مقالات

المعلم الصالح

النعم لا تعرف إلا عندما نفقدها !!

في وقت سابق كانت الأجواء التي ينعشها ذهاب أبنائنا الى المدرسة لا ترضينا بل ونستمر بالتذمر منها ربما لأن مصاريف المدارس لا ترحم أو لأن الجهد الذي يبذلانه كلا الوالدين خلال هذه المدة يزداد ويتضاعف مع المرور بفترة الامتحانات، أما خلال الفترة الماضية اتضح لنا بأن هذه نعمة لا تقدر بثمن فحين فقدناها إثر الجائحة الوبائية أصبحنا نتوق لذهاب أبنائنا الى المدارس بشكل سليم دون خوف أو قلق..
وهكذا جميع النعم لا يتم التركيز عليها بدلا من ذلك يتم صب كل الاهتمام والتركيز على الجوانب السلبية منها والحال أننا نجد أنفسنا في غاية الندم بعد فقدانها وهذا ما يشجعنا بشكل أكبر على عيش اللحظة دون شكوى وتململ لا جدوى منه  فالقليل خير من الحرمان.

القليل خير من الحرمان ؟!

هكذا كان الأمر بالضبط مع مسألة التعليم خلال جائحة كورونا فالكثير من الناس قبل الجائحة كانوا يستمرون بالتذمر من المدارس والمعلمين وسوء حال التعليم وغيرها وحين أغلقت المدارس أبوابها وأصبح التعليم عبر النوافذ الإلكترونية أيضا لم تكن هذه الفئة المتذمرة من الناس راضية بل استمرت بالشكوى والحال أن الوضع ما قبل الجائحة لم يكن يرضيها حتى التقت بالأسوأ وهكذا يتبين لنا أن دوام الحال من المحال وأن علينا الاستمرار في عجلة الحياة وشكر الله عز وجل على جميع عطاياه، وبالشكر تزيد النعم.

أما المعلم..

إن للمعلم حقوق.. ليس فقط على المتعلم بل على المجتمع ككل فهو مصدر العلم ونور التطوير والثقافة ومفجر الطاقات ذلك عندما يعرف قيمة دوره الكبير في المجتمع من خلال نقل العلم من بين تلك الأوراق الى أرض الواقع..
ولعل أفضل وسيلة لشكر المعلم هي تطبيق ما تم شرحه بكل أمانة علمية، كما أن الأسرة خلال مدة التعليم تعلب الدور الأكبر في بيان أهمية المدرسة والدراسة واحترام المعلمين وحتى طالب العلم وكما قال الرسول الكريم محمد (صل الله عليه وآله) :- “إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم”، فهنيئا لكل من يبحث عن العلم صغيرا أو كبيرا عبر مختلف الطرق الحضورية أو الإلكترونية..
هذا ما أفادت به مسؤولـة شعبــة التدريب والتطوير النسوي في العتبة الحسينية  المقدسة خلود إبراهيم البياتي.

أخلاق تربوية بين الماضي والحاضر..

في الماضي من النادر جدا أن نلاحظ بعض الأهالي ممن يتحدثون بالسوء على المعلم أو المدرسة بصورة واضحة أمام الأبناء حتى لو كان هناك جزء من الخطأ لدى المعلم أو المؤسسة التعليمية، فنجد آنذاك هيبة المعلم محفوظة بين التلاميذ، وحب المدرسة موجود كونها الخيار الرئيسي والوحيد للتلاميذ والطلاب..
أما الآن فنجد أن الأبوين يتذمرون بشكل دائم من العملية التعليمية ومن المعلم الفلاني والمعلمة الفلانية وبوجود الأبناء دون أدنى مراعاة لهيبة المعلم أو احترامه والحال أن هذا الأمر يجعل سير التعليم لدى الأبناء أشبه بتفضلهم به على المعلمين والمؤسسة التعليمية بأكملها..
إن بعض الأمل لدى بثه للأبناء لا ضرر فيه بل على العكس تماما سيساعدهم على التأقلم مع الوضع والاستمرار بالدراسة دون كلل أو ملل.

التعليم حالياً..

حسب ما أفادت به الدكتورة زينب عزيز هادي الموسوي (ماجستير نقد قديم وأدب حديث ومدرسة في ثانوية) لقد فقد التعليم في الوقت الحالي العنصر الأساسي له وهو التواصل المباشر الذي يمارس من خلاله المعلم تدريبه للتلميذ وتلقينه وتطوير مهاراته المختلفة ومع ذلك نجد أن التعايش مع هذا الوضع من أهم الأمور للمواصلة بهذه العملية بحماس وشغف وقبول تام.
إن توعية أنفسنا وتوعية أبنائنا من أهم الأمور التي ينبغي الالتفات لها لكي تمر هذه المرحلة المؤقتة بسلام دون تأثير كبير على حياة الفرد كبيرا كان أم صغيرا خلال العمل أو الدراسة فعجلة الحياة لا تتوقف وعلى المرء أن لا يتوقف عن التطور من جميع الجوانب..
كذلك الصبر فالدهر يومان يوم لك ويوم عليك دون قلق أو خوف والتصفية الدائمة للأفكار السلبية هو ما ينصح به لحياة صحية أكثر من الناحية النفسية وهذا ما يقع تأثيره على جميع النواحي الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock