مجتمعمقالات

ماذا تعرف عن الانفجار العظيم؟

يعود تأسيس نظريّة الانفجار العظيم للعالمين الروسيّ “ألكسندر فريدمان” والبلجيكيّ “جورج لوماتر”. فقد نجح “فريدمان” في حلّ معادلات نظريّة النسبيّة واستنتج منها فكرة تمدّد الكون سنة 1922م، واستناداً إليها، وضع “لوماتر” سنة 1927م نظريّته حول تمدّد الكون.

وقدّم “لوماتر” سنة 1931م فكرة ثانية، وهي أنّ الكون كان في بدايته منكمشاً في نقطة واحدة، وأنّ انفجاراً حصل في اللحظة الأولى جعله يبدأ في التمدّد.
وبحسب هذه النظريّة، نشأ الكون قبل نحو 13.8 مليار سنة. في تلك اللحظة، كان الكون “نقطة تفرّد” ذات كثافة عالية جدّاً وحرارة تفوق الخيال. وقد مكّن انخفاض الحرارة لتلك النقطة إلى مستوى محدد، من انفصال القوّة النوويّة الكبرى داخل “الكون”، رافق ذلك تدفّق هائل للطاقة، فتمّ استنتاج أنّ الكون تمدّد خلالها بسرعة فائقة.
وبعد أقلّ من مائة ثانية، بدأ تشكّل نوى العناصر الخفيفة كالهيليوم والليثيوم. غير أنّ أولى الذرّات لم تتكوّن إلّا بعد 380 ألف سنة من عمر الكون، عندما نزلت درجة الحرارة إلى 3000 كلفن. عندها ظهر الكون في أولى مراحل نشأته مليئاً بسحابات الهيدروجين والهيليوم الموزّعة في أرجائه الواسعة. وبشكلٍ بطيء، بدأت قوّة الجاذبيّة بإحداث اضطرابات على هذه السحب مكّنت من تفتيتها إلى شظايا صغيرة، لتنهار حول بعضها بعضاً مكوّنةً أجساماً أكبر شيئاً فشيئاً. وتكوّنت أولى النجوم بعد نحو 100 مليون سنة من بداية الكون.

• شكوك العلماء
لا يزال الكثير من العلماء غير مقتنعين بفكرة نشأة الكون جرّاء هذا الانفجار، ويرون أنّه قد يكون أزليّاً، وأنّ الرياضيات لم توضّح لهم ما حدث قبل هذا الانفجار وأسباب حدوثه، بل تكتفي بشرح لحظة الانفجار وما بعده، وليس هناك تفسير من أين انبثقت الطاقة أو الحرارة التي انخفضت، خاصّةً أنّ الحرارة عارضٌ يحتاج إلى موضوع ليتحقق فيه، وهي أيضاً بحاجة إلى عامل إضافي يُسبب انخفاضها أو ارتفاعها، ما يرجح احتمال وجود شيء قبل هذا الانفجار الكوني، وهذا ما أثار الشكّ لدى العلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock