مقالات

أعلى وأدنى الأعمال قيمة

أكثر الأعمال قيمة:
يوجد عاملان مؤثران في تعيين أفضل الأعمال وأكثرها قيمة أحدها خلوص النية أيّ الإتيان بالعمل فقط من أجل التقرّب إلى الله وكسب رضاه، وثانيهما كون الإتيان بالفعل موجباً لدرك الاحتياج الكامل إلى الله وموجباً لتأمين أعلى درجات الرضا من قبل الله.

وبالالتفات إلى درجات النية فقد اعتبر الإسلام أنّ العمل الناشى‏ء عن النية الخالصة القربية هو أفضل الأعمال وأكثرها قيمة.

عن الإمام علي عليه السلام أنّه قال: “خير العمل ما صحبه الإخلاص”([1]).

كذلك فإنّ عبادات الناس لها درجات مختلفة من حيث النية فتارة تكون لمجرد التقرب إلى الله وتارة أخرى من أجل الوصول إلى النعم الأخروية أو النجاة من النار والعذاب.

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: “إنّ العباد ثلاثة: قومٌ عبدوا الله عزَّ وجلَّ خوفاً فتلك عبادة العبيد، وقومٌ عبدوا الله تبارك وتعالى لطلب الثواب فتلك عبادة الأجراء، وقومٌ عبدوا الله عزَّ وجلَّ حبّاً له فتلك عبادة الأحرار وهي أفضل العبادة”([2]).

وفي هذا المجال أيضاً يقول الإمام عليّ عليه السلام: “إلهي ما عبدتك خوفاً من عقابك ولا طمعاً في ثوابك ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك”([3]).

وكذلك فقد ورد التعبير في النصوص الدينيّة عن العديد من الأعمال من حيث شكل العمل بأنّها من أفضل الأعمال، ومن جملتها يمكن الإشارة إلى أنّ أفضل أشكال إظهار العبودية هو هداية الناس إلى الصراط المستقيم والإحسان إلى عباد الله وخدمتهم، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمنٍ تطرد عنه جوعته وتكشف عنه كربته”([4]).

وعن الإمام علي عليه السلام قال: “الله الله في الصلاة فإنّها خير العمل”([5]).

ونقل عنه أيضاً أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له يوم خيبر: “لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس”([6]).

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً أنّه قال: “أحبّ عباد الله إلى الله جلّ جلاله أنفعهم لعباده وأقومهم بحقه”([7]).

أسوأ الأعمال قيمة:
إنّ الأعمال الموجبة لإعراض الإنسان وإدباره عن الله والمبارزة معه نظير الشرك والنفاق والتكبّر على الله، وكذلك الزهد بمن هو محتاج إلى محبتنا وعطفنا، وإضلال الناس، تعتبر من أسوأ الأعمال، واعتُبر المرتكب لها بأنّه من أظلم الناس وأبغض العباد إلى الله.

يقول الله في قرآنه الكريم: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا”([8]).

“إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا”([9]).

“إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ”([10]).

وعن الإمام الباقر عليه السلام ، قال: “وما أحدٌ أبغض إلى الله عزَّ وجلَّ ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل ما عنده”([11]).

ويقول الله عزَّ وجلَّ أيضاً في قرآنه الكريم: “فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ([12]).

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّ رجلاً من خثعم جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أيّ الأعمال أبغض إلى الله عزَّ وجلَّ؟

فقال: الشرك بالله، قال: ثمّ ماذا؟ قال: قطيعة الرحم، قال: ثمّ ماذا؟ قال: الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف([13]).

وبناءً على ذلك فإنّ أعمال الإنسان من جهة النية ونوع العمل ذات مراتب مختلفة من القيمة، وكذلك فإنّ للأفراد درجات مختلفة من ناحية القيمة الأخلاقيّة: “وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ”([14]).

أسس الأخلاق، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

([1]) عبد الواحد بن محمّد التميمي الآمدي، غرر الحكم ودرر الكلم، ص 155.
([2]) محمّد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج‏2، ص 84.
([3]) محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج‏41، ص 14.
([4]) محمّد بن الحسن الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج‏16، ص 353.
([5]) محمّد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج‏7، ص 52.
([6])محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج‏32، ص 448.
([7])نفس المصدر، ج 4، ص 154.
([8])السجدة 32: 22.
([9])النساء 4: 116.
([10])النساء 4: 145.
([11]) محمّد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج‏2، ص 290.
([12]) الأنعام 6: 144.
([13]) محمّد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج‏2، ص 290.
([14]) الأحقاف 46: 19

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock