فكريةمجتمعمقالات

ما هي شعارات المسلمين في عاشوراء من وجهة نظر الشهيد مطهري

يرى الشهيد مرتضى مطهري أن عاشوراء بالنسبة للمسلمين ينبغي أن تكون يوم الإحياء وتطهير الأنفس في الكوثر الحسيني ويجب ان تكون مناسبة، لننتعلم منها مبادئ الإسلام، وأسس الدين وبعث روح الحياة فينا.

تحمل مراسم العزاء الحسيني رسائل هامة لكل العالم، حيث يحيي الملسمون الشیعة كل عام في الأيام العشرة الأولى من محرم مراسم عاشوراء، متناقلين عبر الأجيال شعارات وأهداف محددة لهذه المراسم.
ننقل لكم هنا وجهة نظر الشهيد مرتضى مطهري صاحب كتاب “الملحمة الحسينية” حيث أشار في محاضرته يوم عاشوراء عام 1975 إلى شعارات عاشوراء، مبيناً ضرورة الالتزام بحقيقة الشعارات وعدم الانجراف وراء الانحرافات الدخيلة.
يقول مطهري: إنّ عبد الله (ع) أطلق شعارات كثيرة يوم عاشوراء بيّنمن خلالها رروح نهضته، وحدد بالضبط الهدف الذي دفعه للمجيء إلى تلك الديار والقبول بإراقة دمه حتى القطرة الأخيرة، وعدم التسليم، والمضي بالحرب حتى نهايتها.
لكن تلك الشعارات، للأسف، قد نسيت من قبلنا نحن الشيعة، بل إننا استبدلناها بشعارات أخرى من عندّياتنا ليس بإمكانها عكس روح نهضة الحسين (ع) ولا تبيانها.
إننا نشهد بروز نوعين من الشعارات في يوم عاشوراء فهناك الشعارات التي كانت تعرّف عن شخصية المبارز، وتكتفي بذلك، ولكن إلى جانبها رُفعت شعارات كانت بالإضافة إلى تعريفها للشخص، تتضمن تعريفاً للفكر والإحسان والشعور والغاية التي كان يسعى إليها الشخص المُبارز، من وراء ذلك القتال.
يرى مطهري أنه ينبغي أن يطلق على الشعار الحسيني العام شعار الحرية، العزة والشرف أي إن المسلم الحقيقي يفضل باستمرار أن يموت على أن يخض لحياة الذل.
فشعارات الحسين من ننوع آخر متميز، فأنت تراه ينادي مرة: “ألا ترون أن الحق لا يعمل به، وأن الباطلا لا يتناهي عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً” ، ولم يقل هنا الحسين أو الامام، بل ليرغب المؤمن بالمطلق، أو يقول في أخرى.
إن شعارات الحُسين (ع)، كانت شعارات إحيائية، أي شعارات تنبع منها الحياة، إنّ عبد الله رجل مصلح، وهذا التعبير تعبير الحسين نفسه، إذ كان يقول :”إني لم أخرُج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، اريد أن آمر المعروف وأنهي عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي”، وجاءت وصيته عليه السلام لتعطي الجواب الواضح والقاطع حول أهداف ثورته المباركة.
ومن هنا نستيطع إدراك معنى إصرار الأئمة عليهم السلام وتأكيدهم علينا لضرورة إحياء عاشوراء وتخليدها، فهل يعقل إذاً أنهم أرادوا منا إقامة عزاء يشبه العزاء الي نقيمه بمناسبة موت فرد من أفراد عائلتنا، بالطبع لا، فموتنا لا يرافقه أهداف وقيم عليا، بينما المراد من قول الأئمة بضرورة إحياء عاشوراء وتخليدها هو تخليد تلك المدرسة، التي كان يمثلها الحسين بن علي ذلك الرمز والقوة الخالدة.
عاشوراء بالنسبة لنا ينبغي أن تكون يوم الإحياء وتطهير الأنفس في الكوثر الحسيني ويجب ان تكون عاشوراء لنا مناسبة، لنتعلم منها مبادئ الإسلام، وأسس الدين وبعث روح الحياة فينا.
فنحن نرفض أن ننسى واجد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما لا نريد لحس الشهادة والجهاد والتضحية في سبيل الحق أن يتبعد عنا ولا لروح الفداء في سبيل الحق أن تموت فينا. /انتهى/.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock