دينية

معلومات عن شخصية الامام جعفر الصادق

هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام سادس أئمة أهل البيتعليهم السلام. أمّه: السيدة (أم فروة) بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، كانت من سيدات النساء عفّة وشرفا وفضلا، فقد تربّت في بيت أبيها، وهو من الفضلاء في عصره، كما تلقّت الفقه والمعارف الإسلاميّة من زوجها الإمام محمد الباقرعليه السلام، وكانت على جانب كبير من الفضل، فقد كانت مرجعا للسيدات من نساء بلدها، وغيره في مهامّ اُمورهن الدينيّة، وكانت تعامَل في بيتها بإجلال واحترام من قِبل زوجها وباقي أفراد العائلة النبويّة.

ألقابه
الصادق: لقّبه به جدّه النبي الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم؛ لأنه أصدق الناس في حديثه وكلامه.
الصابر: لقّب بذلك؛ لأنه صبر على المحن الشاقّة، والخطوب المريرة التي تجرعها من خصومه الأمويين والعباسيين.
الفاضل: لقّب بذلك؛ لأنه كان أفضل أهل زمانه وأعلمهم، لا في شؤون الشريعة فحسب وإنما في جميع العلوم.
الطاهر: لأنه أطهر إنسان في عمله، وسلوكه واتجاهه في زمانه.
عمود الشرف: لقد كان الإمام عليه السلام عمود الشرف لجميع المسلمين.
القائم: لقّب بذلك؛ لأنه كان قائما بإحياء دين الله عز وجل، والذب عن شريعة سيّد المرسلين صلی الله عليه وآله وسلم.
الكافل: لقّب بذلك؛ لأنه كان كافلا للفقراء، والأيتام والمحرومين، فقد قام بالإنفاق عليهم وإعالتهم.
المنجي: فهو المنجي من الضلالة، فقد هدى كل من التجأ إليه، وأنقذ كل من اتصل به.
كنيته
أبو عبد الله، (نسبة إلى ولده عبد الله) وهذه الكنية هي التي اشتهر بها، وخاصة في الروايات.
أبو إسماعيل (نسبة إلى ولده إسماعيل).
أبو موسى (نسبة إلى ولده موسى الكاظم (ع)).
ولادته وشهادته
ولادته
اختلف المؤرّخون في السنة التي وُلد فيها الإمام الصادق عليه السلام ،وهذه بعض الأقوال:

إنه وُلد بـالمدينة المنورة سنة (80هـ).
وُلد سنة (83هـ) يوم الجمعة، ويقال: يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول.
وُلد سنة (86هـ).
استشهاده
ذكر الشيخ الصدوق وابن شهرآشوب وصاحب دلائل الإمامة أنّ الإمام الصادق (ع) استشهد بأمر المنصور العباسي وعلى أثر سمّ دسّ له. لكن ذهب الشيخ المفيد إلى عدم القطع في استشهاده بالسمّ.

وهناك اختلاف في تاريخ وفاته، فقال المفيد في شوال، وقيل في النصف من رجب،، كما اختلف في سنة شهادتهعليه السلام على اقوال منها: سنة (148 هـ )، وهذا هو المشهور. وسنة (146 هـ) .

وكان عمره عليه السلام عند شهادته أو (68)عاماً على اختلاف الروايات.
أوصافه
ذكر الرواة انه عليه السلام كان ربع القامة، أزهر الوجه، حالك الشعر، جعد، أشم الأنف، أنزع، رقيق البشرة، على خدّه خال أسود، وعلى جسده خيلان حمرة

قال الشيخ المفيد واصفا هيبة الإمام الصادق عليه السلام: كانت تعنو الوجوه لهيبة الإمام الصادق عليه السلام ووقاره، فقد حاكى هيبة الأنبياءعليهم السلام، وجلالة الأوصياء، وما رآه أحد الاّ هابه، لأنه كانت تعلوه روحانيّة الإمامة، وقداسة الأولياء، وكان ابن مسكان – وهو من خيار الشيعة وثقاتها – لا يدخل عليه شفقة أن لا يوفيه حق إجلاله وتعظيمه، فكان يسمع ما يحتاج إليه من أمور دينه من أصحابه، ويأبى أن يدخل عليه.

أخلاقه
كرمه وجوده
1-دخل عليه المفضّل بن رمانة، وكان من ثقاة أصحابه ورواته، فشكا إليه ضعف حاله، وسأله الدعاء.

فقال عليه السلام لجاريته: «هاتِ الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر».

فجاءته به، فقال له: «هذا كيس فيه أربعمائة دينار، فاستعن به».

فقال المفضّل: لا والله جُعلت فداك، ما أردت هذا، ولكن أردت الدعاء، فقال عليه السلام: «لا أدَعُ الدعاء لك ولكن لا تُخبر الناس بكلّ ما أنت فيه فتهونَ عليهم.».

2-إنَّ فَقِيراً سَأَلَ الصَّادِقَعليه السلام فَقَالَ لِعَبْدِهِ: «مَاعِنْدَكَ قَالَ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ، قَالَ: أَعْطِهِ إِيَّاهَا فَأَعْطَاهُ، فَأَخَذَهَا وَوَلَّى شَاكِراً، فَقَالَعليه السلام لِعَبْدِهِ: أَرْجِعْهُ.

فَقَالَ: يَا سَيِّدِي سَأَلْتُ، فَأَعْطَيْتَ فَمَاذَا بَعْدَ الْعَطَاءِ؟ فَقَالَ عليه السلام لَهُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله عليه وآله وسلم خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا أَبْقَتْ غِنًى، وَإِنَّا لَمْ نُغْنِكَ، فَخُذْ هَذَا الْخَاتَمَ، فَقَدْ أَعْطَيْتُ فِيهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَإِذَا احْتَجْتَ، فَبِعْهُ بِهَذِهِ الْقِيمَةِ».

صدقاته في السرّ
كان الإمام الصادق عليه السلام يقوم في غلس الليل فيأخذ جرابا فيه الخبز، واللحم، والدراهم، فيحمله على عاتقه، ويذهب به إلى أهل الحاجة من فقراء المدينة، فيقسّمه فيهم وهم لا يعرفونه، وما عرفوه حتى مضى إلى الله عز وجل، فافتقدوا تلك الصِلات، فعلموا أنها منه.

إكرامه للضيوف
لقد كان الإمام الصادق عليه السلام يُشرف على خدمة الضيوف بنفسه، وكان يأتيهم بأشهى الطعام وألذه وأوفره، ويُكرر عليهم القول وقت الأكل: «أشدّكم حبّا لنا أحسنکم أكلا عندنا» وكان يأمر في كل يوم بوضع عشر ثبنات من الطعام يتغدّى على كل ثبنة عشرة.

تواضعه
كان من تواضعه عليه السلام أنه يجلس على الحصير، ويرفض الجلوس على الفرش الفاخرة، وكان يُنكر ويشجب المتكبرين، وقد قال ذات مرّة لرجل من إحدى القبائل: من سيّد هذه القبيلة؟

فبادر الرجل قائلا: أنا.

فأنكر الإمام عليه السلام ذلك وقال له: لو كنت سيّدهم ما قلت: أنا.

سموّ أخلاقه
روى المؤرخون أنّ رجلا من الحُجّاج توهّم أن هميانه قد ضاع منه، فخرج يُفتّش عنه، فرأى الإمام الصادق عليه السلام يصلّي في الجامع النبوي فتعلّق به، ولم يعرفه، وقال: «أنت أخذت همياني؟».

فقال له الإمام عليه السلام بعطف ورفق: ما كان فيه؟

فقال الرجل: ألف دينار.

فأعطاه الإمام عليه السلام ألف دينار، ومضى الرجل إلى مكانه، فوجد هميانه، فعاد إلى الإمام معتذرا منه، ومعه المال، فأبى الإمام عليه السلام قبوله، وقال له: شئ خرج من يدي فلا يعود إليَّ، فبُهر الرجل وسأل عنه، فقيل له: هذا جعفر الصادق، وراح الرجل يقول بإعجاب: «لا جرم هذا فعال أمثاله».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock