مقالات

الامام محمد الجواد (ع) تاسع أئمة أهل البيت في ذكرى استشهاده

يصادف اليوم الخميس آخر ذي القعدة ذكرى استشهاد الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام) التاسع من ائمة اهل البيت عليهم السَّلام وبهذه المناسبة الأليمة نعزي الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) وقائد الثورة الاسلامية والعلماء الاعلام والعالم الاسلامي، نستعرض شطرا من حياته الشريفة.

نسبه الطاهر:

الإمام محمد الجواد (عليه السَّلام) من الأسرة النبوية وهي أجلّ وأسمى الأسر التي عرفتها البشرية. فهو ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي السجاد ابن الإمام الحسين سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) وابن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السَّلام) ووالدته السيدة سبيكة النوبية (عليها السلام).

وسمّاها الامام علي الرضا (عليه السَّلام) خيزران.. وقال الامام الحسن العسكري (عليه السَّلام): “خُلقت طاهرة مطهّرة وهي أم ولد تكنّى بأم الجواد، وأم الحسن، وكانت أفضل نساء زمانها”.

ولادته:

ولد (عليه السَّلام) في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة لسبع عشر ليلة مضت من الشهر، وقيل: للنصف منه ليلة الجمعة وكانت ولادته في المدينة.

وقد سر الإمام الرضا (عليه السَّلام) بوليده المبارك وطفق يقول: “قد ولد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار، وشبيه عيسى بن مريم، قدّست أم ولدته..”.

كنيته وألقابه:

أبو جعفر، وهي كنية جده الباقر (عليه السَّلام) وللتمييز بينهما يكنّى بأبي جعفر الثاني، أمّا ألقابه الكريمة فهي تدل على معالم شخصيته العظيمة وسمو ذاته وهي:

١ ـ الجواد: لُقب به لكثرة ما أسداه من الخير والبر والإحسان إلى الناس.

٢ ـ التقي: لقب به لأنه اتّقى الله وأناب إليه، واعتصم به ولم يستجب لأي داع من دواعي الهوى.

٣ ـ المرتضى.

٤ ـ القانع.

٥ ـ الرضي.

٦ ـ المختار.

٧ ـ باب المراد.

استشهاد الإمام الجواد عليه السَّلام:

كان وجود الإمام الجواد (عليه السَّلام) يمثل خطراً على السلطة العباسية الحاكمة لما كان يملكه هذا الإمام من دور فاعل وقيادي للأمة، لذلك قررت السلطة أن تتخلّص منه، مع عدم استبعادها وجود العلاقة بين الإمام القائد والتحركات النهضوية في الأمة.

استشهد الامام الجواد (عليه السلام) بالسم على يد زوجته “أم الفضل” بتحريض من أخيها جعفر بن المأمون، وكانت “ام الفضل” منحرفة في سلوكها وقد عرف جعفر غيرتها من زوجة الامام الاخرى «أم الامام الهادي (ع)» فأخذ يبث اليها سمومه وكلماته وشرح لها الخطى في القضاء على أبى جعفر، فوافقت فأعطاها جعفر بأمر من المعتصم (بالشيطان) سماً فتاكاً جعلته له في العنب الرازقي، فلما أكل منه الامام أحس بالالام، ثم ندمت أم الفضل لعنها الله على فعلها فأخذت تبكي فقال لها الامام: والله ليضربنك بفقر لاينجي وبلاء لاينستر، فبليت بعلة في بدنها فأنفقت كل مالها على مرضها هذا فلم ينفع الى أن نفذ مالها كله، وأما جعفر فإنه سقط فى بئر عميقة فأخرج ميتاً. حتى إنتقل الامام الجواد (ع) الى جنة المأوى، فقام إبنه الامام على الهادي (عليه السلام) بإجراء مراسيم الدفن وحفر له قبراً ملاصقاً الى قبر جدة الكاظم (عليه السلام) في شمال بغداد بمنطقة كانت تسمى مقابر قريش وتسمى مدينة الكاظمية حاليا.

عمره وتاريخ استشهاده:

أما عمر الإمام الجواد (عليه السَّلام) حين قضى نحبه مسموماً فكان خمساً وعشرين سنة، وهو أصغر الائمة الطاهرين الأثني عشر (عليهم السَّلام) سنّاً.

وقد أمضى حياته في سبيل عزة الإسلام والمسلمين ودعوة الناس إلى رحاب التوحيد والإيمان والتقوى.

واستشهد الإمام الجواد (عليه السَّلام) سنة ٢٢٠ للهجرة النبوية يوم الثلاثاء في آخر ذي القعدة.

فسلام عليه يوم ولد ويوم تقلّد الإمامة وجاهد في سبيل ربّه صابراً محتسباً ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً، و وفقنا الله تعالى للسير على نهجه ونهج آبائه وأبنائه الطاهرين، و ورزقنا زيارته في الدنيا وشفاعته والآخرة… اللهم آمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock