهرة هي النهج التي يسير عليها كل ثائرٍ على حق ضد سلطان جائر .

ديننا الحنيف حذرنا من الوقوع في المعاصي ، وتكفل بحفظنا مما يضرنا ؛ لتكون الأمة الإسلامية خير أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ،وليكن موقف الإمام الحسين وما حدث له في الطف موقفنا عند انتشار قيم دنيئة ، وألا نتناسى ماحدث له حينها، فهو ثورة سيمشي على منوالهِ الثائرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock