مقالات

زينب (عليها السلام) والتكليف الإلهي

من جملة نجاح السيدة زينب (عليها السلام) في إيصال رسالة الإمام الحسين (ع) أنها كانت تقرن التبليغ مع العمل، وكانت تسعى للعمل بالتكليف الإلهي ولم تتساهل في قضايا الحلال والحرام.

يروى أن الناس في الكوفة تقدموا إلى الأسرى مشفقين على الأطفال فأخذوا يقدمون لهم الخبز والتمر، عند ذلك علا صوت أم كلثوم[1] قائلة لهم: الصدقة حرام علينا فكانت تأخذ الخبز والتمر من الأطفال وتعيده إلى الناس[2]. والأكثر من هذا أنها كانت تقسم طعامها بين الأطفال فبقيت ثلاثة أيام جائعة لم تأكل شيئاً وكل ذلك كي لا تسمح بدخول الصدقة إلى أفراد القافلة.

زينب (عليها السلام) والحجاب
من الموارد العملية الأخرى التي كانت محط عمل تبليغي من قبل السيدة زينب (عليها السلام) هو حفظ الحجاب، فحافظت السيدة زينب (عليها السلام) على الحجاب والابتعاد عن الأنظار حتى في أكثر الظروف صعوبة.

يقول الراوي: عندما رجعت من سفر الحج، دخلت الكوفة فوجدت الأسرى قد دخلوها ورأيت الإمام السجاد (ع) على بعير، فسألت: من هي؟ فقالوا: زينب الكبرى، رأيتها تتحدث إلى الناس بصوت عالٍ تطلب منهم غض الأبصار عن آل بيت رسول الله (ص) وتطلب منهم الحياء من الله ورسوله[3]…

أرادت السيدة زينب (عليها السلام) من خلال عملها أن تنبه الجميع إلى أن الإمام الحسين (ع) وأصحابه قد استشهدوا من أجل احياء الأحكام الإلهية، ولهذا السبب أيضاً اقتيد النساء والأطفال أسرى، وأن بني أمية ويزيد على وجه التحديد هم الذين يعملون على تحريف الدين الإلهي.

الدعاء والعبادة
الدعاء والعبادة واحد آخر من الأساليب التي اتبعتها السيدة زينب (عليها السلام). كانت تعلم بأن الأعداء ينتظرون منها أي موقف يدل على الضعف إلا أنها وقفت أمام الشهداء وتوجهت نحو جسد أبي عبد الله (ص) ودعت الله تعالى: «اللهم تقبل منا هذا القربان»[4].

ويشير هذا الدعاء إلى صلابة السيدة زينب وثباتها رغم المصائب التي لحقت بها، ثم خاطبت الله تعالى قائلة: «يا عماد من لا عماد له ويا سند من لا سند له يا من سجد لك سواد الليل وبياض النهار وشعاع الشمس وحفيف الشجر ودوي الماء يا الله، يا الله، يا الله»[5].

وقد دعت في مجلس يزيد قائلة: «… اللهم خذ بحقنا وانتقم من ظالمنا واجعل غضبك على من سفك دمائنا ونقض دماؤنا وقتل حماتنا وهتك عنا سدولنا»[6].

عنايت الله شريفي، مجلة مبلغان

[1] يعتقد البعض أن المقصود من أم كلثوم هنا السيدة زينب (عليها السلام).
[2] بحار الأنوار، ج4، ص114.
[3] مقتل المقرم، ص371.
[4] المصدر نفسه، ص307 .
[5] آل بيت النبي في مصر، ص52 ـ 53.
[6] بحار الأنوار، ج45، ص133 ـ 135.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock