دينية

رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (41) قيس بن سعد (رض) ناصر الإسلام وحاميه

عندما يخط القلم أسماء عظماء الرجال وأشجعهم، والمخلصين لنبيهم محمد (صلى الله عليه وآله) ووصيه علي (عليه السلام) وولده الحسن (عليه السلام)، فقد قضى قيس بن سعد الانصاري عمره المديد في رحاب رسول الله (ص)، ومن بعده تحت ظل الإمام علي (ع)، تملأ العزائم تفكيره ولا تضعف. وسنتكلم عن مواقفه حسب تسلسلها .

قيس بن سعد بن عبادة الانصاري في عهد رسول الله (ص):

أولاً : في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) كان خادماً له عشر سنين ، وشاهداً معه حروبه ومشاهده كلها ، فكان ناصرلإسلام وحاميه وسيَّافاً بمنزلة صاحب القوات الداخلية .

وكان حامل راية الأنصار ، وصاحب لواء النبي (ص) في بعض مغازيه ، فكان أميراً على سريَّة ( الخَبط ) ، وحاملاً للراية يوم الفتح بعد أن تسلَّمَها من أبيه .

ثانياً : كانت له مواقفه الحازمة بعد وفاة الرسول (ص) ، فثبت على ما أوصى به في الخلافة والإمامة ، وحمى أباه من الغدر به ، وشهد فتح مصر عام ( ١٩ ) من الهجرة ، وكان من الثائرين على عثمان بن عفان لانحرافه عن جادة الاسلام وإثرته لبني أمية  .

ثالثاً : بادر إلى بيعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الأوائل ، وصار أحد عمَّاله في الأمصار ، ووالياً على مصر، وقد أخذ البيعة من أهلها للإمام علي (ع) ، فإذا كانت معركة الجمل بادر إلى تأييد إمامه والسير معه ، وقد ساهم في تحشيد أهل الكوفة لقتال الناكثين مع الإمام علي (ع) والصحابي عمَّار بن ياسر(رض) ، ثم شارك في المعركة بأثرٍ مشهود .

أما في معركة صفين، فكان قيس بن سعد على مقدمة جيش الإمام علي (ع) بعد أن كان في أوائل الخطباء المناصرين له (ع) ، بعد أن التحق به من (آذربيجان) .

وقد شهدت له ساحة القتال وقعات ، وفيها جعله الإمام علي (ع) على رجَّالة أهل البصرة ، وقاتل بُسرِ بن أرطاة ، فضربه حتى أثخنه بالجراح، وتقدم في الأنصار وربيعة بعد استشهاد عمار (رض) ، فخلط بالجمع ، ودوَّى بخطبه .

وصار قيس بن سعد  الأنصاري على شرطة الخميس، فورد تُخومَ الشام حتى أقلق معاوية الذي جعل يلعنه فيمن يلعن من أهل بيت النبي (ص) وأصحابهم .

ولما أراد أمير المؤمنين (ع) العودة إلى صفين ع  قد ل قيس بن سعدفي عشرة آلاف .

وفي معركة النهروان كان قيس بن سعد مرسَلاً إلى أهلها بأمر إمامه أمير المؤمنين (ع) ، فحاججهم .

فإذا كانت الاستعداد ، عبَّأَ أمير المؤمنين (ع) أصحابه ، فجعل قيس بين سعد في ثمانمائة ، فقاتل وأبلى .

رابعاً : بعد شهادة الإمام علي (ع) بادر قيس بن سعد الانصاري إلى مبايعة الإمام الحسن (عليه السلام)، وحين سار معاوية بجيشه إلى العراق قام قيس وجماعة من المخلصين يؤيدون إمامهم الحسن المجتبى (ع) ، ويحرضون الناس على الجهاد ، فشهد لهم (ع) بالوفاء ، وصدق النية ، والمودَّة الصحيحة .

وحين وجه الامام الحسن (ع) عبيد الله بن العباس في اثني عشر ألفاً لقتال معاوية، باع عبيد الله دينه وغدر بقرابته من الامام الحسن (ع) والتحق بجيش معاوية بعد أن أرسل إليه مبلغاً من المال ، فصلَّى قيس مكانه فسدَّ بذلك خللاً كاد يقع، ثم اشتبك مع جيش معاوية واكتسحه ، فإذا به يسمع بأن الإمام الحسن (ع) قد طُعِن ، فاغتمَّ لذلك وتأسف لتفرق الأصحاب ، ثم زحف نحو جيوش الشام .

وقد وجه له معاوية يبذل له ألف ألف درهم على أن ينحاز إليه ، فأرجعَ قيس إليه المال قائلاً له : تخدعني عن ديني ؟!

فترك هذا الموقف وغيره من المواقف آثاره على نفس معاوية ، حتى استثنى قيسَ بن سعد من شيعة أمير المؤمنين علي (ع) في الأمان بعد عقد الصلح مع الإمام الحسن (ع) لشدة حقده عليه .

وفاته :

بعد حادثة صلح الإمام الحسن (ع) مع معاوية بن أبي سفيان رجع قيس بن سعد إلى المدينة، وانشغل بالعبادة والدعاء إلى أن توفِّي (رحمه الله) في آخر ملك معاوية سنة ستين للهجرة على أصحِّ الآراء في المدينة المنورة. وقد قضى حياته عابداً زاهداً موالياً لمحمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock