مقالات

مصطفى شمران …من رغد الحياة في امريكا الى احضان آلام المعذبين والمحرومين

طهران 21/حزيران/يونيو/إرنا- عالم الفيزياء النووية الايراني الاول الذي الهمه الامام علي (ع) فقررالعيش مثله وتخلى عن رغد الحياة في امريكا وتوجه ليعيش رحلة عذاب المحرومين ويتحسس آلامهم في مشارق الارض ومغاربها وليصرخ بكلمة الحق امام الجبابرة دون ان يخشى الموت ليبقى حرا أبيا.

انه “مصطفى شمران” الثائر العالمي الذي تمنى ان يكون شمعة تحترق حتى تطرد الظلام ولا يدع مجالا لسيطرة الجهل والكفروالظلم على هذا العالم ، فكان له ذلك ليصبح القائد القدوة الذي يشقى لإسعاد فقير ويسعد ببلسمة جراح يتيم ، وليختم حياة النضال والجهاد بالشهادة المباركة ليخلّد اسمه وليشهد على نصر هذا العصر.

اجل هو مصطفى العالم العظيم المتصل لا المنفصل عن هموم الناس والأمة فتجاوز الأمكنة ليجوب في رحلة الجهاد الممتدة من امريكا الى ايران ومصر ولبنان وليحاكي العقل والروح في نصرة عذابات المحرومين ومواجهة سطوة الجلادين بحيث حمل تعب وعناء الفقراء ليترجمها قضية حق على كل جبهات النضال ثقافيا وفكريا وتربويا وعسكريا فكان متواجدا في كل الساحات يعطي كلمة سر النضال والصمود والعز والانتصار فأحبه الجميع صغارا وكبارا.

كيف لا وهو القائد القدوة المحبوب الذي عاش بين الناس ولأجل عذاباتهم حفرعمره الما ووجعا وسهرا فقد حمل ثقل وتعب الناس بإمتياز والذي تنوء الجبال بحمله ليوصلهم الى ضفة الخلاص .

في امريكا استزاد الى علمه علما والى عمله اتقان معارف الفيزياء والالكترونيات ، فكان من المُجلّين الذين احتلت اسماؤهم الدرجات الاولى في اهم الجامعات متواصلا مع الطلبة هناك ليكون رائدا ومرسخا لفكر رسالي ملتزم يحاكي العقل والروح.

بعدها خلع الدعة والنعيم وتوجه الى مصر عبد الناصر لانه ارتأى وأعضاء حركة الحرية الايرانية في خارج ايران ان الحل الامثل لمحاربة حكومة الشاه هو الحل العسكري، لذلك صمموا على تأسيس قاعدة جهادية في مصر والجزائر بحيث اشرف بنفسه على اعداد الشباب لثورة تقض مضجع الشاه في ايران.

حاز على اعجاب وثقة السيد موسى الصدرالذي دعاه الى لبنان ليكون مؤسس وشريك لإنطلاقة افواج المقاومة اللبنانية (امل) واشرف بنفسه على تدريب واعداد الرجال الذين ملأوا الارض حضورا في ساحات الشهادة والعطاء في كل شبر من لبنان لمواجهة الظلم والدفاع عن الحق.

وبعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران ، عاد شمران الى الوطن لإقامة دورات تعليمية لقوات الحرس الثوري الايراني وبعدها تولى المفاوضات في محافظة كردستان حيث كانت الفوضى والحرب المسلحة فنجح بحنكته في اخماد نيران الفتنة في مدينتي باوه و مريوان.

بعدها تولى منصب وزير الدفاع في ايران وعمل على تشكيل هيئة الحروب غير المنظمة ليخلق خطا دفاعيا في جبهات غرب وجنوب ايران لمواجهة صدام وقواته في حربهم المفروضة على ايران وادت بالفعل مساعيه الى نتائج مثمرة في حركة المقاومة في ايران وخاصة في اهواز.

لقد كان مصطفى شمران حمزة عصره كما اسماه الامام الخميني (قدس الله سره)، كانت له الدنيا بمباهجها الا انه كان للاخرة لينال شرف خدمة المحرومين والمظلومين ويكون كما تمنى تراب نعل الفقراء فهو الذي ذكر في مذكّراته عن لبنان ” لقد كنت أحيا حياة رغدة في امريكا ، وكنت أملك شتّى الإمكانات، ولكن طلقت اللذائذ ثلاثا وذهبت الى جنوب لبنان حتى أعيش بين المحرومين والمستضعفين وأتذوق فقرهم وحرمانهم وافتح قلبي لإستقبال آلام وهموم هؤلاء البؤساء. لقد أردت ان اظل دائما في مواجهة الموت تحت القنابل الإسرائيلية.”

وختم حياته بعبارة انا ” ذاهب بصدر رحب لإستقبال الشهادة” ، الشهادة التي كانت بإنتظاره لتضمه الى قافلة رفقاه في الخط والنهج وليصبح امتدادا لفجر الصحابي سلمان الفارسي ويشرق برقا مضيئا في حياة المقاومين الاوائل في لبنان.

وتكريما منا لنهجك وتضحياتك مازلنا على نفس الطريق نجاهد الجهاد الاكبر والاصغر ، ونعاهدك بالوصية التي تركتها فينا ونقسم بالأخوّة التي رويت ارواحنا بها وبدماء الشهداء التي سقطت فداء للقضية وبالشجاعة التي نمت صرخة ضد كل مستكبر في اي مكان بالعالم لترفع راية الاسلام ولتخلد المجد نصرا وتحريرا.

انتهى**ر.م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock