الحيـــــاء
الحياء : ترك النفس لكل القبائح الشرعية والعقلية و كل ما تعده سيئاً وهي أفضل الصفات والملكات الانسانية ؛ لأنها تصون الدين و تحفظ التقوى فالانسان الحيي ينضبط في قوله وفعله وشكله ضمن الموازين الشرعية والأعراف المحمودة و يترك ما يُخجل منه. و لذا أكدت الروايات على فضل الحياء و ضرورة التخلق و التحلي به ، فقد روي عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) : ” استحيوا من الله حق الحياء ” (1) .كما روي إن الإمام الصَّادق (عليه السلام) كتب إلى أصحابه: «… وعليكم بالحياء والتنزُّه عمَّا تنزَّه عنه الصالحون قبلكم» .
و الحياء دليل على الايمان و علامة عليه و أثر من آثاره ؛ لأن الايمان هو سبب الحياء و منبعه . فقد روي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله) : ” أن الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ” (2) و (من) هنا سببية ، أي أن الحياء يكون بسبب الإيمان . و كلما زاد إيمان لمرء زاد حياؤه روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : « كثرة حياء الرَّجُل، دليلٌ على إيمانه»(3) .و على العكس من ذلك فإن تركه يعد خروجاً عن الإيمان و علامة على عدمه . كما روي عن الامام الصادق (عليه السلام) : «فلا إيمان لِمَنْ لا حياء له»(4) . و روي عن الامام الباقر (عليه السلام) : ” أن الحياء والإيمان مقرونان في قرن ، فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه (5) .
أنواع الحياء و الحياء نوعان هما :
أولا : حياء ممدوح : و هو الحياء الذي يأمر به العقل أي يكون منشأه تعقل قبح الشيء عقلاً و هو حياء لا ينفك عن موافقة الشرع له ؛ لأن العقل هو النبي الباطن للإنسان و الشرع جاء به النبي الظاهر و طالما مصدرهما واحد فلا تعارض بينهما في التقبيح و التحسين . و هو الحياء الذي أمرت بالتخلق به الشريعة المقدسة كما تقدم .
ثانيا : حياء مذموم : و هو حياء الحمق ؛ لأنه لا يستند على أسس عقلية أو منطقية أو شرعية بل غالبا ما يكون منشأه اتباع العادات و التقاليد غير الممضاة من الشرع : كالحياء عن تعلّم بعض المسائل العلمية والشرعية ، وهو حياء مذموم لأنه يدعو الى الجهل ، ولذا قيل : ” أن من رق وجهه رق علمه ” (4) أي : من استحيى من السؤال قل علمه .
__
(1) مشكاة الانوار ج1 ص179
(2) المسترشد ج1 ص10
(3) 1 ميزان الحكمة: الحديث 4568.نقلا عن كتاب وسوسة الشيطان الرجيم
(4) و(5) ميزان الحكمة ج2 ص368
(6)بحار الانوار ج68 ص330