مقالات

عملية طوفان الأقصى هي البداية الحقيقية لتنفيذ وعد الله تعالى

 

العلامة عدنان الجنيد.

لقد تمادى الصهاينة كثيراً في الآونة الأخيرة، بفعل المد التطبيعي الذي يهرول إليه قادة بعض دول الخليج العربي، كالبحرين والإمارات والسعودية، وبعض الأنظمة العربية الخائنة لعروبتها ودينها ومستقبل أجيال الأمة المحمدية، فقد كشرت (دولة الكيان الصهيوني) عن أنيابها، وارتكبت كل الجرائم البشعة بحق الشعب الفلسطيني، بقصد تهجيره، ولم تكن لتفعل شيئاً من ذلك، لولا غطاء التطبيع الأعرابي. وبالمقابل، كان لا بد من رد قوي تجاه كل المجازر والاجتياحات والجرائم التي تقوم بها أجهزة الجيش والأمن الإسرائيلي، وقطعان المستوطنين، تحميهم الآلة الحربية الإسرائيلية. ولكننا لم نكن نتوقع مثل هذا الرد القوي والحاسم والشجاع.
عملية طوفان الأقصى هي البداية الحقيقية لتنفيذ وعد الله تعالى.. إنه يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمسُ الضحى، بل صنعها الفلسطينيون الأحرار بأيديهم.
إنه يوم فاصل في تاريخ العرب المعاصر، ولهذا اليوم ما بعده، ولن يكون الغد كالأمس، بل سيكون -بإذن الله- كاليوم، وأشد بأساً من اليوم.
إنها البداية الحقيقية للمؤمنين الأقحاح، البداية الحقيقية لتجاوز مرحلة (توازن الرعب)، والبداية الحقيقية لنفض غبار التكاسل والتعامي عن مقدساتنا التي تنتهك في تلك البلاد الطاهرة، ودمائنا التي تهدر على أيدي الجنس الأشد خبثاً ودناءة وجبناً.

لقد أرادوا بكل مؤامراتهم، وحروبهم المصطنعة في العالم العربي، أن يدفعوا بالأنظمة العربية العميلة إلى إعلان التطبيع، ليتفرغوا لقتل الشعب الفلسطيني، وتهجيره وقمعه وسجنه، ولكنهم لم يعلموا أن الأمة المحمدية كلما تعرضت للظلم زادت شراستها وقوتها، فالشعوب ليست كالأنظمة العميلة، التي تخضعها الضغوط المادية والمعنوية لإرادة الطغيان، إنها الشعوب المؤمنة بالله تعالى، وبحقها بحياة العزة والكرامة.
وإن من واجب كل مؤمن حر، وكل عربي غيور على عروبته وكرامته -مهما كانت معتقداته الدينية والحزبية والقومية- أن يكون جزءاً من هذه العمليات الطوفانية، المبشرة بإخراج اليهود من أرض فلسطين الطاهرة، أن يسارع بالتأييد والدعم المادي والمعنوي.. فمهما فرقتنا الحدود، سنظل ننادي بالحرية لفلسطين، ودعم المجاهدين، ودعم محور المقاومة، والإمداد المادي، ونتمنى أن نتمكن من تحقيق الدعم بالرجال والسلاح، بل والاشتراك المباشر بإرسال الصواريخ والمسيّرات، وتقديم السلاح والذخيرة.
وفي أول يوم لعملية طوفان الأقصى خرج الشعب اليمني، في تظاهرة تأييدية لبشائر الفتح المبين، وغداً تكون هذه الجماهير في الزي العسكري وبعدتها وعتادها لقتل الصهاينة القَتَلَةِ، وضربهم حتى تتطهر الأرض من دنسهم، ولن تتوقف عملياتُ التحرير حتى تضج من جِيَفِهِم أسماكُ البحر.
إن فلسطين جزءٌ مِنّا، وطالما ظل جسد العالم العربي والإسلامي يشعر بـ(السهر والحمى)، لأن عضواً كريماً وعزيزاً من هذا الجسد يشتكي من وباء الاحتلال الصهيوني، الذي تؤيده كافة أنظمة الطغيان في العالم، بينما نرى أنظمةً من جسد الأمة العربية والإسلامية تتهافت على التطبيع تهافُتَ الذبابِ على الفضلات العفنة، والضباع على الجِيَفِ المُنتِنَة.
ونقول للمتباكين على الصهاينة ومن سارع ويسارع في الدفاع الأعمى عنهم، من الأنظمة العميلة ومرتزقة دول الاستكبار: تريثوا قليلاً، فاليهود لا يُعجَبون بكم، بل يعجبون منكم، ويضحكون عليكم، وسواءً بقيتم على حالِ الذل الذي أنتم عليه، من تجريم عمليات الرجال الرجال، أم أُخرِستُم، فالعدو الصهيوني -ومن ورائه أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها- يُعِدُّ للجميع أسواء مما ارتكب من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، بل انظروا إلى واقع أمتكم الحالي: أليس في كل قُطرٍ عربي عدوان وحرب واقتتال، وفتن طائفية وحزبية ومناطقية وغيرها، فاعرفوا من اصطنعها.. أليس العدو الصهيوني وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وحلف شمال الأطلسي؟!! أليس يُساءُ إلى دينكم وقرآنكم كل يومٍ، ويُذاع عليكم ذلك لإهانتكم وتقزيمكم.. فافعلوا ما بدا لكم، فلله جنود لا يخشون في سبيله لومة لائم، وغداً تتحرر فلسطين، وتنتصر إرادة الله، ويتحقق وعد الله، فلا تدعوا وقوفكم مع أحرار الأمة ومجاهديها حينئذ، عسى أن تنالوا شيئا من حطام الدنيا.. وغداً سوف تندمون».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock