مقالات

الحذر من الانحراف!

توفيق المحطوري

حين انحرفت الامة الاسلامية ووصل المسلمين الي ما وصلوا اليه كانت البداية لذلك الانحراف بسيطة جدا بالشكل الذي لم يدرك الكثير من ابناء الامة التي عايشت ذلك الانحراف وحتى الامم التي أتت من بعدهم لم تستوعب ما حدث ولم تستطيع تشخيص الاسباب الكامنة وراء الوضع السيئ والصعب الذي تعيشة؛ بل تعايشت مع الوضع وكأنه نتيجة طبيعية وذهبت الي اكثر من ذلك بأن نسبت كل ما حدث ويحدث للقضاء والقدر

 وان المؤمن مبتلى وكأن الله من اراد لنا ان نكون ضعفاء وجبناء واذلاء تحت اقدم الظلمة والطغاة واسيادهم من اليهود والنصارى.

وكان الله لم يعدنا بالنصر والتمكين والغلبة وبالعيش في ظل الامن والامان والاستقرار وفي ظل اجواء يسودها التراحم والاخاء والمحبة والاحسان والعطاء والتضحية.

إن حقيقة ما حصل للامة الاسلامية وما اوصلها الي هذه الوضعية هو ابتعادها عن كتاب الله وتعليماته وعن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلّم وتوجيهاته وسلوكه واخلاقه،

 ولكن هذا الابتعاد اتسع بشكل تدريجي مع الزمن بالطريقة التي ابعدت الامة الاسلامية عن رسولها وكتابها وبدون ان تشعر.

اننا اليوم وفي ظل المسيرة القرآنية وقيادتها الحكيمة معرضين الي ما تعرضت له الامة من قبل فما نسمع من اقوال ونرى من تصرفات تعتبر مؤشرآ خطيرا كونها تأتي من الداخل ومن قبل محسوبين وتقدم بشكل واسلوب تظهر صاحبها كما ظهر من قبلهم ممن انحرفوا بالامم السابقة،

إن معركتنا الاخطر هي معركة الوعي ، معركة تقديم الحق سلوكا في واقعنا العملي ثم تأتي معركتنا في ساحات القتال مع العدو والنصر الحقيقي هو الانتصار الاخلاقي .. الانتصار في معركة الوعي والقيم والسلوك واي نصر في معركة القتال لا يرافقه نصر اخلافي وتوعوي وثقافي فهو نصر زائل ومنتهى مع مرور الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock