مجتمعمنوعات

نسبة تشبع الأوكسيجين في الدم.. ماهيتها ونتائجها؟

مؤخرًا، صرنا نسمع كثيرًا عن انخفاض نسبة تشبع الأوكسيجين في الدم لدى بعض المصابين بكوفيد-19، وعن احتياجهم للأوكسيجين. ولكن ماذا يُقصد بهذا المصطلح؟ وما النسبة الطبيعية لمستوى الأوكسيجين في الدم؟ وكيف تقاس؟ وما الأسباب التي قد تؤدي لانخفاضها؟ وما الأعراض التي تظهر في هذه الحالة؟ وهل من طريقة لرفع نسبة تشبع الأوكسيجين في الدم إذا انخفضت؟ وكيف نقي أنفسنا من انخفاضها؟ وما الحالات التي تجب فيها مراجعة الطبيب؟ هذا ما سيتم التعرض له في هذه المقالة..

  • ماذا تعني نسبة تشبع أوكسيجين في الدم؟

مستوى الأوكسيجين في الدم أو نسبة تشبع الأوكسيجين في الدم هو مقياس لمقدار الأوكسيجين، الذي تحمله خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأوكسيجين من الرئتين إلى خلايا الجسم، ويعمل الجسم على تنظيم مستوى الأوكسيجين في الدم؛ إذ يحتاج الجسم إلى كمية محددة من الأوكسيجين في الدم ليعمل على النحو الصحيح.

  • المعدل:

ويتراوح  المعدل الطبيعي لنسبة تشبع الدم بالأوكسيجين عند البالغين بين 95 إلى 100%. أما إذا كان مستوى الأوكسيجين في الدم أقل من 95%، يعاني الشخص من انخفاض مستوى الأوكسيجين في الدم (Hypoximia)؛ الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات في أنسجة الجسم وأعضائه.

  • كيفية القياس:

ومن أبرز الطرق المتبعة لقياس مستوى الأوكسيجين في الدم: اختبار غازات الدم (ABG)، ويعد الطريقة الأكثر فعالية لمراقبة مستويات الأوكسيجين في الدم، وفيه تُؤخذ عينة دم من شريان المعصم، الأمر الذي قد يكون مؤلمًا قليلًا، ولكنه دقيق للغاية، إلى جانب مقياس التأكسج النبضي (Pulse oximeter)، باستخدام جهاز يحمل الاسم نفسه، وهو عبارة عن مشبك صغير يُوضع على الإصبع، أو الأذن، أو القدم، ويقيس الأوكسيجين في الدم بطريقة غير مباشرة، عن طريق امتصاص الضوء من خلال نبض الشخص.

ومع أن اختبار مقياس التأكسج النبضي أسهل، وأسرع، وليس مؤلمًا، فإنه ليس دقيقًا مثل اختبار غازات الدم؛ فقد يتأثر بعوامل مثل؛ اتساخ الأصابع، والأضواء الساطعة، وطلاء الأظافر، فضلًا عن ضعف الدورة الدموية في الأطراف. ورغم وجود هامش خطأ، فإن قراءة مقياس التأكسج النبضي عادةً ما تكون دقيقةً كفايةً. وإذا ما طلب طبيبك قياسًا أكثر دقة، فيمكن المتابعة باختبار غازات الدم.

  • لماذا تنخفض؟

توجد بعض الحالات التي تؤدي لانخفاض نسبة الأوكسيجين في الدم، وفيها تواجه الرئتان صعوبة في استنشاق الهواء المحتوي على أوكسيجين، وإخراج ثاني أكسيد الكربون، ومن هذه الحالات: الربو، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، والالتهاب الرئوي، والانسداد الرئوي بسبب تجلط الدم (PE)، وانهيار الرئتين. بالإضافة إلى توقف التنفس خلال النوم، وتناول بعض الأدوية مثل المسكنات، والتدخين، وبعض اضطرابات الدم مثل فقر الدم (الأنيميا)، ومشكلات الدورة الدموية، التي قد تمنع خلايا الدم الحمراء من التقاط الأوكسيجين، ونقله إلى سائر خلايا الجسم.

  • الاعراض:

وعندما يقل مستوى الأوكسيجين في الدم عن الطبيعي؛ قد تبدأ بعض الأعراض في الظهور، مثل: ضيق التنفس، وألم الصدر، والارتباك، وصداع الرأس، وتسارع ضربات القلب. وإذا استمر انخفاض مستوى الأوكسيجين في الدم، قد تحدث زرقة الجسم (cyanosis)، التي يتلون فيها باطنة الظفر، والجلد، والأغشية المخاطية باللون الأزرق.

وتُعد الزرقة حالةً طارئة، يمكن أن تؤدي إلى فشل الجهاز التنفسي، مما قد يهدد الحياة. وإذا عانيت من أعراضها، عليك بالتوجه فورًا للحصول على الرعاية الطبية.

  • كيف نرفع نسبة أوكسيجين الدم؟

يمكن العمل على تحسين مستويات تشبع أوكسيجين المنخفضة عبر الطرق التالية: 

  • التمارين الرياضية: تُعد التمارين أحد أفضل الأشياء التي يمكنك فعلها لصحة رئتيك، ويمكن أن تؤدي ممارسة التمارين بانتظام إلى تحسين مستويات تشبع الأوكسيجين في الدم، وقد وجدت دراسة أجريت على الفئران أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، قللت بالفعل من الآثار السلبية لنقص الأكسجة في الدم.
  • الأكل الصحي: يلعب الأكل الصحي أيضًا دورًا مهمًّا في تشبع الدم بالأوكسيجين. وإذا كانت مستويات الحديد في الدم لديك منخفضة، يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم، والأسماك، والتونة المعلبة، والدجاج؛ إذ يُعد انخفاض مستويات الحديد سببًا شائعًا لانخفاض تشبع الأوكسيجين في الدم.

أما إذا كنت نباتيًّا، أو تفضل عدم تناول الكثير من اللحوم، فلا يزال بإمكانك الحصول على الحديد من مصادر نباتية مثل الفاصوليا، والعدس، والكاجو، والبطاطس من المصادر الرائعة للحديد. ونظرًا إلى احتواء هذه الأطعمة على نوع مختلف من الحديد عما في منتجات اللحوم؛ يُنصح بتناول المكملات الغذائية مثل فيتامين سي، أو الفواكه الحمضية، والخضراوات الغنية بالحديد؛ لمساعدة الجسم على زيادة امتصاص الحديد.

  • الأوكسيجين الإضافي: قد يحتاج بعض الأشخاص إلى تلقي كميات إضافية من الأوكسيجين، الذي يمكن أن يكون له التأثير المباشر الأكثر أهمية في رفع مستوى الأوكسيجين في الدم لدى بعض الحالات. ويصفه طبيب الرعاية الأولية أو أخصائي أمراض الرئة، والذي يحدد للمريض إعدادات التدفق، وتكرار الاستخدام، وغالبًا ما يحتاج أي شخص لديه مستوى تشبع أوكسيجين أقل من 90% إلى أوكسيجين إضافي.

وبالطبع الوقاية خير من العلاج؛ لذلك يفضل اتباع بعض تدابير الرعاية الذاتية؛ لتحسين الصحة العامة ونوعية الحياة، مثل: الإقلاع عن التدخين، وتجنب التدخين السلبي في الأماكن العامة، واتباع نمط حياة صحي.

  • انتبه لهذه الأعراض.. حالات تستلزم مراجعة الطبيب

عادةً لا يحتاج معظم الأشخاص إلى مراقبة مستوى تشبع الأوكسيجين في الدم الخاص بهم بانتظام، ويُطلب من الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية تسبب انخفاض مستوى الأوكسيجين فحص مستوياتهم. وتوجد بعض الحالات التي يُنصح بمراجعة الطبيب فيها. ومنها:

  • الشعور بضيق شديد ومفاجئ في التنفس.
  • الشعور بضيق التنفس عند الراحة.
  • الشعور بضيق شديد في التنفس خلال ممارسة الرياضة أو النشاط البدني.
  • الاستيقاظ المفاجئ من النوم بسبب الشعور بضيق التنفس أو الاختناق.
  • المعاناة من صعوبة في التنفس المصاحب للسعال، وسرعة ضربات القلب، واحتباس السوائل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock