دور الشهيد سليماني في تحقيق منطقة «ما بعد أمريكا»

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقالة للكاتب محمّد مهدي عبّاسي، يُلقي الضوء على دور الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني في الاقتراب من منطقة ما بعد أمريكا وإفشال مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي سعت الولايات المتحدة الأمريكيّة إلى إنجاحه في المنطقة، إضافة إلى إدارة حلف المقاومة ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي وتيبيسه مع رفاقه جذور هذه الشجرة الخبيثة.
كانون الثاني/يناير، الشهر الذي صارت أيامه الأولى الآن رمزاً لبداية عالم ما بعد أمريكا. من 3 كانون الثاني/يناير واستشهاد اللواء قاسم سليماني إلى 6 كانون الثاني/يناير واقتحام المتظاهرين مبنى الكونغرس الأمريكي كلها لديها رسالة واضحة: لقد انتهى زمن الديموقراطية الليبرالية والهيمنة الأمريكية. هذه الهيمنة التي باتت هزيمتها واضحة للجميع، خاصة في غربي آسيا، هي بلا شك نتيجة مجاهدات وإجراءات فريدة لحلف المقاومة، وفي مقدمها الشهيد سليماني. ولتبيين دور الشهيد سليماني في إنهاء الهيمنة الأمريكية وهزيمة مخططات العالم الغربي في المنطقة، يجب أولاً أن نتناول ماهية أهداف أمريكا من الوجود في غربي آسيا.
بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر، دخلت أمريكا بجدية غربي آسيا بذريعة «محاربة الإرهاب». في ذلك الوقت، أسدل الستارَ المسؤولون الأمريكيون وكثيرون من المفكرين مثل بريجنسكي عن خطط ومشاريع مختلفة مثل «الشرق الأوسط الكبير» أو «الشرق الأوسط الجديد». على سبيل المثال عام 2006، أثناء الحرب على لبنان التي استمرت 33 يوماً، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك، كوندوليزا رايس، في خطاب مهم:
«ما نشهده هناك هو مخاض ولادة شرق أوسط جديد. يجب أن نتأكد أننا نتحرك نحو هذا الشرق الأوسط وألا نعود إلى الشرق الأوسط السابق»[1].
تصريحاتٌ عبّرت بوضوح عن مخططات الحكومة الأمريكية آنذاك في غربي آسيا. في الواقع. كانت أمريكا تحاول بتحقيق هذا المشروع: أولاً تحويل دول المنطقة في نظام اقتصادي حر إلى «بلوك» يتمحور حول إسرائيل، وثانياً بسط نموذج الديموقراطية الليبرالية على دول المنطقة، وهي مسألة أقرّ بها الرئيس الأمريكي بوضوح في خطابه بعد سقوط صدام حسين. قال جورج بوش عام 2003: «الديموقراطية العراقية ستنجح وسيُرسَل نبأ هذا النجاح من دمشق حتى طهران.
هذه الحرية يمكن أن تكون في مستقبل أيّ شعب. ستكون المنظومة السياسية والقانونية لعراقٍ حر في قلب الشرق الأوسط نقطة تحول في الثورة الديموقراطية العالمية»[2]. في الوقت نفسه، أعلن نائب الرئيس الأمريكي، ديك تشيني، في خطابه في «قمة دافوس» أن «حكومة الولايات المتحدة ملتزمة تعزيز الديموقراطية في أنحاء الشرق الأوسط وما بعده»[3].