منوعات

تنظيم أحوال الطفل اليومية

ثمة أمور ثلاثة لا يمكنك ان تجبري الطفل على أن يقوم بها, سواء أعجبكِ ذلك أم لم يعجبك. لا يمكنكِ ان تجبريه على أن يأكل ولا يمكنك ان تجبريه على أن ينام كما لا يمكنك أن تجبريه على استخدام المرحاض.

والأمر المثير للسخرية هو أن العديد من الصراعات على السلطة التي يواجهها الأهل مع أولادهم الصغار والصبيان في سنّ الحضانة تدور حول هذه المواضيع بالتحديد. كلما دار التحدي حول جسد ابنك فهو من يتحكم بما يجري. ويقضي عملك بأن تحددي المرحلة وان تعلميه المهارات اللازمة وتدعي إبنك يقوم بما تبقّى.

أوقات الوجبات , الوجبات الخفيفة وتحديات أخرى:

غالبا ما يختلف الأطفال الصغار وأهاليهم بشأن الأكل. يحب الأهل عموما فكرة الوجبات الثلاث; وهم يريدون لأولادهم أن يتناولوا مأكولات صحية وأن يأكلوا ما يضعونه أمامهم من دون تذمر وأن يتعاونوا بشأن الوجبات الخفيفة وخيارات الطعام الأخرى.

ان الأكل أسهل بكثير في الواقع مما يظنه معظم الأهل: يجب أن تأكل عندما تجوع وان تتوقف عن تناول الطعام حين تشعر بالشبع. عندما يجبر الأهل الأولاد على تناول الطعام ويعاقبونهم لتجنبهم بعض الأصناف ويقدمون لهم مأكولات خفيفة غنية بالسكر او يطهون الوجبات بحسب الطلب فهم يتدخلون عادة في عملية الأكل الطبيعية ويؤثرون فيها.

قد تقلقين بشأن ما يتناوله إبنك لأنك تريدين أن يكون في صحة جيدة. لعلك ستسترخين حين تعلمين أن الأطفال يأكلون عادة ما يحتاجونه مع الوقت (باستثناء حالات المرض او الظروف الخاصة الأخرى). بمعنى آخر , يمكن لإبنك ألا يتناول كافة فئات المأكولات كل يوم وقد يرغب في الواقع في أن يتناول المعكرونة والجبن لأيام متتالية. لكن إذا كان إبنك بصحة جيدة ونشيطا فسيختار عادة ان يأكل ما يحتاجه… في نهاية الأمر.

تقديم المأكولات الصحية:
تقضي مهمتك بأن توفري المأكولات الجيدة فيما تقضي مهمة إبنك بأن يتناولها. إن القليل من الوجبات السريعة او السكاكر لن تلحق بابنك ضررا دائما (لا حاجة لأن تحرميه من السكاكر في الأعياد) إنما حِدّي من كمية المأكولات الغنية بالدهون والسكر. قدّمي له بدلا من ذلك الفواكه والخضار ومشتقات الحليب وغيرها من المأكولات الخفيفة الصحية.

اجعلي من الوجبات العائلية تقليداً:
حاولي أن تجمعي عائلتك كلها على وجبة العشاء كل ليلة لكن لا تجبري إبنك على تناول الطعام.

أظهرت الدراسات ان نتائج الأطفال في المدرسة تتحسن كما يتحسن سلوكهم ويبتعدون أكثر عن الكحول أو المخدرات إذا ما اجتمعت العائلة لتناول الطعام معا ثلاث مرات في الأسبوع على الاقل . إنما احرصي على ان تكون الوجبات العائلية لذة وليس معركة . من المفيد ان تقدمي على الأقل صنفا واحدا تعلمين ان إبنك سيأكله بسعادة. ادعيه لتناول أصناف جديدة لكن لا تدعيه يجلس الى الطاولة وحيدا يحدق في الفاصوليا التي لا يرغب في تناولها. سيتعلم وحسب ان يقاومك انت والأكل معا . ركزي على التواصل والحوار .

دعي الأولاد يشاركون:
دعي أولادك يشاركون في التخطيط للوجبات وفي التسوق وفي تحضير الطعام . يحب الأطفال ان تتم دعوتهم ويقاومون عادة الأوامر. يمكنك ان تعطيه لائحة تسوق صغيرة خاصة به (استخدمي الصور ان كان لا يستطيع القراءة بعد) وساعديه على ان يتسوق. يمكن حتى للأطفال الصغار ان ينظفوا الخس بالماء وان يضعوا شرائح الجبن على الهمبرجر وان يعدوا الطاولة. من المرجح ان يأكل ابنك شيئا شارك في إعداده.

الطهي وفقا للطلب:
حذار عادة الطهي وفقا للطلب ! وجدت إحدى الأمهات المرهقات نفسها تطهو ثلاث وجبات مختلفة لأولادها الثلاثة كل ليلة قالت: (لن يأكلوا إذا لم أقدم لهم ما يريدونه). ان تقديم خدمة خاصة لابنك ستولد طلبا للمزيد من الخدمات المماثلة.

حضري وجبة واحدة للعائلة ; اذا رفض إبنك ان يأكل فاعلميه بموعد الوجبة التالية. إذا كان إبنك كبيرا بما يكفي فيمكنك ان تمنحيه خيار تحضير سندويش بنفسه أو أي طعام آخر بسيط. تذكري ان تكوني لطيفة وحازمة في الوقت نفسه.

يمر كافة الاولاد بمراحل مع الطعام والبعض منهم يتصرف بشكل أفضل عندما يُسمح له بأن يأكل بدلا من الإنتظار حتى الوجبة التالية. استرخي وافعلي ما في وسعك كي تؤمني أوقات وجبات هادئة ومفيدة… واعطي ابنك نوعا جيدا من الفيتامينات المتعددة.

اتباع أسلوب حياة صحي:
إذا كنتِ تتابعين الأخبار مؤخرا فلا بد انكِ تدركين ان الأطباء قلقون من ازدياد البدانة عند الأطفال. يميل اكتساب الوزن في السنوات الأولى من الحياة الى وضع معايير من الصعب ان يتم تغييرها في وقت لاحق وقد يؤدي الى مشاكل صحية تدوم مدى الحياة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم. إن سنوات الحضانة هي الوقت المثالي لمساعدة إبنك على أن يتعلم كيف يعيش حياة صحية.

تنبيه !

ليس حكيما ان تجعلي إبنك الصغير يتبع حمية. يتفق أطباء الأطفال على ان الحدّ من كمية الطعام التي يتناولها الأطفال في طور النمو من شأنه ان يثير صراعات على السلطة وأن يتسبب بمشاكل عاطفية تؤدي الى اضرار بقدر المشاكل الجسدية. من الافضل ان تركزي على المدى الطويل: انتبهي للعناصر الغذائية وشجعيه على ممارسة الرياضة وأخضعيه للفحص الطبي بشكل منتظم.

👌ستكونين دوما أفضل معلم لطفلك. واذا جلست طيلة النهار أمام التلفزيون وأنتِ تتناولين المأكولات غير الصحية من سكاكر ورقائق البطاطا المقرمشة فستجدين صعوبة في إقناعه بأن لا يفعل مثلك. إذا مارستِ الرياضة بانتظام وأكلتِ مأكولات صحية ولم تطيلي البقاء أمام شاشة التلفزيون ولم تكثري من لعب الألعاب الإلكترونية وغيرها من الألعاب التي لا تتطلب جهدا جسديا أو فكريا فمن المرجح ان يتعلم إبنك العادات الجيدة.

♦️ان افضل طريقة لتساعدي إبنك على ان يتناول الطعام الصحي بشهية هي ان تشجعي النشاطات الصحية. يمكن ان يكون هذا صعبا على الأهالي الذين يعملون والذين يضعون أولادهم في مراكز الرعاية لكن ابذلي قصارى جهدك كي يبقى إبنك نشيطا. خططي لنشاطات عائلية مسلية واستمتعا بتنشيط شهيته معا.

المؤلف: شيريل ايروين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock