مجتمع

أدوات وأساليب الحرب الناعمة

لقد أدّت الأبعاد المختلفة والخلفيّات المتنوّعة للحرب الناعمة إلى توسّع أدواتها وأساليبها. فضلًا عن ذلك، فإنّ خِصلة الإبداع، التكنولوجيّات الجديدة والأدوات والصناعات الثقافيّة الجديدة جعلت أساليب وأدوات الحرب الناعمة متنوّعة ومعقّدة. وأهم وأكثر وسائل الحرب الناعمة تأثيرًا ثلاثة أساليب أساسيّة: الأسلوب الكلاميّ، السلوكيّ والشبكيّ (الإلكترونيّ والرقميّ – ديجيتاليّ).

ويمكن القول إنّ العمليّات النفسيّة، والإدراكيّة، والديبلوماسيّة العامّة والخداع التكتيكيّ تنضوي تحت مقولة الأساليب الأساسيّة الكلاميّة للحرب الناعمة. ومن جملة أهمّ الأساليب السلوكيّة هي: الاعتراض، العصيان المدنيّ، عدم التعاون والاعتصام، التدخّل غير العنفيّ واستقطاب المعارضين. كذلك، يمكن تشخيص أهمّ أدوات الحرب الناعمة وأكثرها تأثيرًا ضمن ثلاث مقولات: المنتوجات الثقافيّة، الوسائل الإعلاميّة والفضاء الافتراضيّ (تكنولوجيا الاتّصالات الحديثة). وتعتبر السينما، وأفلام الأنيميشين، الأقمار الصناعيّة، الألعاب الإلكترونيّة والموسيقى من أهمّ الصناعات والمنتوجات الثقافيّة. وتشمل الوسائل الإعلاميّة المطبوعات، الإذاعة، التلفزيون ووكالات الأنباء. وفي النهاية، تضمّ أدوات الحرب الناعمة في مجال الفضاء الافتراضيّ: الأنترنت (المواقع الخبريّة، شبكات التواصل الاجتماعيّ، المدوّنات، البريد الإلكترونيّ وغيرها)، والهاتف الخليويّ (خدمات الرسائل القصيرة، البلوتوس وغيرها).

فإذا عرّفنا الحرب الناعمة على أنّها عمليّة تنافسيّة على الإمساك بقدرة الحشد الاجتماعيّ بين الدولة والمجموعات غير الرسميّة، يمكن اعتبار أيّ عاملٍ يستطيع أن يقلّل من قدرة الحشد لدى الدولة لصالح المجموعات المطالبة بتغيير النظام السياسيّ، على أنّه أداة إطاحة ناعمة. والنكتة المحوريّة فيما يخصّ أدوات الحرب الناعمة هي دور ومكانة كل من المتغيّرات المذكورة في مشروع الحرب الناعمة والتي من حيث أهميّتها تتمتّع المؤسّسات الشعبيّة بأهميّة أكبر. إذ تعتبر المؤسّسات غير الرسميّة أفضل عاملٍ لكسب قدرة التعبئة والحشد الاجتماعيّ والتغيير والتحوّل، لأنّها تبدأ بالحراك دون إثارة الحساسيّة في النظام السياسيّ الحاكم وتوسّع من نطاق أنشطتها وحراكها.

وأمّا هذه الأدوات والوسائل عبارة عن:
1- المؤسّسات غير الرسميّة.
2- الوسائل الإعلاميّة (أنترنت، شبكات الأقمار الاصطناعيّة، الصحافة).
3- النخب السياسيّة، العلميّة، والاجتماعيّة.
4- قوّة التضادّ والاختلاف الموجودة في المجتمع (مثل الأقوام والأقلّيّات الاجتماعيّة المختلفة).
5- الانتفاضات والتحرّكات الاجتماعيّة مثل انتفاضة النساء، طلّاب الجامعات وغير ذلك.
6- المعارضة من خارج الحاكميّة بصفتها عوامل أداتيّة ومؤقّتة[1].

وقد استخدم الغرب في حربه الناعمة على إيران فضلًا عن الأدوات والأساليب المذكورة أعلاه، بالإضافة إلى أساليب متعدّدة أخرى، بعضها عبارة عن: التأثير على النخب، زيادة مطالب طلّاب الجامعات، إبراز النواقص والحاجات الاجتماعيّة والاقتصاديّة، إيجاد إنشقاقٍ مذهبيّ، إبراز أنشطة مجموعات المعارضة، الدفاع عن معارضي النظام تحت عنوان مشروع نشر الديمقراطيّة، كسر القواعد الاجتماعيّة النمطيّة (مثل علاقات الذكور والإناث قبل الزواج)، إبراز مسألة صراع الأجيال، تشجيع فرار الأدمغة وإرجاع ذلك إلى عدم رضاهم السياسيّ، السعي في تشكيل إجماعٍ عالميّ ضدّ إيران وإظهار صورة سوداويّة حول مستقبل البلد[2].

ومن خلال دراسة بيانات سماحة القائد، نجد أنّه قد تمّ التأكيد على الأدوات والأساليب التالية:
1- الخداع عبر الاستفادة من السذاجة والهوى[3].
2- التشكيك في الفكر السياسيّ[4].
3- جرّ الجيل الشاب في المجتمع نحو الابتذال والفساد الأخلاقيّ[5].
4- صرف الشباب المؤمن عن تمسّكهم بإيمانهم[6].
5- تعظيم قدرات الغرب[7].
6- قتل الشعاع والأمل في القلوب[8].
7- التنظير على أساس فكر الثقافة الغربيّة[9].
8- تحقير تيّار الأدب، الفنّ والثقافة الثوريّة في إيران[10].
9- انزواء العناصر الثقافيّة، الأديبّة والفنّانة[11].
10- الإشاعة بأنّ شعب ودولة إيران قد تراجعا عن الأهداف الثوريّة[12].
11- تضعيف همّة الشباب داخل البلاد[13].
12- إحباط عاشقي سيطرة وحاكميّة الإسلام في كافّة أنحاء العالم[14].
13- تقديم صورة مظلمة عن مستقبل البلد وإحباط الناس[15].
14- إيجاد نظرة تشاؤميّة وصدع بين الناس ورجال الدولة[16].
15- إظهار أفق المستقبل مبهمًا ومظلمًا للشباب[17]
16- إيجاد التشنّج، الاضطراب واللاأمن في المجتمع[18].
17- إيجاد الاختلافات المذهبيّة بين المسلمين[19].
18- استثمار البيئة الحاضنة للفتنة[20].
19- إيجاد الشكّ لدى المسؤولين بالنسبة للحقائق الواضحة[21].
20- إيجاد الاختلافات بين الشعب الإيرانيّ والشعوب المسلمة الأخرى[22].
21- صناعة ونشر الشائعات حول المسؤولين[23].
22- تعطيل حيويّة نخبة أفراد المجتمع المبدعين، الشباب والنشطاء[24].
23- إيجاد الغفلة بالنسبة لغزو العدوّ الثقافيّ[25].
24- إنكار الغزو الثقافيّ وغضّ النظر عنه[26].
25- الاستفادة من سلاح العمليّات النفسيّة[27].
26- إيجاد المئات من المواقع الأصليّة والآلاف من المواقع الفرعيّة في الأنترنت[28].
27- صناعة ونشر الأكاذيب عبر الوسائل التواصليّة المتطوّرة[29].
28- استثمار سلاح الدعاية والعلاقات الإعلاميّة[30].
29- الاستفادة من هولييود وقدر تأثير الفنّ في الغرب[31].
30- انتشار الأخبار المضادة للنظام لحظة بلحظة[32].

معرفة الحرب الناعمة من وجهة قائد الثورة الإسلاميّة، علي ‌محمّد نائيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock