لايذكر الحسين عليه السلام إلا وتذكر زينب عليها السلام وهكذا هي الحياة التكاملية للجهاد ، وهاهي دروس بيت النبوة تستمر لتعلمنا وتربينا ، وهاهما يمثلان النموذج الأرقى و الأجمل للجهاد و الثورة ضد الظلم .
تعلمنا منهم الأخلاق والدين و العفة و الحياة الزاهدة ، تعلمنا منهم كيف تكون علاقة الأسرة و تربية الأبناء وتعلمنا منهم كيف يكون الإنسان إنسان ، وكيف يحيى حرا كريما ثائرا لا يقبل الظلم والذل والهوان .
فلا ينهض المجاهد ويذهب لساحة التضحية والعزة إلا وهناك زينبية تقف خلفة لتسد مكانه و تشد على أزره، وترعى بيتها و تهتم بأطفالها وتربيهم تربية حسينية ، ليكون الدور تكامليا بين المرأة والرجل وبين الأب المجاهد وابنه أو بين الأخ و أخيه ، فلا تنتهي هذه المسيرة العطرة و الثورة المباركة.
تقف كل زينب شامخة حرة فهناك ألف حسينٍ يحميها و يحمي عرضها وشرفها ، تنفق و تخرج القوافل وتتسلح بالتقوى والعفاف و تعين بالدعاء كل حسينٍ متمترسٍ في الخلاء ، تثق به وتقدر معنى خروجه ، وتعرف أيضًا أنها النواة الحقيقية لهذا تحارب بحروب ناعمة كان وعيها أكبر منها.
لا يجرح مجاهد لها إلا و هناك زينب تعتني به و تداوي جراحة ، وتقوم على رعايته و اطعامه .
ولا يستشهد مجاهدها إلا وتشيعه زينب وتدفع بحسين آخر لينطلق إلى الجبهات ، تقف قوية المنطق و الموقف تشد أزرها فلا يوجد وقت للبكاء فالمعركة لم تنتهِ .
كل مجاهد هو الحسين وكل مجاهدة هي زينب عليهما السلام قدوتنا الثورة على الباغي و النصر المبين في كل زمن.