مقالات

مقالات عامة نمشي إلى الإمام الحسين(ع)، اُسرةً..

بسم الله الرحمن الرحيم

نمشي إلى الإمام الحسين(ع)، اُسرةً..

د. أحمد الشامي

نمشي إلى كربلاء، وأنفاسنا تسابق خطواتنا نحو تلك الأرض، التي أراد الطاغية لترابها أن تُخفي وتطمس حقيقة أفظع جريمة ارتَكبها بحق عترة النبي الأكرم(ص)، وقد صار هذا التراب سجدةَ صلاةٍ تُعين الباحث عن الحقيقة لمصافحة ومبايعة الحق.

نمشي إلى كربلاء، التي أستُعين بماء نهرها ليمنع الحياة عن الثوار الحسينيّين، بمن فيهم طفلهم الرضيع، فصارت دماؤهم تجري في شرايين قلوب الأحرار لتجعلها أكثر طهارةً وقُدرةً على صناعة الحياة.

خرجنا إلى كربلاء من بيوت جُبِلت فيها نِطفتنا على علاقة فطريَّة مع الله، وعلى حب محمد وآل بيته الأطهار(ع). فأهلنا، هم من أسمَعونا الآذان في لحظة ولادتنا، وآيات القرآن تلاوةً وحضورًا في جنبات بيوتنا، وهم أوّل من مشى فينا إلى المسجد للصلاة، وإلى مكانٍ يُقام للإمام الحسين(ع) مأتمًا للمواساة، ولمّا لامست دموعهم المتألّمة وجوهنا حرقة على مصاب أهل البيت(ع) صارت فيض حبٍّ يغمر قلوبنا. وقد ألبسونا السواد حزنًا، ووضعوا العَصبة على جباهنا لننطلق في رحلة النصرة لإمامنا المهدي(عج).

نأتيها من كل نواح الدنيا، نساءً ورجالًا، كبارًا وشبابًا وأطفالًا، كما فعل إمامنا الحسين(ع) عندما خرج في ثورته، فالقادم إليه زائرًا ما إن يلتحق بركبه حتى يصير فردًا من أُسرته، وقد علّمنا بأنّ السبيل لمواجهة فساد الطغاة والظالمين يبدأ من الأسرة المتماسكة والمنيعة والقادرة على صنع الإنسان الناصر للحق والتغيير. والسلام..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock