مقالات

تطوير العمل والاعتماد على الذات

إن طاقة الإنسان وموارد الطبيعة محدودة، وعلى الإنسان أن يكون حكيماً في صرفها، بحيث يحدد الأولويات ويضع برنامجاً متكاملاً للاستفادة من هذه الطاقة والموارد على أفضل وجه ممكن وفي أهم الأمور وأولاها، ويمكن تحديد ذلك من خلال ملاحظة نقاط عديدة أشار إليها الإمام الخميني (قدس سره)، يمكن تلخيصها بما يلي:

أولوية ما تحتاج إليه البلاد
يقول الإمام الخميني (قدس سره): “اعلموا أن الذين خانوا البلاد والذين كانوا مرتبطين بالقوى العظمى لم يسمحوا لكم بصناعة ما تحتاج إليه البلاد”.

فالإمام يعتبر أن عدم الاشتغال بصناعة ما تحتاج إليه البلاد والاشتغال بالأمور الثانوية هو نوع من أنواع الخيانة لأنه يضعف المجتمع والأمة ويجعلها رهينة في يد الغير، هذا الغير الذي لا ينظر إلينا بعين الرحمة والرأفة وإنما بعين الطمع ومصلحته الخاصة ولو كانت هذه المصلحة على حساب اقتصاد وعزة بل ووجود هذا الشعب!.

على العمال أن يأخذوا في حساباتهم ما تحتاج إليه الأمة في مواجهاتها السياسية والاقتصادية والثقافية، والأمنية…

تطوير العمل‏
يقول الإمام الخميني (قدس سره): “لولا هؤلاء الأجانب الذين وطأت أقدامهم البلاد خلال الفترات الأخيرة وخيانات الحكومات التي فرضت سلطتها علينا، لكنا نملك اليوم نفس تلك الصناعات المتطورة، ويجب علينا أن نفكر اليوم بهذا الموضوع أيضاً، فما لم تفكروا بهذا الموضوع لا يمكنكم أن تنقذوا بلادكم والأجيال القادمة”.

ويقول (قدس سره): “جهاد الفلاحين هو تقوية زراعتهم”.

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): “من استوى يوماه فهو مغبون”([1]).

هكذا أراد لنا الإسلام أن نعيش على الدوام حركة التطور والتقدم نحو الأفضل وأن لا نقنع بما لدينا، إن هذه الكلمات تتأكد أهميتها مع مرور الزمن وتغير العصور خصوصاً في عصرنا الحاضر الذي نعيش فيه في دنيا متسارعة من جهة الاقتصاد والاختراعات والاكتشافات، فإن لم نستطع أن نواكب عصرنا في سرعته وتسارعه فسوف لن يبقى لنا حظ في هذه الدنيا سوى أن نكون سوق استهلاك ولقمة سائغة لمصاصي دماء العالم.

الاتكال على الذات‏
من الأمور الأساسية والمهمة أن نعمل على تقوية أنفسنا من الجهات الفنية والإدارية وتأمين الموارد والمحافظة عليها، وهكذا يصبح ساعد المجتمع قوياً قادراً على مواجهة التحديات على أنواعها.

يقول الإمام الخميني (قدس سره): “إن الشعب الذي يشاهد الأجنبي يدير جميع أموره ويؤمّن جميع احتياجاته، ولم تعد تبق لديه حاجة فإنه لا يفكر أبداً بتوفير حاجاته بنفسه في ذلك اليوم الذي فهم فيه هذا الشعب أنه إذا لم يفكر جدياً في زراعته وصناعته ونفطه فإنه سوف يُقضى عليه، ولا يوجد من يقدم له هذه الأمور لكن إذا اعتقد شعب أن عليه أن يهي‏ء بنفسه كل ما يحتاج إليه وأن الآخرين لا يعطونه شيئاً، إذا ظهر هذا الاحساس فسوف تعمل العقول ويظهر المتخصصون في جميع الحقول، وتشمّر السواعد التي تستطيع أن تعمل كل شي‏ء، وتحيى الزراعة بأيديهم، وتدور عجلة المصانع بأيديهم”.

ويؤكد الإمام (قدس سره) أن السبيل إلى التطور هو الاعتماد على الذات حيث يقول في بعض كلماته: “اعلموا أن قوة الإبداع والتطور والاكتشاف لن تتفتق عندكم ما دمتم تمدون أيديكم إلى الآخرين لتوفير احتياجاتكم من الصناعات المتطورة”.
ويقول (قدس سره): “ينبغي بكم أن تعملوا في ثقافتكم بشجاعة مثلما طردتم القوى الكبرى بشجاعة، وأن تمارسوا أعمالكم بأنفسكم، ويقل اتكالكم على الخارج في كل يوم حتى يصل ذلك اليوم الذي لا نتكل فيه على الخارج أبداً وأن ننجز أمورنا بأنفسنا إن شاء الله تعالى”.

العمل والعمّال في فكر الإمام الخميني (قدس سره)، مركز الإمام الخميني الثقافي


([1]) وسائل الشيعة، ج‏11، ص‏376.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock