مقالات

الأمويون وأحاديث فضل صيام عاشوراء

عدنان أحمد الجنيدلا يوجد من يجهل ماهو يوم عاشوراء، إنه العاشر من شهر محرم الحرام، اليوم الذي استشهد فيه أحدُ خمسة أهل الكساء، أحد سَيِّدَيْ شبابِ أهل الجنة، سبطُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ابن (عليٍّ ، والزهراء)، الإمام (الحسين) عليه السلام، في (كربلاءَ) على أيدي أحذية (يزيد بن معاوية بن أبي سفيان) “الدعي بن الدعي”، الذي ورث الملك عن أبيه، فقضى بالعسف، وجار وطغى، وارتكب كل المنكرات، وعلى رأسها قتله للحسين..
– فهل يوم عاشوراء يوم عيد للمسلمين، أم هو يوم حزن وكآبة؟!!..
– هل للمسلمين أن يبدوا فيه الأفراح أم الأتراح؟!!..
– هل يصومون ويلبسون الجديد ابتهاجاً به، أم يستذكرون مآثر البطل الذي أنقذ العالم بثورته، وغير مسار التاريخ بتضحيته هو وأهله وبنو عمومته، والسير على نهجه وطريقته؟!..
– فمن أين أتانا تشريع صيام يوم عاشوراء والإبتهاج فيه، باعتباره عيداً، ويوماً سعيداً؟!!..
– وما مدى تأثير (النواصب، واليهود) على شعائرنا الدينية، بمقياس عاشوراء ؟!!!..
• هذا ما أتناوله في مختصر هذه الدراسة، وبالله التوفيق، وعليه التكلان.

نحن لا نرى بأساً في صيام أي يوم من أيام السنة، باستثناء العيدين، ولكن الغرابة في الاهتمام الشديد، لدى الكثير من الناس، بصيام يوم العاشر من شهر المحرم، وإظهار الفرح فيه، واعتباره سنةً مؤكدةً، بل فريضة أمر بها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.. هذا عند البعض، والبعض الآخر يرى أن صومه كان فريضة، إلا أنه نُسخ بقوله تعالى : (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..)[البقرة : 185].

كُلّ هذا يجعلنا في موضع استغراب ودهشة من هذا الاهتمام، الذي جاء في غير محله…
والعجيب أن الناسَ في اليمن، سيما في السنوات الماضية وماقبلها، كانوا في كل سنة في بداية شهر المحرم، يستعدون لصيام عاشوراء ولهم به شغَفٌ واهتمامٌ، وكأنه صومٌ مفروضٌ عليهم.. بل وجدنا خطباء المنابر، في أول جمعة من شهر المحرم، يحثون الناس على صيامه، ويسردون الأحاديث في فضله، ناهيك عن توزيع المنشورات، ولصق الملصقات، التي تتكلم عن فضائل هذا اليوم، على جُدران المساجد..
فيا ترى لماذا لم يكن هناك مثل هذا الإهتمام في صيام (يوم عرفة) مثلاً، وهو أفضلُ من (يوم عاشوراء)، من حيثُ غفران الذنوب وزيادة الأجور؟!
ولماذا أيضاً لم يوجه اهتمامهم لصيام (الست من شوال)، أَوْ أي يوم وردت بفضله الأحاديث ؟!.

إن سر اهتمامهم بصيام عاشوراء، وإظهار الفرح بهذا اليوم بالتحديد، سنعرفه في ثنايا هذه الدراسة المختصرة.

وسأبدأ بذكر أدلتهم التي تمسكوا بها في صيام عاشوراء، وأقوم بمناقشتها، حتى يتضح، للقارئ المنصف، الحق من الباطل، والرفع من الوَضع..

روى البخاري(1) بسنده، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال : “قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يومٌ صالحٌ، هذا يوم نَجَّى اللهُ بني إسرائيل من عدوهم، فصامه (موسى). قال: فأنا أحق بموسى منكم، وأمر بصيامه “.

• قلت: إن قدومه “صلى الله عليه وآله وسلم” المدينةَ كان في ربيع الأول، فكيف وجدهم يصومون عاشوراء، وهو العاشر من شهر المحرم؟!

– فإن قالوا: بأنه صلى الله عليه وآله وسلم انتظر حتى جاء شهر المحرم، فوجد اليهود يصومون عاشوراء، فأمر المسلمين أن يصوموه..!!

• قلنا لهم: كيف وجدهم يصومون عاشوراء مع أنَّ حسابهم للشهور غير حساب المسلمين؟!

– فإذا قالوا: ربما كان حسابهم بالسنين الشمسية، فصادف يومُ عاشوراء بحسابهم اليومَ الذي قدم فيه النبي صلى الله عليه وَآله وسلم..!!

• نقول: وهل كُلّ سَنَة يصادف حسابُهم يومَ عاشوراء؟!
هذا عدا عن أن إسم عاشوراء إسلامي، لم يُعرف في الجاهلية، كما في (النهاية) لابن الأثير..

والعجبُ أن هناك روايةً تقول : أن رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : –بعد أن أمرهم بصيام عاشوراء – ” فإذا كان العام الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا اليوم التاسع قَالَ – أي الراوي – فلم يأت العام الْمُقْبِلُ حتى تُوُفِّيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم “(2)

• أقول: إن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد رأى اليهود يصومون عاشوراء في السنة الثانية –إن لم نقل في الأولى، أَوْ حتى في الثالثة أَوْ الرابعة أَوْ الخامسة- .. فلماذا لم يصم تاسوعاء في العام الذي يليه، طالما أنه قال : “ إذا كان العام الْمُقْبِلُ صُمْنَا اليوم التاسع “!!..
ومعلوم أن وفاتَه صلى الله عليه وآله وسلم كانت في السنة الحادية عشرة؟!..

فهل يُعقل أن يبقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة تسع سنوات –إذا فرضنا أنه صام عاشوراء في السنة العاشرة– ولم يعلم بصوم عاشوراء، ولم يَرَ اليهود يصومون هذا اليوم، أو يسمع بذلك إلا قبل وفاته بسنة، ثم توفي ولم يدرك صوم تاسوعاء!!
هذا مع أن اليهود في يوم عاشوراء يفعلون العكس، فهو بالنسبة لهم يوم عيد (يسمى بعيد الفصح كما في كتبهم)، وليس يوم صيام، بل يجب عليهم فيه الذبح والأكل .. انظر العهد القديم (التوراة – سفر الخروج ) تجد صدقَ ما قلناه..

ولقد اطلعتُ على بعض المواقع والمجلات، وفيها أن أحدَ الباحثين قام بالإتصال بجامعة (ستانفورد) في الولايات المتحدة، فسألهم عن صيام اليهود في عاشوراء، فأجابوه بأن اليهود لا يصومون هذا اليوم أصلاً.. وأكد الباحث ذلك بقوله: يمكن التأكد من هذا بالاتصال بالجامعة عن طريق الإنترنت..

ثم إن هذه الروايات تنسب الجهل إلى رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم”، ففي بعضها أنه قال : (سلوهم لِمَ يفعلون ذلك ؟ ).. وكأنه “صلوات الله عليه وآله” لا يعلم شيئاً من التشريع !!..

ومما يدل على عدم صحة أحاديثهم التي تحث على صيام عاشوراء، هو أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يكرهُ موافقة أهل الكتاب في كُلّ أحوالهم، حتى قالت اليهود: “ما يريد هذا الرجلُ أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا”.
وفي الحديث: “من تشبه بقوم فهو منهم”..

هذا إذا كان اليهود يصومون هذا اليوم، مع أنك قد علمت سابقاً بأنهم لا يصومون هذا اليوم، بل يفعلون عكس ذَلك..

ولو سلّمنا -جدلاً- بأنهم يصومون عاشوراء، فهل يعقل أن يتبع الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” شرائع اليهود الذين حرّفوا الكلم عن مواضعه؟!.. قال تعالى: ( مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ)[النساء :46]..
لا يُعقل ذَلك؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم قد نهى المسلمين عن اتباعهم والأخذ عنهم…
فقد روي عن أحمد(3)، عن جابر بن عبدالله، أن عمرَ بن الخطاب أتى النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه على النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” فغضب وقال: (أمهوّكون فيها يا بن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لو أن موسى حياً ما وسعه إلا أن يتبعني).
وفي رواية: فغضب، وقال: (لقد جئتكم بها بيضاء نقية. لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فيخبروكم بحق فتكذِّبوا به، أَوْ بباطل فتُصَدِّقوا).
وروى البخاري(4)، من حديث الزهري، عن ابن عباس، أنه قال: “كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحدث الكتب، تقرأونه محضاً لم يُشَبْ (5)، وقد حدثتكم أن أهل الكتاب بدّلوا كتاب الله وغيّروه، وكتبوا بأيدهم الكتاب وقالوا هو من عند الله، ليشتروا به ثمناً قليلاً!!.. ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم! لا والله ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذي أنزل إليكم!!”.

وروى ابن جرير، عن عبدالله ابن مسعود، أنه قال: “لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، إما أن تكذبوا بحق، أَوْ تصدقوا بباطل”(6)..

• قلتُ: وأما الأحاديث التي تبيح الأخذ عن بني إسرائيل، فإنها مفتعلة من قبل أحبار اليهود، الذين أرادوا بوضعها تمهيد السبل، لبث خرافاتهم، ودجلهم، وأكاذيبهم في مصادر ثقافتنا الإسلامية، وهدفهم من وراء ذلك كله هو إبعاد المسلمين عن كتاب الله تعالى، وتشويش الفكر الإسلامي.

وفعلاً استطاع الكاهنان (كعب، ووهب) أن يبعدوا كثيراً من الناس عن كتاب الله، وذَلك أن بعضَ الصحابة قد اغـتروا بإسلامهما، فأخذوا يروون عنهما تلك الإسرائيليات، التي ملأت كتبَ التفاسير، والتي تتعارض مع كتاب الله تعالى، وتتنافى مع عصمة الأنبياء عليهم السلام، وتتنافى أيضاً مع الذوق السليم والعقل السليم.

ممَا مَرَّ سابقاً، يتضح بجلاء، لكل ذي لب وإنصاف، بأنَ الأحاديثَ التي يستدلون بها على صيام عاشوراء باطلة..
وأما الأحاديث التي وردت في فضل عاشوراء فهي موضوعة، وقطعاً افتعلها الأمويون، بقصد أن ينسى المسلمون (فاجعة كربلاء) التي استشهد فيها (الإمام الحسين) سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. الذي قال فيه الرسولُ الأكرم: (حسيـــن مني وأنا من حسيـــن. أحـــــب الله من أحـــــب حسينـــــا).
فقد كان استشهاده هو وأهل بيته “عليهم السلام” في العاشر من المحرم، ولأن المسلمين كانوا يقيمون في هذا اليوم المعازي والمآتم الحسينية، فقد خاف الأمويون على ملكهم من قيام ثورات حسينية، ومن ثم عمدوا إلى وضع أحاديث في الفضائل، تنص على (الصيام، وبذل الصدقة، وإطعام الطعام، والفرح، والاستبشار) بيوم عاشوراء، وكأنه عيد.

يقول البيروني -بعد ذكر ما جرى على الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء- : “فأما بنو أمية، فقد لبسوا فيه ما تجدد، وتزينوا، واكتحلوا وعيدوا، وأقاموا الولائم والضيافات، واطعموا الحلاوات، وجرى الرسمَ في العامة على ذلك أيام ملكهم، وبقي فيهم بعد زواله عنهم، وأما أهل البيت وشيعتهم فأنهم ينوحون ويبكون أسفاً لقتل سيد الشهداء فيه”.(7).

ويقول المقريزي (8) -بعدما ذكر أن العلويين المصريين كانوا يتخذون يوم عاشوراء يوم حزن تتعطل فيه الأسواق- : “… فلما زالت الدولة، اتخذ الملوك من بني أيوب يوم عاشوراء يوم سرور، يوسعون فيه على عيالهم، وينبسطون في المطاعم، ويتخذون الأواني الجديدة، ويكتحلون، ويدخلون الحمام جرياً على عادة أهل الشام، التي سنَّها الحجاجُ في أيام عبدالملك ابن مروان، ليرغموا به شيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، الذين يتخذون يوم عاشوراء يومَ عزاء وحزن على الإمام الحسين؛ لأنه قتل فيه…، -إلى أن قال- وقد أدركنا بقايا مما عمله بنو أيوب، من اتخاذ عاشوراء يوم سرور وتبسط…”..

إذاً فهذه الأحاديث، التي وردت في فضل عاشوراء، موضوعة، وقد أنكرها كثيرٌ من الأئمة، فهذا الإمام (جعفر الصادق) يقول: (لما قُتل الحسين عليه السلام، تقرَّب الناس بالشام إلى يزيد، فوضعوا له الأخبار،َ وأخذوا عليها الجوائز من الأموال، فكان مما وضعوا له أمرُ هذا اليوم، فقالوا إنه يوم بركة، ليعدل الناسُ فيه عن الجزع والبكاء والمصيبة والحزن، إلى الفرح والسرور والتبرك).

وقد أنكر (ابن حجر الهيثمي) أحاديثَ فضائل عاشوراء، في صواعقه المحرقة (9) ..

وحتى (ابن تيمية)، وهو مرجع الوهابية، حكم عليها بالوضع، إذ يقول في كتابه (10) “اقتضاء الصراط المستقيم”: (… وإظهار الفرح والسرور يوم عاشوراء، وتوسيع النفقات فيه هو من البدع المحدثة، المقابلة للرافضة).

والعجيب أن الفقهاء تقبلوا هذه الأحاديث، في فضائل عاشوراء، تقليداً أعمى لمن سبقهم، دون تمحيص لها..

والأعجب أن الناس، في يوم عاشوراء، كانوا (يُنَصِّرون) على أسقف بيوتهم (أي بإشعال النيران) فرحاً واستبشاراً بهذا اليوم، وهذا كان يحدث قبل أكثر من خمسة وعشرين عاماً في اليمن، بحسب ما أخبرني الثقاة.. وهذا (التنصير) كان يحدث في قرى ( مديرية صَبِرْ – محافظة تَعِز)، حتى أن الناس كانوا لا يدرون لماذا (ينصّرون)، ومع مرور الزمن، تبين لهم أن هذا الفعلَ (التنصير) إنما أحدثه النواصب، فرحاً بمقتل (الإمام الحسين) وأهل بيته وشيعتهم عليهم السلام.

وفعلاً انتهى (التنصير) إلى يومنا هذا، في قرى (صَبِرْ) وما حولها، بفضل جهود الصالحين.

وهذا (التنصير) إنما ابتدأ به (صلاح الدين الأيوبي)، فقد جعل من يوم عاشوراء عيداً في (مصر)، ولم يكن معروفاً فيها، وقد سبق أن ذكرنا ما ذكره المقريزي آنفاً.

• قلت: ولا يُلامُ من بكى على شهيد الإنسانية (الإمام الحسين) عليه السلام، فإذا كان سيدُنا (يعقوب) عليه الصلاة والسلام بكى على فقدان ولده سيدنا (يوسف) عليه الصلاة والسلام، حتى ابيضَّت عيناه من الحزن، كما أخبرنا الله تعالى عنه في القرآن الكريم، فكيف لا يبكي عشاقُ (الحسين) ومحبوه، وقد ذبحه كلابُ النار، وفصلوا رأسه عن جسده، عليهم من الله اللعنة السوداء، فلا غرو أن يحزن الناس، بل الإنسانية جمعاء لها أن تبكيَ عليه إلى قيام الساعة..

وما أحوج أبناء الأمة الإسلامية في هذا العصر، إلى التأسي بالإمام (الحسين)، والسير على نهجه، في الوقوف ضد الطغاة والمستكبرين، وعدم الإستسلام لهم، وليكن شعارهم في مواجهة المستكبرين، ماقاله الإمام (الحسين) لطغاة عصره وجبابرة مصره (هيهات منا الذلة)..

فسلامُ الله على الحسين ..
وعلى أصحاب الحسين ..
وعلى مَن والَى الحسين إلى يوم الدين.

………الهامش………

(1) صحيح البخاري [2/953] برقم (2539).

(2) رواه مسلم (1916)

(3) “مسند أحمد بن حنبل”[349/23] برقم(15156) مؤسسة الرسالة. الطبعة الثانية.

(4) “صحيح البخاري” [953/2] برقم (2539).

(5) أي لم يخلط بشيء غيره، ولم يبدل، ولم يغير.

(6) انظر: “جامع البيان” لابن جرير الطبري [49/20] و “أضواء على السنة المحمدية” ص 136 للشيخ محمود أبو ريَّة. دار المعارف- الطبعة السادسة.

(7) ” الكنى والألقاب” للبيروني [ 431/1]

(8) في كتابه ”الخطط والآثار” [490/1].

(9) انظر: (الصواعق المحرقة) لابن حجر [534/2]. الطبعة الأولى 1997م.

(10) “اقتضاء الصراط المستقيم ” [300/1] الطبعة الأولى . تحقيق محمد حامد الفقي.
__________
#المركز_الإعلامي_لملتقی_التصوف
http://telegram.me/islamsofi

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock