مقالات

كلمة رئيس ملتقى الوعي والتلاحم الشبابي ذكرى شهادة ميزا كوچک خان جنگلی

السيد: صادق الشرفي

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ابي القاسم المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم 🙁 ليس الأعمى من يعمى بصره, ولكن الأعمى من تعمى بصيرته).
وعن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: (فإنما البصير من سمع وتفكر, ونظر فأبصر, وانتفع بالعبر, ثم سلك جدداً واضحة يتجنب فيه الصرعة في المهاوي)
وعن مولانا الإمام الصادق (ع) في مقام دور البصيرة في الهداية قال : “العامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق لا يزيده سرعة السير إلاّ بعدًا”.
البصيرة هي التي تصنع الموقف الصحيح وتحدد التوجه وتوجه العمل ولا تتولد البصيرة بالتدين والفقه  فقط بل هناك عوامل اساسية تخلق البصيرة في قلب الإنسان وكلها بلطف وعون من الله  وتولدها في المجتمع وأهم هذه العوامل.
الإخلاص في ولاية الله و رسوله وأئمة الهدى (ص) والقيادة الصالحة فلم يستثن ابليس من إمكان بسط سلطانه على الناس الا عباد الله المخلصين ( إلا عبادك منهم المخلصون) ولم يجعل الله له سلطانا على من اخلص (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان).

واما العامل الثاني في الأهمية فمعرفة العدو قال الله تعالى في محكم كتابه وجليل خطابه ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) وقال (والذين اجتنبوا الطاغوت آن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى). وقال في شأن المنافقين ( هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون). وقد لا يكون العدو واحدا بل يتعدد من حيث الوظيفة والأبعاد الاخلاقية والفكرية والسياسية والاقتصادية.

أعداء الإسلام سياسيا وعقائديا في زمان الإمام الصادق (ع) كانوا معروفين بالنسبة لجميع أنصاره لكن الكثير من شيعة  الإمام الصادق عليه السلام كانوا يجهلون أعداء آخرين وخطورتهم كبيرة ومنهم المرجئة ولهذا قال (ع) : “بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليه المرجئة” هذا على سبيل المثال.

وأما العامل الثالث فمعرفة الزمان وأهله قال مولانا الإمام الصادق (ع) ( العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس).

هذه العوامل كانت حاضرة في خطابات ووصايا مفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني طيب الله ثراه ولم تخل منها خطابات الولي الفقيه الإمام الخامنئي أدام الله ظله إلى ظهور مولانا الإمام المهدي المنتظر (ص) ولهذا تقام مثل هذا الفعاليات ويوجه سماحته باحياء هذه الذكرى وأمثالها لما لها من دور مهم في توليد البصيرة من خلال الإقتداء والإستفادة من قصص أصحاب هذه البطولات.

إن القادة الذين تخلقت في قلوبهم البصيرة بلطف وعون من الله اولى البصيرة في كل عصر هم من يتخذون الموقف الصحيح ويشخصون تكليفهم بدقة وينهضون به مهما كانت الصعوبات التي تقف أمامهم والشدائد التي تنتظرهم منطلقهم الإخلاص لله وسلاحهم الأقوى التوكل عليه والثقة بوعده وتوفيقه.

ميرزا يونس المعروف بميرزا كوجك خان جنكلي هو نموذج لهذا النوع من القادة نهض حين تخلى غيره وادرك الخطر ألذي يداهم المجتمع من تجريف ثقافته واحلال ثقافات أخرى وإذابة هويته الدينية الإيمانية من قبل الأفكار الباطل الشرقية والغربية بمساندة نظام حكم جاهل أعمى وحكام همهم الوحيد هو البقاء على كرسي مهترئ والحفاظ على القاب واعتبارات تذهب بذهابهم.   فحمل هذا المجاهد العظيم الذي نحيي ذكره اليوم روحه بين كفيه ونهض مجالدا مواجها للعدو في ساحتي الفكر والحرب والسياسة ليحمي مجتمعه وأمته من الأفكار الضالة واطماع قوى الشر والإستكبار في وقته.

كان لي الشرف بالمشاركة اليوم واستفدت كثيرا من الخطابات العميقة الغنية بالمعاني ومن الجنبات المختلفة التي تناولت قصة هذا المجاهد العظيم شكرا لمن قاموا بتنظيم هذا المؤتمر ولجميع المشاركين فيه

نسأل الله تعالى أن يرزقنا البصيرة ويجعلها ملازمة لنا في كل اقوالنا وافعالنا انه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السيد صادق الشرفي ٢٤ / ٩ /١٤٠٠ هش الموافق ١٦ ديسمبر ٢٠٢١.

الموافق ١١ جمادي الأول / ١٤٤٣ ه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock