مجتمع

مقابلة سياسية عن أبرز القضايا مع الأستاذة هناء العلوي عضو المجلس السياسي لأنصار الله

مقابلة سياسية عن أبرز القضايا مع الأستاذة هناء العلوي عضو المجلس السياسي لأنصار الله

حاورها علي العلوي – إعلامي بملتقى الوعي والتلاحم الشبابي

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

تعريف مختصر للأستاذ هناء العلوي:

  • عضو في المجلس السياسي لأنصار الله
  • عضو مشارك في الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة في مؤسسات الدولة
  • وكيل قطاع المرأة في وزارة الشباب والرياضة
  • رئيس جمعية الارتقاء التنموية

أجرى ملتقى الوعي والتلاحم الشبابي مع الأستاذة هناء العلوي مقابلة سياسية – اقتصادية حول أبرز القضايا التي يعاني منها اليمن ومنها الفساد المتجذر في مؤسسات الدولة وطرق مكافحته، ومسألة تغيير بعض الفاسدين من مكان إلى آخر، ومشكلة وجود أنصار الله في هرم الدولة كواجهة للفساد حسبما يرى البعض والخطوات التي من المفترض أن يتخذوها طالما الأمر والنهي بيدهم حسبما يعتبر البعض، كما حوت المقابلة الأسباب التي نتج عنها تدهور الاقتصاد وأبرزها العدوان والحصار وأهمية إشراك المرأة في التنمية والاهتمام بالزراعة والإنتاج المحلي.. والرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة والتحديات التي تواجهها وهل هي حبر على ورق، فإلى نص المقابلة:

س1/ نسمع دائما بأن هناك فسادا في مؤسسات الدولة، لماذا لا يتم مكافحة هذا الفساد، وما دور الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في ذلك؟

بالنسبة للفساد الموجود في مؤسسات الدولة أستطيع القول بأنه منظومة مكتملة من الفساد الإداري والمالي، فهذه المنظومة متوسعة ومتأصلة ومتجذرة، الفساد متجذر في مؤسسات الدولة منذ عقود، فبالتالي أي إصلاح لهذا الفساد يحتاج إلى وقت حتى نعود إلى الوضع الطبيعي لمؤسسات الدولة، أولا، الأنظمة، اللوائح، والإجراءات متقادمة وقديمة وتحتاج إلى عمل من جديد، كذلك أيضا إلى جانب الأنظمة واللوائح الإدارية وغيرها التي تسهل عملية الفساد، أقول بأن الإنسان في ذاته هو بحاجه إلى إعادة تأهيل، المسؤول في الدولة والموظفين في الدولة، يعني من خلال ما لمست لا يستشعر الموظف بأنه مسؤول وأن الدولة هي مكان لخدمة المواطنين وخدمة الشعب، وأن المال الذي بين يديه هو مال عام، ولا يحق له التصرف في أشياء لمصالحه الشخصية، فهذا الاستشعار حقيقة لا يوجد، يعني يأتي الموظف ويأتي المسؤول ويعتبر بأن المال مال الدولة هو مال من حقه التصرف فيه، ومن حقه أن يأمر ويحول المبالغ التي يريدها تحت أي مبررات كانت، فبالتالي لا بد من توعية الموظفين باستشعار المسؤولية الهامة، توعية الموظف وربطه بأن المال العام هذا ليس مال للتصرف، بل هو أي مكان يتم وضعنا فيه وفيه إيرادات لا بد من المحافظة عليها كونها مال عام للدولة، كونها مال عام لصالح الموطن والشعب، فنحن بحاجة إلى منظومة مكتملة من القيم التربوية والأخلاقية والمبادئ إلى إعادة الإنسان بوضعه الطبيعي واستشعاره المسؤولية والحفاظ على المال العام ومال الدولة، كذلك أيضا الفساد في الدولة، أقول بأن هذه الفترة حقيقة لا أظن أن هناك فساد ولا أستطيع القول بأن هناك فساد في مؤسسات الدولة لأن مؤسسات الدولة أساسا لا يوجد فيها موارد، لا يوجد فيها موازنات تشغيلية، لا يوجد فيها شيء، غير مؤسسات محدودة تعتبر مؤسسات إيرادية، فبالتالي مكافحة الفساد في هذه المؤسسات الإيرادية أنا اعتقد إذا كان هناك خطوات صارمة تبدأ في هذه المؤسسات كونها مؤسسات محدودة فبالتالي تكون هي النموذج، تركز الدولة في مكافحة الفساد داخل المؤسسات الإيرادية وتتخذ إجراءات صارمة وتتخذ خطوات قوية، ويفعل الجهاز المركزي.

ومن الإجراءات لتفعيل الأجهزة الرقابية لمكافحة الفساد بقيادة الدولة، ما قام به الرئيس الشهيد صالح الصماد، حيث سعى بشكل حثيث جدا وقوي لإعادة تفعيل الجهاز المركزي وتفعيل هيئة مكافحة الفساد على أنها أجهزة معنية في الأساس بمكافحة الفساد، لأننا عندما نكافح فساد معناه أن تكون هناك ملفات وإجراءات تثبت أن هناك عملية فساد بالفعل، سواء كان فساد مالي أو إداري، فبالتالي سعى بشكل حثيث لتفعيل الجهاز المركزي ووقف إلى جانب الجهاز المركزي واجتمع بهم لمرات وحاول إعادة تفعيل الجهاز المركزي وربطه بمؤسسات الدولة لمكافحة الفساد لكي يقوم بدوره، لأنه كان هناك خمول في دوره، ودور الهيئة العامة لمكافحة الفساد، فبالتالي أقول الجهاز المركزي إذا كان لا بد له من دور فعال فيجب أن يفعل الإدارات العامة في مؤسسات الدولة، هناك إدارات عامة، هذه الإدارات العامة تسمى الإدارة العامة للرقابة والتقييم، فإذا فعلت هذه الإدارات العامة في هذه الفترة وربطت بالجهاز المركزي وعين فيها شخصيات كفؤة داخل مؤسسات الدولة أعتقد بأنه ستكون هناك نقلة نوعية في مكافحة الفساد، طبعا للجهاز المركزي أيضا دور في هذه الفترة ولكن هناك إشكالية تعيق، الجهاز المركزي ليست رقابته رقابة مصاحبة، هي رقابة تقريبا عبارة عن جمع قضايا وملفات حتى نهاية العام ثم يصدر تقريره نهاية العام، فبالتالي لا يأتي نهاية العام إلا وقد ذبلت القضية، أيا كانت، قضية مشتبه فيها، قضية فساد، فنحن بحاجة إلى تفعيل الهيئة التي تم إعادة تفعيلها في الفترة الماضية وهناك تعيينات تمت في الهيئة، بحاجة إلى أن تقوم الهيئة العامة لمكافحة الفساد بدورها في الدور المصاحب، في الرقابة المصاحبة على المؤسسات وخصوصا التركيز يتم على المؤسسات الإيرادية لأن المؤسسات الأخرى لا تمتلك أساسا أموال مع الوضع والمرحلة القائمة.

س2/ بما أن أنصار الله في الواجهة، وأكثر اللوم يقع عليهم، وهم من بيدهم القرار، لماذا لا يتخذون خطوات صارمة باتجاه إزاحة أي فاسد والاستغناء عنه نهائيا بل ومحاسبته..

حقيقة لا نُحمّل اللوم على أنصار الله في هذه الفترة ولا أستطيع القول بأن قرار ردع الفاسد ونقله هو من مسؤولية أنصار الله فقط، المرحلة هذه التي نحن فيها هي مرحلة شراكة، مرحلة جبهة داخلية، مرحلة صمود ومرحلة شراكة وهناك قوى سياسية شريكة في هذه المرحلة، التي تدير مؤسسات الدولة أساسا، حكومة الإنقاذ الوطني هي حكومة شراكة، فالمسؤولية تقع على الجميع، أي شخص شريك في الدولة لا بد أن يكون له دور قوي في مكافحة الفساد، أنصار الله هم جزء لأمن الدولة وليس هم كل شيء، هناك شركاء وهم معنيون وهم مسؤولون عن مكافحة الفساد، فبالتالي الدور يقع على الجميع في هذه المرحلة، أولا كشخصيات سياسية كائنة من تكون ومحسوبة على أي جهة سياسية، لا بد أن تكون هي القدوة، أن تجعل في نفسها النموذج والقدوة في هذه المرحلة والتخلي عن الفساد، الشيء الثاني لا بد أن يكون هناك تعاون قوي لأننا في مرحلة إذا مثلا أزاح أنصار الله أي شخص قيادي في مكان ما وهو محسوب على أي جهة، على طول تأتي لك الأقوال بأنهم يتم استهدافهم أساسا ويتم إزاحتهم وأنصار الله يقصون ويستبعدون قيادات ويقصون مكونات، فبالتالي المرحلة مرحلة الجميع، لا بد أن نتكاتف جميعا في مكافحة الفساد، المكونات السياسية معنية، أنصار الله معنيون، من هم في أجهزة الدولة وهم مستقلون غير منتمين لمكونات سياسية معنيون أيضا، كل الناس معنيون في هذه المرحلة بمكافحة الفساد، كل القيادات معنية كذلك.

س3/ لماذا يحصل تدوير للوجوه المألوفة والتي عانى منها المواطن، ونقلها من مكان رفيع في الدولة إلى مكان حساس آخر؟

حقيقة هذا السؤال المفروض يوجه إلى الجهة التي تصدر قرارات بهذا الشأن، القرارات التي تصدر من الجهة المعنية يتم سؤالها، أنا لا أدري ما هي مسوغات نقل أشخاص من مكان إلى مكان وهم في الأساس فاسدون، إذا كانوا يعلمون فعلا بأنهم فاسدون، لأنني أنا شخصيا لا أعلم، هناك إعلام، هناك بهرجات، هناك قول بأن هناك فاسدين، لكن الفساد يثبت بماذا؟ يثبت بملفات أساسا، بملفات واقعية وحقيقية وإثباتات وأدلة وغيرها.

س4/ الجميع يشهد أن الصناعة العسكرية اليمنية في ظل الحرب والحصار ازدهرت وتطورت ونشطت وتفوقت إلى أن وصلت إلى معادلة توازن الردع سواء فيما يخص الصواريخ الباليستية بمختلف أنواعها أو الطيران المسير الذي يحقق أهدافه بدقة عالية ويصل لمسافات بعيدة تتجاوز الـ1000 كيلو متر.. لماذا لا يشهد الجانب الاقتصادي نماء وتحسنا ولو بشكل مقارب لادنى مستوى مما وصلت إليه الصناعة العسكرية؟ وما هي الأسباب التي منعت من ذلك.. وما هي المعالجات.. ؟

أولا الجانب العسكري، حقيقة المرحلة في ذاتها هي مرحلة عسكرية وأمنية، فبالتالي كان أولوية، رُكزت الجهود على هذه الأولوية، كون المرحلة أمنية وعسكرية ونحن بحاجة إلى الدفاع عن الأرض والعرض والوطن ونحن في عدوان نواجه عدوان فظيع وبشجع يرتكب جرائم وحشية بكل أنواعها، فالجانب الدفاعي والقوة الصاروخية والعسكرية هي أولوية في الأساس، فمن الجيد أنهم ركزوا نحو مسار واحد، فعندما ركزوا نحو المسار العسكري كان هناك نجاح كبير جدا، إلى جانب أن النجاح العسكري يرتبط بقيادة الثورة، قرارتها ترتبط بقيادة الثورة ولذلك كان نجاحا ملموسا ونجاحا كبيرا جدا، بينما إذا تحدثنا عن الجانب الاقتصادي وتدهوره هناك عدة أسباب لهذا الموضوع، أولها العدوان، استهدف كل المنشآت الاقتصادية التي من شأنها رفع اقتصاد البلد، قبل العدوان في الأساس كان اقتصاد اليمن ضعيفا، لا يوجد نماء ولا ازدهار ولا مصانع داخلية لا توجد نهضة حضارية في الأساس، الاقتصاد مدمر، وزارة الصناعة كانت عبارة عن وزارة ليس لها أي دور في تنمية المشاريع الإنتاجية والمصانع والإنتاج والتصنيع وغيره، والتعاقد مع شركات مثلا للنهضة بالبلد، كذلك أيضا دور وزارة الزراعة كان دورا مجمدا بشكل كبير جدا، فبالتالي كان الاقتصاد في ذاته اقتصاد متدهور من الأساس قبل العدوان، إلى جانب جاء العدوان فحطم ما تبقى، ضرب كل المنشآت التي كانت مهيأة، ضرب البنية التحية، الحصار لعب دور رئيس في منع إدخال الأشياء الأساسية، كذلك من الأسباب أن الاقتصاد يرتبط ببنية مكتملة، الآن من يدير الرأس المالي هي عقليات وشخصيات مرتبطة بالماضي، فبالتالي كل هذه الشخصيات التي تمتلك رأس مال كبير وتمتلك التجارة وتمتلك مصانع في الخارج وغيرها هي متحكمة في الجانب الاقتصادي وتلعب دورا كبيرا وهي عقلية ما زالت تتمتع بالصندوق الأسود القديم، فبالتالي منظومة الاقتصاد لانهيارها عدة أسباب، الشيء الثاني، لا توجد ثقافة ووعي بأهمية الاقتصاد، ولا توجد بنية اقتصادية قوية، الاقتصاد بحاجة إلى مشاريع صغيرة، مشاريع متوسطة، مشاريع أكبر، نهضة، يأتي التاجر يفتح سوبر ماركت ثم يستورد كل شيء من الخارج، يعني ما يكلف نفسه مثلا ولو جزئية بسيطة يعني حتى معمل بسيط، يعني كل شيء مستورد حتى الملخاخ “أعواد تخليل الأسنان”، فبالتالي من الطبيعي أن يظل اقتصادنا متدهورا لأن هذه عقلية مستورد وليست عقلية منتج من الداخل مشجع للإنتاج الداخلي، إذا هذه الأموال مثلا حتى وإن كان لديهم استثمارات فتأتي الاستثمارات في الخارج، لديهم مصانع واستثمارات مثلا، أصحاب رؤوس الأموال في الخارج، فهذه من الأسباب التي ظل الاقتصاد متدهورا بسببها، كذلك إهمال الزراعة سبب كبير في تدهور الاقتصاد، الثقافة بشكل عام سببت في تدهور الاقتصاد، فإذا أردنا اقتصادا مزدهرا ونماء فلا بد من عدة أسباب، أولا تشجيع الاستثمارات الداخلية وتشجيع الشركات على إنتاجات واستخراجات للمعادن والنفط والأشياء المهمة التي بالإمكان أن ترفد البلد كالذهب والحديد والنحاس وغيرها، وما زالت كلها في باطن الأرض، فبالتالي ما زال اقتصادنا هش، الثروة في ذاتها ما زالت في باطن الأرض، كذلك تشجيع الثروة الحيوانية التي يكون لها دور كبير في ازدهار الاقتصاد، ولا بد من تشجيع الجانب الزراعي الذي يكون له دور في نماء الاقتصاد، هناك عدة أسباب من المهم التوجه لها وهي عبارة عن منظومة مكتملة تحتاج إلى تعاون من الجميع، المواطن مسؤول فيها، الدولة مسؤولة فيها، أصحاب رؤوس الأموال مسؤولون فيها، والمستثمرون مسؤولون والتجار كذلك، نحتاج إلى منظومة مكتملة ودور مكتمل يبدأ من قيادة الدولة إلى أصغر مواطن حتى نشكل بنية اقتصادية قوية ومزدهرة.

س5/ تشهد اليمن هذه الفترة من فصل الصيف وقبيل وأثناء رمضان الكريم أمطارا غزيرة في مختلف المحافظات.. لماذا لا تتولى الدولة مساعدة ودعم المواطنين في بناء السدود في الأماكن التي يصلح بناء سدود فيها.. ولماذا لا يتم إيلاء الزراعة الاهتمام المطلوب حتى يلمس المواطن ثمرة ذلك في كل ما يشتريه مما يمكن زراعته في اليمن؟؟ لماذا الاهتمام بالزراعة والمزارعين غائبا.. وإن كان فقليل وأثره مضمحل مع أن اليمن بمختلف مناطقه بيئة خصبة لزراعة الكثير الكثير من الفواكه والثمار والخضروات؟

فيما يخص بناء السدود أنا أعتقد في هذه الفترة من الصعب أن تتحمل الدولة تكاليف بناء سدود، عندما نتكلم عن بناء السدود، من الصعب أن تتحمل الدولة تكاليف بناء سدود لأن الوضع المالي للدولة ليس وضعا مستقرا في الأساس، يعني إذا استطاعت الدولة أن توفر مرتب للموظف فهذه خطوة جيدة تقوم بها الدولة حقيقة، لأننا في عدوان وحصار وليس هناك إيرادات تشجع الدولة للإقدام على مثل هذه الخطوة، ولكن نقول يجب على الدولة أن ترسم سياسات مستقبلية وترسم سياسية من هذه المرحلة ولو تنفذ بخطوات بسيطة تبدأ من الأقل ثم الأكثر، هذه السياسات على أساس بناء سدود في الأماكن التي تتجمع فيها الأمطار حتى يستفاد من هذه المياه بالفعل مثلا، تقوم بخطوات إجرائية وإن كانت بسيطة، السياسيات هي خلال خمس سنوات مثلا، لكن كبناء سدود في هذه المرحلة ودولة تمر بعدوان بهذا الحجم أقول من الصعب تماما تمويل مثل هذه السدود، ولكن إلى جانب رسم السياسات لا بد أن تكون هناك مبادرات يتم إحيائها من قبل الدولة، تحييها للمواطنين، مثلا في قرى معينة مسؤول لديه المال وهو يقدم المال لشراء المواد الأولية والمواطن يقدم الجهد لبناء السدود فهذه ستكون حلقة جدا واسعة وحلقة طوعية يقدم عليها المواطن بنفسه، فنحن بحاجة إلى وعي، الدولة تقوم برسم السياسية وتوعية المجالس المحلية بأهمية هذا الشيء ومتابعتها وحثها على هذه الآلية، آلية بناء السدود، تأتي آلية مشتركة يشترك فيها المواطن والتاجر والمغترب وأي شخص في قرية معينة أو منطقة معينة أو محافظة معينة لديه القدرة على تمويل هذه السدود وبقية المواطنين يقدمون جهود ولو طوعية مثلا، لو أتى كل شخص لبناء سد وجاء تاجر معين في المنطقة يمول المواد الأولية ثم يأتوا المواطنين بجهود ذاتية فيكون هناك ثمرة للعمل، فيما يخص الجانب الزراعي، فهو مهمل على الرغم من أن لدينا ثروة زراعية، لدينا تربة ليست موجودة في أي من دول العالم، تربة مهيأة لزراعة أي نوع من أنواع الحبوب والقمح وغيره، وقيادة الثورة مهتمة بزراعة الحبوب بشكل كبير جدا، وهذا الاهتمام نلحظ مثلا بأن هناك نسبيا خطوات جيدة في هذا الجانب، من هذه الخطوات هناك مؤسسات تهتم بزراعة القمح تهتم بزراعة الحبوب، هناك الآن تواجد وإعادة بناء لزراعة القمح والوصول إلى الاكتفاء الذاتي بقدر المستطاع لأن قيادة الثورة تعلم بأن العدو يتحكم في لقمة عيشنا، في مقدمتها القمح لأن الدولة تدفع تكاليف باهظة جدا في مقابل استيراد القمح، فبالتالي هناك وعي وهناك مؤسسات يتم تشجيعها على أساس كزراعة بعض الحبوب، هناك خطوات لا بأس بها جيدة قامت بها وزارة الزراعة مؤخرا، هناك أيضا الآن تقريبا مؤسسة تقوم بتغليف وتبريد الخضار والفواكه حتى تحفظ لفترة طويلة لكي يعود دخل المزارع بشكل أكثر ولكن مهما تحدثنا ما زالت هذه الخطوات بسيطة، يعني ليست خطوات بالشكل المطلوب والقوي، وأقول بأنها بسيطة كونها لأنها متناسبة مع قدرات الدولة وغيرها، ولكن يجب أيضا أن يكون اهتمام من الدولة لأنه إذا راعينا لماذا لم يتم الاهتمام بالزراعة، هناك اتفاقيات خطيرة جدا، هذه الاتفاقيات لاحظناها وتم إعلانها، اتفاقيات مع وزارة الزراعة أنه يتم في الأساس عدم زراعة القمح مقابل أن يصدروا لنا كمية معينة من القمح، فبالتالي هناك قرارات كانت قرارات فادحة لعقود ومجحفة بحق أبناء الشعب اليمني ومجحفة وسبب لركود الجانب الزراعي، حتى كانت بعض أنواع الحبوب أن تختفي حقيقة من الأسواق اليمنية، ولكن في هذه المرحلة الأخيرة بعد الوعي وتوعية المجتمع بأهمية الجانب الاقتصادي بدأ ينمو ولكن ليس بالشكل المطلوب، أقول إذا أردنا، هناك خطوات قوية في الرؤية الوطنية إذا قامت بها الدولة فيما يخص الجانب الزراعي فأقول بأنها ستكون هناك نهضة خلال عامين أو ثلاثة أعوام، ستكون هناك نهضة زراعية قوية جدا، كذلك أيضا لا بد أن يكون دور للمواطن وللمزارع نفسه يهتم بالجانب الزراعي، نلاحظ أيضا أن هناك ثقافة مربكة جدا، مخلة بالمجتمع، هذه الثقافة هي ثقافة الهجرة من الريف إلى المدينة ومن المدينة إلى خارج البلد أحيانا، فتترك الأراضي الزراعية مساحات واسعة وشاسعة تترك دون زراعة ودون اهتمام وهي أساسا يمتلكها أناس، فبالتالي المواطن له دور في تنمية الزراعة عندما يهتم المواطن، عندما يزرع المواطن أرضه ويهتم بالزراعة يكون رافدا للدولة، ورافدا للاقتصاد كما تحدثنا سابقا، الزراعة وإلى هذه اللحظة نرى ان هناك استهداف للمزارعين عن طريق المنظمات، تأتي مثلا المنظمات الدولية توزع السلال الغذائية وفي ضمن السلة أساسا يأتي قمح أو بر فيكتفي المزارع به، ويتكاسل عن الإقدام للزراعة، وهذه تعد ضربة قوية، المزارع يجب أن لا يعتمد على السلال وعلى القمح الأمريكي بل على زراعة أرضه ويكون له دور في استنهاض الزراعة، كذلك يجب على الدولة أن تقوم بإجراءات ولو بسيطة، أحيانا يكون هناك مزارع نشيط لكن لا يمتلك أبسط الأدوات مثل تشغيل الإرتواز لسقاء الزراعة والآلات التي تحرث الأرض وغيرها، يفتقر إلى أبسط الأدوات فلا تتوفر لديه، فبالتالي أدعو كل المؤسسات التي تهتم بهذا الجانب بما فيها وزارة الزراعة أن يتم طرح مبالغ معينة ضمن خطة لتنمية هذا الجانب ورفده ويكون هناك جزء من الدعم الذي يأتي من المنظمات في تنمية الزراعة وتنمية المزارعين لتغطى أولوياتهم الأساسية لاستنهاض الزراعة فيكون لهذا الموضوع دور كبير جدا، فالزراعة هي أساس الاقتصاد، ويكتمل دورها من المواطن إلى الدولة إلى مؤسسات الدولة، وهي دور تكاملي.

س6/ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، إلى متى تظل حبرا على ورق؟ ولماذا لا يتم البدء في التنفيذ؟ وما هي المشاكل والعراقيل التي تحول دون أن يجري تطبيقها على أرض الواقع.. ولماذا الاستمرار في صياغة الخطط والمبادرات من مختلف الجهات ومناقشتها والتعديل عليها والاستمرار في هذه الدوامة التي لا تصل إلى الواقع بشيء؟

حقيقة لا أستطيع أن أقول بأن الرؤية الوطنية بأنها حبر على ورق إلى هذه اللحظة، أنا عضو في الرؤية الوطنية في مؤسسات الدولة، فلا أستطيع أن أقول بأنها حبر على ورق، نحن الآن في خطوات الرؤية الوطنية وهي 2019 هي مرحلة تعافي وصمود، أي تنفيذ أشياء بسيطة، مجرد تعافي لمؤسسات الدولة، صمود، نهوض بأشياء بسيطة بقدر المستطاع، بقدر الموارد المالية المتوفرة، كذلك ما زالت الرؤية في مرحلة رسم استراتيجيات، يعني قبل شهر ونصف أو شهرين ما زلنا في تدريب واسع شمل كل مؤسسات الدولة فكان الهدف من التدريب هو الخروج بخطط تفصيلية على أساس للرحلة، وأنتم تعلمون لنا الآن حوالي شهر ونصف ونحن في مواجهة جائحة كورونا، هناك الكثير من التحديات التي تواجه الرؤية الوطنية، ولا أستطيع أن أقول أنها ما زالت حبر على ورق، لا بد أن نعطيها الفرصة، نحن حتى الآن لم نصل إلى منتصف العام 2020، هناك إجراءات تقوم بها قيادة الرؤية الوطنية، هناك متابعات، هناك خطوات تقوم بها في مؤسسات الدولة وإن كانت بسيطة فالمرحلة كما قلت هي مرحلة صمود وتعافي، لكن نترك الفرصة للرؤية الوطنية، فما زلنا في بداية الطريق، نترك العام ثم العامين ثم الثلاثة الأعوام، إلى جانب أنه لا بد أن نستشعر التحديات التي تواجهها، هناك تحديات قوية تواجه الرؤية، أول هذه التحديات أن داخل مؤسسات الدولة لا يريدون للرؤية الوطنية أي نجاح لأن أي نجاح يعتبر نجاح لثورة 21 سبتمبر ونجاح لقيادة 21 سبتمبر، فبالتالي يريدون أن تظل الدولة ومؤسسات الدولة كما هي، لا يريدون أي نجاح للرؤية الوطنية وهي أساسا مرتبطة بقيادات الدولة، يعني لا ترتبط بجهة معينة أو مكون معين، هي مرتبطة بقيادات الدولة، هذا عامل من العوامل، العامل الثاني العامل المالي، تحديات في الجوانب المالية، يعني أي أنشطة وأي استنهاض في الرؤية يحتاج إلى مبالغ مالية وهذا يعود للدخل ونحن نعلم وضعيتنا، الشيء الثالث أعتقد أن هناك إجراءات وهناك دور .. الخ ولكن تقبل العاملين في مؤسسات الدولة على التغيير لا يأتي بشكل سريع بل يكون تدريجيا لأن التقبل لا يأتي بشكل سريع داخل مؤسسات الدولة.

س7/ ما هي المقترحات التي ترون أنها مهمة وتنهض باليمن اقتصاديا بشكل كبير؟

المقترحات المهمة التي تنهض باليمن اقتصاديا أولها تشجيع ودعم الزراعة واستنهاض المزارعين، ثانيها دعم المشاريع الاقتصادية الصغيرة والأصغر والمتوسطة له دور مهم جدا، علينا أن نقتدي بهذا الدور في سوريا، هناك إجرام في سوريا ولكن لأنها تحتضن هذه المشاريع هناك مقاومة واقتصاد، فلا بد أن نشجع المشاريع الصغيرة والأصغر، الشيء الثالث لا بد أن يكون هناك تشجيع للاستثمارات الداخلية والشيء الرابع لا بد أن يكون هناك تغيير في القوانين المتقادمة، هناك قوانين مجحفة بحق الجوانب التنموية والاقتصادية وغيرها، فيتم تغيير في القوانين وإعطاء قوانين مؤقتة مثلا أو التنبه إلى الجانب القانوني في هذه المسوغات، الشيء الخامس لا بد من خطة أو حملة توعوية مكتملة لكافة مواطني الدولة، أرى بأن هناك تجار لديهم رأس مال كبير ولديهم مبالغ كبيرة يذهبون نحو العقارات وشراء الأراضي وهناك ارتفاع بشكل هائل في الأراضي والعقارات والعمارات، لماذا؟ لأن لديهم أموال وبسبب الوضع ونقل البنك وغيره يخافوا أن يضعوها في البنك إلى جانب أنه ليس لديهم وعي بأن هذه الأموال بدلا من أن تكون في عقارات وأراضي جامدة تستغل في موارد إنتاجية وتصنيعية واستخراجات وغيرها، فبالتالي لا بد من اتخاذ إجراءات وتواصلات وخلق علاقات مع التجار وقناعات وإيجاد قناعات لديهم، بأن لا بد أن تحول يعني أموالهم لصالحهم هم إلى بناء إنتاج مشاريع استخراجية ومشاريع إنتاجية وتصنيع وتحويل الزراعة إلى سلعة غذائية، هذا هو الذي يرفد الاقتصاد.

س8/ وأنت وكيل قطاع المرأة في وزارة الشباب والرياضة ما دور المرأة في البناء والتنمية؟ وما هي المشاريع التي من المناسب أن تنطلق فيها وتؤثر إيجابا في مسيرة البناء ونهضة اليمن؟

حقيقة المرأة اليمنية رغم العدوان والحصار إلى أن لها دور، ثبت بأن لها دور عظيم جدا وفاعل في هذه المرحلة، فنشهد في هذه المرحلة ازدهار الكثير من المشاريع الصغيرة ودارت المرأة بقوة ونجاح، رغم التحدي والصعوبات وفي الوقت الذي انهارت فيه الشركات وانهارت فيه مصانع لها راس مال أرى بأن هناك مشاريع لديها يتم انشائها يتم احتضانها ، من هذه المشاريع دور للمرأة رئيس في الأساس، فالمرأة استطيع أن أقول هي أساس التنمية وعلينا أن نحتذي بالدور الكوبي، يعني في كوبا هناك تقريبا دور للمرأة ما يعادل 90% في الجوانب التنموية، فبالتالي هذا شيء لا يقتصر فقط على دور المرأة، المرأة اليمنية هي نشيطة ومبتكرة وفاعلة وقوية ومفكرة وصبورة وتبذل وقتها وجهدها؛ من خلال ما شاهدت هذه الفترة من المشاريع التي أنشئت سواء كانت هذه المشاريع في التصنيع الغذائي أو في تصنيع المنظفات أو تطريز أو خياطة أو معامل بسيطة في الحلويات، هناك العديد من المشاريع التي قامت بها المرأة اليمنية حقيقة وإن كانت حقيقة إلا أنني أرى بان هناك إدارة من قبل المرأة بحكمة، فبالتالي يجب على قيادات الدولة أن تضع المرأة في واجهة التنمية، أن تشجع المرأة، أن تنمي هذه المشاريع وتدعمها وتجعل لها فرص عديدة في المجالات التنموية لكي يكون لها دور فعال، حتى يأتي إشغال لكل وقت المرأة فإذا أشغل حقيقة وقت المرأة وجهدها وعطاءها في هذه الأمور وشجعت الدولة هذا الشيء سيكون هناك تنمية وازدهار بشكل كبير جدا، فعلا لأن المرأة هي أساس التنمية، هي تهمتم لأنها أساسا في البيت وتلامس الأشياء، تلامس الغذاء، تلامس الملبس، تلامس كل شيء، فبالتالي تبادر في هذه الأشياء، هي قريبة إلى الأشياء التنموية، روحها مرتبطة بالأشياء التنموية، فكلما أولت الدولة اهتماما بهذه الجوانب وأعطتها فرصا ومجالات في هذه الأشياء يكون لها دور كبير، مثلا في الريف تحدث الشهيد القائد سلام الله عليه حول كيفية تنمية المرأة في الريف وأهمية هذا الدور، هناك ثروة حيوانية كبيرة ونشهد بأن المرأة لها دور كبير في هذا الجانب، فلماذا لا ينمى هذا الجانب؟ ويشجع من قبل الدولة، هناك أيضا إلى جانب الثروة الحيوانية هناك المرأة المزارعة، المرأة تزرع في كثير من أماكن الريف، فيشجع هذا الدور، لماذا لم تشجع الدولة على إقامة معامل إنتاجية في أماكن كل منطقة حسب صناعتها وإنتاجها وأولويتها، حتى يأتي دور مكتمل ويأتي دور عظيم ومثمر للمرأة.

شكرا لك أستاذة هناء على إتاحة هذه الفرصة لملتقى الوعي والتلاحم بإجراء هذه المقابلة ونسأل الله لليمن النهضة والنماء والازدهار وللعدوان الهزيمة والفشل والانكسار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock