مجتمعمقالات

إسأل الله الأمور الجليلة..

كما نسأل الله تعالى كل شيء، نسأله النعم الجليلة والكبرى، ولا نستكثر نعمة مهما جلّت وعظمت أن نسألها من الله، إن كان ذلك في الإمكان، فلا يعظم شيء على الله، ولا يعجز الله تعالى شيء، ولا ينقص من خزانته مهما كان عطاؤه جليلا وعظيماً.
وكما ينبغي أن لا نخجل من الله تعالى أن نطلب منه صغائر الأمور، من نحو علف الدابة، وشسع النعل، وملح العجين، كذلك ينبغي أن لا نستكثر على الله تعالى أن نسأله النعم العظيمة الجليلة، مهما عظمت وجلت.

روي عن ربيعة بن كعب قال: «قال لي ذات يوم رسول الله صلي الله عليه واله وسلم: يا ربيعة، خدمتني سبع سنين، أفلا تسألني حاجة؟ فقلت: يا رسول الله صلي الله عليه واله وسلم، أمهلني حتى أفكر. فلما أصبحت ودخلت عليه قال لي: يا ربيعة، هات حاجتك، فقلت: تسأل الله أن يدخلني معك الجنة، فقال لي: من علّمك هذا؟ فقلت: يا رسول الله صلي الله عليه واله وسلم، ما علّمني أحد، لكني فكرت في نفسي وقلت: إن سألته مالا كان إلى نفاد، وإن سألته عمراً طويلاً وأولاداً كان عاقبتهم الموت. قال ربيعة: فنكس رأسه ساعة ثم قال: أفعل ذلك، فأعني بكثرة السجود، قال: وسمعته يقول: ستكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالتزموا علي بن أبي طالب عليه السلام» الخبر بتمامه([1]).

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «كان النبي صلي الله عليه واله وسلم إذا سئل شيئاً فإذا أراد أن يفعله قال: نعم، وإذا أراد أن لا يفعل سكت، وكان لا يقول لشيء: لا، فأتاه أعرابي فسأله فسكت، ثم سأله فسكت، ثم سأله فسكت، فقال صلي الله عليه واله وسلم كهيئة المسترسل: ما شئت يا أعرابي؟ فقلنا: الآن يسأل الجنة، فقال الأعرابي: أسألك ناقة ورحلها وزادا، قال: لك ذلك، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: كم بين مسألة الأعرابي وعجوز بني إسرائيل؟ ثم قال: إن موسى لما أمر أن يقطع البحر فانتهى إليه وضربت وجوه الدواب رجعت؛ فقال موسى: يا رب، ما لي؟ قال: يا موسى، إنك عند قبر يوسف فاحمل عظامه، وقد استوى القبر بالأرض، فسأل موسى قومه: هل يدري أحد منكم أين هو؟ قالوا: عجوز لعلها تعلم، فقال لها: هل تعلمين؟ قالت: نعم، قال: فدلينا عليه، قالت: لا والله حتى تعطيني ما أسألك، قال: ذلك لك، قالت: فإني أسالك أن أكون معك في الدرجة التي تكون في الجنة، قال: سلي الجنة. قالت: لا والله إلا أن أكون معك، فجعل موسى يراود فأوحى الله إليه: أن أعطها ذلك، فإنها لا تنقصك، فأعطاها ودلّته على القبر»([2]).

سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي (رحمه الله)


([1]) بحار الانوار 93: 327.
([2]) بحار الانوار 93: 327.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock