مقالات

الشهيد الصماد هو النموذج الأبرز والتجلي الأفضل للمسيرة القرانية

 

بقلم الدكتور/ حمود_الأهنومي

الشهيد الصماد هو الشاهد على عظمة هذه المسيرة القرآنية، فكل نظرية تبقى مجرد حبر على ورق، وكلام تذروه الرياح في الهواء، حتى يكون هناك من يجسدها على أرض الميدان.
إن الصماد هو النموذج الأبرز، والتجلي الأفضل لهذه المسيرة على أرض الواقع، فكرا، وثقافة، وتحركا، وإخلاصا، وعطاء، وعظمة، وبساطة، وحسن إدارة وقيادة، وانطلاقا في نهضة حضارية إيمانية غير مسبوقة.
لقد قابلت أناسا كثيرين من المحافظات المحتلة، من مأرب إلى سقطرى وعدن وحضرموت، وسمعت منهم ما أثلج صدري، وأخبروني أن الرئيس الشهيد يحظى بمكانة عالية في أوساط كثير من الناس، وأنه أصبح رمزا وطنيا إيمانيا لكل اليمنيين، وذكروا لي أنه حتى أمهات وجدات خصومنا المرتزقة في تلك المناطق يواجهن ذويهن بتظاهرهن بمحبة هذا الرئيس الشهيد لكونه حالة استثنائية..
شخصيا لم أحظ بشرف لقياه كثيرا بشكل مباشر؛ لكوني لم أتول أي منصب حكومي يجعلني على اتصال به، لكني لقيته قبل توليه منصب الرئاسة في ندوة فكرية ثقافية شاركت فيها مع الأستاذ صلاح الدكاك بمحور للحديث عن الشهيد القائد في ذكرى استشهاده، وكانت الندوة تبث بشكل مباشر، فشكرني على ما قدمته في ورقتي البحثية عن الشهيد القائد، وأبان عن تواضع كبير باستماعه الوقور، وهو الذي كان ينبغي أن نستمع له في تلك الندوة، التي قال لي السيد القائد العلم لاحقا: إنه تابعها بكل تفاصيلها، وأعجب بما ورد فيها.
بعد توليه الرئاسة حضرت عددا من اللقاءات العلمائية معه سلام الله عليه، فكان ينبري، كما هو معلوم، في العلماء خطيبا بتلك الفصاحة العجيبة، وبذلك الاستحضار القرآني المدهش، وفي جميع تلك اللقاءات كنت أرى وجوه العلماء مدهوشة منبهرة بذلك الطرح القرآني في مختلف المجالات الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتمعية، الطرح الذي يسمعونه من شخص يتبوأ منصب رئيس الجمهورية، وهم الذين عهدوا رؤساء سابقين كانوا لا يجيدون قراءة آية واحدة من كتاب الله على وجهها الصحيح، وبعضهم كان لا يستطيع إخراج كلمة واحدة على أصولها الصحيح، وإذا بهذه المسيرة تخرج لهم هذا الزرع الطيب، فيسمعون منه ما لم يجده كثيرة منهم.
الواجب علينا ما قاله سيدي القائد العلم في هذه الليلة الكريمة أن نحفظ أمانة الرئيس الشهيد في المشروع الذي تحرك فيه، وفي الشعب الذي أحبه، وأن نلتحم به كمال الالتحام، وفي الحفاظ على مشروعه الرائد (يد تحمي ويد تبني)؛ لنقدم النموذج المشرف لهذه المسيرة على خطى الصماد رحمه الله، وإلا فلنخرس عن الحديث عنه تماما..
سلام الله عليك يغشاك صباحا ومساء أبا الفضل، وإنا لله وإنا إليه راجعون..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock